فما هي حقيقة الزيارة؟، وما هي الظروف التي أحاطت بها؟
ما هي نقاط البحث التي تناولها لقاء ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمّد بن سلمان مع اللواء علي مملوك؟، وماذا كانت النتائج؟
هذه التساؤلات، حملتها «اللـواء» إلى مصدر إعلامي سعودي موثوق، طالبة منه وضع النقاط فوق حروفها الصحيحة، وتوضيح الملابسات التي أحاطت بتلك الزيارة الغامضة ونتائجها.
لا صحّة لكل ما نُشِر في بيروت، بادر المصدر السعودي بالقول، حول الزيارة التي تمَّت بوساطة روسية، ولم يتطرّق فيها البحث إلى إنشاء تحالف رباعي يضم: السعودية والأسد وتركيا والأردن لمحاربة الإرهاب، وليس صحيحاً ما نُسِب قوله إلى السعوديين بأنّ أساس مشكلتهم مع بشار الأسد هو تحالفه مع إيران.
ويروي المصدر الإعلامي السعودي قصة اللقاء مع مملوك من بداياتها على النحو التالي:
قال الروس للسعوديين بأنّ دعمهم للمعارضة السورية يُعيق فرص الحل السياسي، ويؤجّج الإرهاب. رد السعوديون بالنفي، وقالوا للروس هل من مبادرة لديكم لحل غير جنيف؟، فكانت الإجابة الصمت!؛ التقط السعوديون الفرصة، وقالوا حسناً، لدينا مبادرة، وكان هدف السعوديين منها إمّا إحلال السلام الذي يرضى به السوريون، أو تعرية الأسد أمام الروس، الذين اقترحوا على السعوديين الجلوس مع جماعة الأسد؟
وتابع المصدر السعودي روايته: وصل مملوك بالفعل إلى جدة، وليس الرياض، كما ذكرت صحيفة «الأخبار»، وكان حلفاء السعودية على علم بذلك، وربما هذا ما لم يعلمه نظام الأسد الذي تذاكى وحاول الحصول على إذن لطائرة مملوك عبر إحدى سفاراته بالخليج لرغبته بتسريب الخبر، غير مدركٍ، أي نظام الأسد، أن هناك تنسيقاً سعودياً – خليجياً.
وصل مملوك وقدّم السعوديون مبادرتهم التي تهدف إلى تعرية الأسد، وكشف حقيقة مَنْ يدعم الإرهاب بسوريا. طرح السعوديون الخطة كالتالي: نوقف دعمنا للمعارضة، في المقابل تُخرِجون «حزب الله» وإيران والميليشيات الشيعية المحسوبة عليها من سوريا، وبذلك يكون الصراع سورياً – سورياً، أو الحل سورياً – سورياً، ونحن نبارك ما تتّفقون عليه.
ويستطرد المصدر الإعلامي السعودي: هذه هي القصة، وليس الابتعاد عن إيران كثمن للتقارب مع الأسد كما ذكرت صحيفة «الأخبار» التي لم تنشر بالطبع أنّ مملوك قال للسعوديين: «كيف نتصرّف مع «حزب الله»؟ اعطونا فرصة نفكر!»…
ويُضيف المصدر مستنتجاً: ليس التباهي بتلويم السعودية، وغيره من الخطاب الدعائي! وليس بمقدور مملوك التباهي بإيران وميليشياتها حينها، كون الأسد كان يشعر بالحنق لعلمه بتفاصيل المفاوضات مع حليفيه روسيا وإيران، بل كان يشعر بالرعب كون المفاوضات وصلت حد التساؤل: «ومَنْ يقبل استضافة الأسد»؟ والقصة ليست بالإيرانيين وحدهم، بل والروس الذين باتوا يناقشون مرحلة ما بعد الأسد، فالوفد الروسي الذي حضر لقاء مملوك مع السعوديين لم يرافقه على نفس الطائرة، وحضروا بطائرة أخرى ليكونوا شهوداً، وليس طرفاً ضامناً للأسد الذي يعي أنّ سحب موسكو لرعاياها من سوريا أمر جاد، ناهيك عن الموقف الروسي من القرار الأممي رقم ٢٢١٦ الخاص باليمن.
ويختم المصدر الإعلامي السعودي روايته بالإشارة إلى أنّ السعوديين حقّقوا أمرين هامين:
أوّلهما: تعرية الأسد أمام الروس، وإثبات أنّ الإرهاب بسوريا ليس سببه الوقوف ضد جرائم الأسد، فالإرهاب السُنّي بلا دولة راعية، بينما الإرهاب الشيعي في سوريا برعاية إيران.
والأمر الثاني: إن السعوديين أثبتوا للمرّة الألف أنّ لا صدقية للأسد، وإنهم يحاربون الإرهاب بلا هوادة.