هل قُتِل عبد الفتّاح يونس “انتقاماً” لما تعرّض له مساجين إسلاميين قبل سنوات؟ أم أن مقتله كان متعمّداَ لضرب فكرة نشوء جيش وطني يلعب دوراً في إعادة توحيد ليبيا؟ وما هو دور قطر في عملية استدراج عبد الفتاح يونس، واغتياله؟ ولماذا سرت “شائعات مقتل عبد الفتاح يونس” في دول الخليج قبل أيام من اغتياله؟
*
بنغازي (ليبيا) (رويترز) – أمرت محكمة ليبية يوم الأربعاء باستجواب مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي القيادة السياسية للمعارضة السابقة التي أطاحت بمعمر القذافي أمام النيابة العسكرية بشأن مقتل القائد الميداني للمعارضين عبد الفتاح يونس.
وكان يونس وزيرا للداخلية في عهد القذافي قبل ان ينضم إلى صفوف المعارضة بعد فترة وجيزة من اندلاع الانتفاضة الشعبية. وقتل يونس على يد مسلحين في يوليو تموز 2011 .
وكشف مقتله عن الانقسامات الايديولوجية في حركة المعارضة واعتبر من عمل فصيل لم يكن يثق في تولي أي من الموالين السابقين للقذافي منصبا قياديا في الانتفاضة.
ووجهت اتهامات الى 11 رجلا بينهم نائب سابق لرئيس الوزراء في المجلس الوطني الانتقالي فيما يتعلق باغتيال يونس لكن لم يعتقل سوى شخص واحد فقط.
وقال القاضي عبد الله السعيطي في جلسة ان المحكمة قررت طلب مصطفى عبد الجليل للمثول أمام النيابة العسكرية للتحقيق في قضية مقتل يونس.
وهلل الحاضرون في قاعة المحكمة عندما تلا السعيطي القرار واحتفل نحو 100 شخص خارج المحكمة بالقرار.
ولم يصدر على الفور تعليق من عبد الجليل.
وكان عبد الجليل قد قال في اغسطس اب ان المجلس الوطني الانتقالي يعلم من قتل يونس لكنه لم يذكر تفاصيل.
وتقاعد عبد الجليل من العمل السياسي في ذلك الشهر وعاد الى بلدته في شرق ليبيا.
وقتل يونس بطريقة غامضة بعد ان استدعاه زعماء بالمجلس الوطني الانتقالي الى بنغازي مقرهم السياسي في شرق ليبي لبحث ما وصفت بأخطاء وقعت على خط الجبهة.
وسبب مقتله انقسامات عميقة في صفوف المعارضة وكشف عن توترات بين الاسلاميين الذين قمعهم القذافي بشدة اثناء حكمه الذي امتد 42 عاما والليبراليين وتبادلت عدة فصائل الاتهامات بالمسؤولية عن قتله.
ولا تزال ليبيا تعاني من اضطرابات عنيفة.
وفي نوفمبر تشرين الثاني حدد يوسف الأصيفر المدعي العام العسكري في المجلس الوطني الانتقالي علي العيساوي نائب رئيس الوزراء بالمجلس والذي استقال في وقت سابق هذا العام باعتباره المشتبه به الرئيسي في قتل يونس.
ووجه الاتهام يوم الاربعاء الى العيساوي باساءة استخدام سلطته مع تسعة اشخاص آخرين ساعدوا في خطف يونس قبل قتله. ووجه الاتهام الى رجل آخر هو سالم المنصوري بارتكاب عملية القتل الفعلية.
والمنصوري فقط هو المتهم الوحيد المحتجز. وتحدد يوم 20 فبراير شباط موعدا للمحاكمة.
وقال المعتصم بالله ابن يونس ان ما حدث يوم الاربعاء هو خطوة كبيرة للامام في قضية والده. واضاف ان عبد الجليل لديه علم فيما يبدو بتفاصيل مقتل والده.
وكان يونس ضمن مجموعة شاركت في انقلاب عام 1969 الذي أتى بالقذافي إلى السلطة. ولم يكن بعض المعارضين يشعرون بالارتياح تجاه قائد عسكري كان حتى وقت قريب مقربا جدا من القذافي وكان يونس دخل في نزاع بشأن قيادة قوات المعارضة.
ويطالب أفراد قبيلة يونس باجراء تحقيق شامل وشفاف ومحاكمة المسؤولين.
وكان عبد الجليل (60 عاما) قاضيا ووزيرا للعدل في عهد القذافي واستقال من حكومة القذافي في فبراير شباط 2011 في بداية الانتفاضة.
وعاد عبد الجليل إلى بلدة البيضاء مسقط راسه حيث شاهده السكان في الآونة الأخيرة يشتري الخبز ويمارس لعبة كرة القدم.
جديد: اللواء عبد الفتاح يونس تمّ اغتياله بعد الإفراج عنه في “بنغازي