هل إستمعتم إلى إغنية (باللهجة المصرية) للمطرب السورى حسام الحاج تقول “يلا نقوم نصلى ركعتين…ونستخير ربنا… ونشوف إن كنا لبعضنا ” وقد بدأ المطرب حياته الفنية بتصوير فيديو كليب لإغنية :”إتحجبتى برافو عليكى” ثم تبعها بإغنية يلا نقوم نصلى ركعتين. وإذا كان بعض القراء يعتقد أنى أفترى وأخترع تلك الأمور فعليكم مشاهدة الإغنية على الرابط التالى:
http://www.youtube.com/watch?v=-6_EObk2mZ4&feature=related
ويمكنكم الذهاب لموقع الإخوان المسلمين لكى تعرفوا التهليل لهذا النوع من الأغانى
http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?t=60222
وإن كنت ترغب فى سماع أغنية “إتحجبتى برافو عليكى… أيوه كده ربنا يهديكى” فيمكنك مشاهدتها على موقع
اليوتيوب
http://www.youtube.com/watch?v=oR7-HbxV-Ew
والحقيقة بأن هذا النوع من الأغانى يعتبر ردا متواضعا على من حرم الموسيقى والغناء جملة وتفصيلا واعتبرهما من الكبائر. وقد تبدو بعض الأغانى ساذجة ولكنها تناسب المجتمع الذى لخص الدين فى خرقة قماش ولحية وجلباب قصير وحزام ناسف وقنوات فضائية أغنت الناس عن تدخين الحشيش، وتقنين الزنا بزواجات مؤقتة، ومشايخ لا أنزل الله بهم من سلطان يخترعون دينا جديدا لو عاد الرسول الكريم لما تعرف على هذا الدين.
وقريبا سوف تتحقق نبوئتى منذ سنوات عندما توقعت أن نشاهد لافتة فى مدخل أحد ملاهى شارع الهرم تقول: الليلة تسهرون مع المطرب الملتحى “أبو العزايم” ومع الراقصة المحجبة “محاسن الصدف” واستمتعوا بأفخر أنواع المشروبات “الروحية” من كرواية وينسون وعرقسوس.
وسوف ترقص محاسن الصدف على أنغام إغنيات من نوع:
ياحبيبتى حنروح ناخد إختى وأخويا
عشان نقرا الفاتحة على روح أبويا
ياحبيبى عشان حبى يزيد ويزيد
يلا بينا ندبح سوا خروف العيد
أنا حبيتك من أول نظرة
يلا بينا بقى نعمل عمرة
ومحاولة حشر الدين بالحق والباطل فى كل صغيرة وكبيرة ربما يأتى بنتائج عكسية كما يحدث الآن فى إيران.
وقد قمت بزيارة مصر منذ فترة قصيرة وزرت خلالها القاهرة والإسكندرية وإحدى محافظات الدلتا وقد أثار إنتباهى منظر فتيات مصر اليوم وهن يلبسن أحدث الموضات ويضعن كافة المساحيق بشكل ملفت للنظر وفى نفس الوقت يرتيدن الحجاب. والبنت المصرية تدربت عبر مئات السنين من القهر أن تعطى المجتمع ما يريد منها وفى نفس الوقت تفعل ما تريد. أنظر إلى الصور المنشورة فى هذا المقال وأنت تعرف ما أقصده. ومما لفت نظرى أيضا أن الفتيات والفتيان فى شوارع القاهرة والإسكندرية والدلتا يتحدثن معا بشكل عادى وأجرأ جدا من جيلنا والذى لم ينشأ مع الحجاب بالرغم من نشأتنا فى وجود المينى جيب، وتيقنت أن فتيات مصر “المينى جيب” فى السبعينيات من القرن الماضى كن أقل جرأة من فتيات مصر “الحجاب” اليوم. فلم نسمع أبدا على أيامنا بالزواج العرفى بين فتيان وفتيات. كان الزواج العرفى موجودا ولكنه كان بين رجل متزوج يخفى عن زوجته من زواجه بأخرى، ولكن إنتشار الزاوج العرفى بين الشبان والشابات فى مصر “الحجاب” ما هو إلا تمرد حقيقى على المجتمع المتدين فى الظاهر و”البايظ خالص فى الجوهر”، وقد ذكرنى منظر فتيات مصر “الحجاب” بفتيات مصر “الملاية اللف” والتى كان من المفروض أنها وسيلة حشمة لتغطية جسم الفتاة ولكن فتيات مصر حتى الربع الأخير من القرن العشرين تفنن فى “حبك” الملاية اللف حول الخصر والمؤخرة لإظهار كل عناصر الإنوثة وكن يغطين شعورهن بالمنديل أبو “أوية” ويزحلقن خصلة أو خصلتان من الشعر الحرير لكى “يهفف” على الخدود، كما يتضح من صورة شادية وسهير البابلى فى مسرحية “ريا وسكينة”.
وبعد هزيمة الدولة العثمانية بدأت نساء مصر فى التمرد على الحجاب والبرقع، وذلك عندما خلعت هدى شعراوى وزميلاتها الحجاب إبان ثورة 1919، ومن بعدها بدأت المرأة المصرية فى تبنى الملابس الأوروبية والبعد عن الحجاب التركى العثمانى، وفى نفس الوقت تمسكت فتيات وسيدات الريف بلبسهن التقليدى والذى لم يتغير من أيام
الفراعنة على ما أعتقد ، ولكن ظل الإختلاط بين الرجل والمرأة فى الحقل والبيت بصفة طبيعية. وفجأة وبدون سابق إنذار وبعد هزيمة 1967 وثبت فشل الأنظمة العسكرية بدأت الجماعات الإسلامية بكل مشاربها التوجه إلى الهجوم على المرأة حتى أن أحد المشايخ المشهورين فى القاهرة أفتى أن “أم كلثوم” كانت أحد الأسباب الرئيسية للهزيمة لأنها صرفت الناس عن عبادة ربهم!!، وكان من السهل على المرأة تحت الضغوط الإجتماعية والدينية العودة مرة أخرى إلى الحجاب والذى لم يكن قد مضى على خلعه أكثر من ستين عاما، ولكن مع بداية القرن الواحد والعشرين بدأ تمرد الفتيات على هذا الحجاب وخاصة بعد إنتشار الفضائيات والإنترنت، وشاهدنا الفتيات والفتيان على شط النيل يمسكون بأيديهم فى محبة ومودة جميلة رغم أنف الجميع، وقد فطنت الجماعة المحظورة إلى ظاهرة الحجاب المصرى “إللى كده ..وكده ..يعنى” فبدأت فى نشر النقاب على أساس أن الحجاب مش كفاية لأنه من الممكن أن يظهر فتنة المرأة أيضا، ونادى البعض منهم بحبس المرأة فى البيت حلا لمشكلة البطالة.
،
ولو أن الأمر بأيديهم لفعلوا مثل حركة طالبان عندما أغلقت مدارس البنات تماما، ولست أدرى ما الذى جنته المرأة حتى “يستقصدوها” بهذا الشكل ، أليست المرأة هى الأم والأخت والأبنة والزوجة والحبيبة والصديقة؟ولكن البنات يقاومن بشدة كما ترون فى الصور، وتوجد حاليا مسابقات جمال للمحجبات كما يوجد محلات خاصة بالمحجبات ومجلات موضة خاصة بالمحجبات ، والمرأة المصرية مصرة على إبداء جمالها وأنوثتها التى خلقها الله بالرغم من الحجاب، وكأنها تعتبر أن الحجاب مسألة شكلية أو مسألة مؤقتة.
وأخير أقول للفتاة المصرية وأنا أغمز بعينى وأعض على جانب شفتى :”إتحجبتى برافو عليكى” (كده وكده..يعنى).
الفراعنة على ما أعتقد
samybehiri@aol.com
المصدر ايلاف
مصر من البرقع إلى المينى جيب فالحجاب والبرقع
اذا كان هذا حجابك فا كيفة اخلقك يا آمتى محمد اين الأسلام ياختى لا تتركي لفحشاء والشيطان مكان اتحجبي حجاب الكامل اخفو الله
مصر من البرقع إلى المينى جيب فالحجاب والبرقع
قبل كل شيء وظيفة الفن في المجتمع والموسيقى من أعمدته الرئيسية هي أن تعكس الواقع بكل توجهاته.الشيء الاهم هو ألا يكون الفن المنفاخ الذي يضخم ويعلي ويمجد رموز السلطة ويبرر استبدادهم واذلالهم للشعوب.