ردّ مصدر أمني رفيع عبر موقع “القوات اللبنانية” على ما تضمنه المؤتمر الصحافي للواء جميل السيّد قائلا: “عصر الفوهرر جميل السيد انتهى منذ زمن، وما يعيشه السيّد اليوم هو حالة مرضية تعرف بـ”الطاووسية” لأنه لربما لا يزال يعتبر نفسه المرشد الأمني للجمهورية اللبنانية كما كان في السابق”.
المصدر الأمني الرفيع أكد لموقعنا أن “السيّد يمثل في لبنان قمة الفساد بدليل كل الأموال التي ضبطت معه حين اعتقاله إضافة الى عشرات ملايين الدولارات التي ظهرت في حسابات مصرفية له في لبنان والخارج. فهل يمكن أن يقول للبنانيين من أين له كل تلك الأموال؟ ولربما لم تكفه تلك الملايين فراح يطالب بـ”حقه” في مؤتمره الصحافي وكأنه يحاول متابعة المفاوضات التي كان بدأها عبر وسيط لبناني مع مقربين من رئيس الحكومة لبيعه ملفه مقابل 15 مليون دولار قبل أن يخفض القيمة الى 7 ملايين دولار. والثابت أن رفض رئيس الحكومة كل هذا البازار أدى الى خروج السيّد عن طوره بشكل كامل”.
وسأل المصدر الأمني الرفيع اللواء السيّد: “عن أي شرف تتحدث وأنت امتهنت الا عتداء على كرامات الناس وحرياتهم وحرماتهم وخصوصياتهم، كما أدمنت ابتزازهم من خلال عمليات التنصت على حياتهم الشخصية للحصول على أموال مقابل سكوتك عنهم وعدم فضحهم؟! عن أي شرف تتحدث وأنت ربيب الصناديق السود في كازينو لبنان وصناديق المومسات؟ إن من التصق بفكرة الصندوق الأسود لا يمكن تسميته بغير الجنرال الأسود. أما كذبه حول أجهزة التنصت التي ضبطتها لجنة التحقيق الدولية في الأمن العام فلن ينفعه لأن الواقعة موثقة إضافة الى كون الكثير من اللبنانيين يمكنهم أن يشهدوا كيف كان يبتزهم في حياتهم الخاصة بسبب التنصت غير الشرعي عليهم، وعلى خصوصياتهم.”
وأضاف: “إذا كان تهويل السيّد يؤثر على بعض الناس إلا أننا نحن الأمنيين نعرف تماما حقيقة السيّد ووقائع كل ما ارتكبه خلال وجوده في مواقع المسؤولية التي تولاها. كما نعرف أنه من أجبن الضباط الذين مروا في الحياة العسكرية في لبنان، والدليل أنه كان يختبئ كالفأر حين يغضب منه ولي نعمته السوري. ولعل واقعة غضب اللواء الراحل غازي كنعان منه في الفترة الأخيرة لوجوده في لبنان ولجوء السيّد الى الاختباء لحوالى 15 يوما في مكتبه من دون الجرأة على الخروج منه الدليل الأبرز على ما نقوله، وجميع الذين كانوا يحيطون بالسيد يعرفون هذه الواقعة. وهذا ما يدل على أنه سلطته كانت دائما مستمدة من أولياء نعمته السوريين.
ولأنه ليس من طينة الضباط الحقيقيين يمكن فهم ما مارسه مع اللواء المتقاعد نديم لطيف عند اعتقاله في حوادث 7 آب 2001، والطريقة المهينة والمذلة التي تمت فيها معاملة لطيف تؤكد أن جميل السيد لا ينتمي الى طينة الضباط الحقيقيين. فمهما اختلفنا في السياسة مع اللواء لطيف إلا أن احترام هذا الضابط الكبير بمناقبيته وأخلاقه تبقى واجبة على جميع الضباط، باستثناء جميل السيد لأنه ينتمي الى مدرسة أخرى. أما نحن فرغم اختلافنا مع السيد، وحين أرادت العناية الالهية معاقبته على جزء مما ارتكبه بسجنه 4 أعوام، إلا أننا مارسنا ضميرنا في الاصرار على معاملته اللائقة”.
من جهة أخرى يؤكد المرجع الأمني الرفيع أن “جميل السيد من أفشل الضباط الأمنيين الذين عرفهم لبنان. فهو ينظر كأستاذ جامعي أما في العمل الفعلي فلا إنجازات له. والدليل الأبرز أنه كان مخترقا من قبل العدو الإسرائيلي طوال فترة وجوده في مسؤوليته في الأمن العام من قبل العميل أديب العلم الذي كان ينقل للإسرائيليين كل ما يحدث في المديرية، في حين كان همّ السيّد ينصب على ابتزاز الناس وملاحقة أصحاب الرأي الحر. فالعمل الأمني لا يقتضي ملاحقة الموطنين وابتزازهم وتطويع آرائهم السياسية بل يقتضي حماية الوطن والمواطنين منت اختراقات العدو. ولعل اكتشاف شعبة المعلومات لهذا الكم من العملاء ومن بينهم العلم الذي كان مقربا من السيد شكل سببا كافيا لهذا الحقد الذي يحمله السيد لشعبة المعلومات ولمؤسسة المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي”.
ويختم المصدر الأمني بالتأكيد أن “المراجع الأمنية في لبنان لا تزال تعمل على كل الجرائم التي حصلت في فترة تولي السيّد مسؤولياته، ومن ضمنها على سبيل المثال جريمة اختطاف المهندس رمزي عيراني وقتله، ونعمل على الوصول الى النتائج بإذن الله.
ونؤكد لجميل السيّد أننا كأمنيين نعرفه تمام المعرفة ونعرف ملفاته، ونقول له: من يحاول أن “يغبّر على حذائنا سندعس على رقبته”.