“مزحة” الدولة الإسلامية تسكّ عملتها: ذهب وفضة ونحاس

0

من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

العملة الإسلامية

كان المسلمون يتعاملون بالعملات الذهبية البيزنطية (الدينار / Denarous) والفضية الساسانية/الفارسية (الدرهم / Drachm) والنحاسية البيزنطية (الفلس / Fulus)، والتي كانت سائدة في جزيرة العرب قبل وبعد ظهور الإسلام، وذلك على الرغم من أن العملات البيزنطية كانت تشتمل على صور ملوك وأمراء بيزنطة وعلى مأثورات دينية مسيحية وحروفاً لاتينية، في حين تمتعت الدراهم الساسانية الأكثر ذيوعاً وانتشاراً بمأثورات فارسية باللغة البهلوية/الفهلوية فضلاً عن صور الملوك الساسانيين ورمز النار (المقدسة) لدى الفرس، وقد استمر المسلمون في تداول تلك العملات على ما هي عليه في كافة معاملاتهم الحياتية بيعاً وشراءً، وذلك منذ فجر الإسلام حتى عهد الدولة الأموية والخليفة الأموي عبد الملك بن مروان في دمشق، والذي يُعد أول من قام من خلفاء المسلمين بالتعريب الكامل للعملة.

وتم اصدار أول عملة إسلامية في دمشق أيام الدولة الأموية وهو الدينار الأموي، وكانت هناك محاولات إضافة صبغة إسلامية على العملات التي يتداولها المسلمون بجزيرة العرب اعتباراً من عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب لاسيما بعد فتح بلاد فارس، وذلك من خلال إضافة بعض المأثورات الدينية اليسيرة على الدراهم الساسانية من مثل (جيد – الحمد لله – لله الحمد – بسم الله – لا إله إلا الله وحده محمد رسول الله – بسم الله ولي الأمر)، وإجراء بعض التعديلات الطفيفة على الرموز الدينية المبينة على تلك العملات في بعض الأحيان، فضلاً عن إضافة بعض المأثورات الدينية ذات الصبغة الإسلامية على الدنانير والفلوس البيزنطية، إلا أن تلك العملات “المُعرّبة” احتفظت بوجه عام بقوامها وشكلها الأصلي دون تغيير كبير.

الدينار الأموي

وتعد سنة 77 من الهجرة بمثابة الحد الفاصل في هذا الشأن، حيث تم صك أول دينار ذهبي عربي (إسلامي) خالص في عهد الخليفة عبد الملك بن مروان بدمشق وتم الاستغناء عن كافة الصور والرموز الملكية والمأثورات الدينية المسيحية التي يحتملها الدينار البيزنطي، وصدر أول دينار عربي خالص بوزن مثقال (4.25 جرام من الذهب) مشتملاً على المأثورات الدينية الإسلامية وأهمها “الشهادة” مع ذكر سنة الصك، كما تم ضرب أول درهم فضي عربي خالص في سنة 78 هجرية (ويزن حوالي 2.8 جرام من الفضة)، حيث تضمن مأثورات التوحيد وعبارات قرآنية من “سورة الإخلاص” بالإضافة إلى ذكر مدينة وسنة الضرب. وأصبح ضرب وتوزيع العملة الإسلامية المستحدثة في دور صك العملة بدار الخلافة -وبمختلف البلدان التابعة للخلافة لاحقاً- هو السمة والنمط المعمول به في كل سنة هجرية جديدة، ومن ثم تم توزيع وتداول السكة الجديدة التي حلت محل غيرها من العملات بشكل رسمي في مختلف البلاد التابعة للخلافة الإسلامية الدولة الأموية.

*

Comments are closed.

Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading