الكلام الذي تنقله “الحياة” عن الرئيس مبارك لدى استقباله رئيس حكومة فرنسا ومفاده أن سوريا تريد السيطرة على لبنان وأنها لن تبتعد عن إيران هو نفس الكلام الذي سمعه الرئيس ساركوزي قبل أسابيع قليلة من المسؤولين السعوديين. وقد سلّم السعوديون للرئيس ساركوزي ملفّات عدد من الإرهابيين المعتقلين وأسماء الضباط السوريين الذين كانوا “يشرفون” عليهم، وطلبوا منه أن يسأل “أصدقاءه السوريين” عنهم! زيارة ساركوزي للسعودية كانت “فاشلة” كما ذكرنا في حينه، وتفيد المعلومات أن الرئيس ساركوزي ما يزال “في طور تقييم” السياسة السورية. العلاقات السورية-الفرنسية ستشهد تقلّبات..
أما بالنسبة لخبر مداهمة “بريتال”، فاللافت للنظر هو أن حزب الله، حسب ما تقول “الحياة”، أعطى القوى الأمنية “الضوء الأخضر” للقيام بالعملية. كل الحمد لحزب الله الذي سمح للدولة اللبنانية بممارسة صلاحياتها! والأهم أن “الحزب” الذي انكشف دوره في عمليات المخدّرات في أميركا الجنوبية يريد الآن “تببيض سمعته” التي تلطّخت بالمخدرات بـ”الضغط على الدولة” (وليس فقط بإعطائها الضوء الأخضر) لاعتقال عدد من المهرّبين، وخصوصاً نوح زعيتر! أي أن نوح زعيتر وغيره هم المسؤولون عن تهريب المخدرات وليس الحزب الإلهي (ماذا عن تجارة الأدوية غير الشرعية؟)!
من جهة أخرى، فـ”الحزب” عنده مشكلة مع “العشائر” و”العائلات الكبيرة” في البقاع لأنها لا تنضوي تحت لوائه. قاعدة الحزب البقاعية من الأفراد الخارجين على العشائر والعائلات ومن بقايا المنتمين إلى المنظمات الفلسطينية، وهي نقطة ضعف في الحزب الإلهي عموماً. وهذا عدا أن قاعدة “الحزب” وجمهوره في البقاع تكره النظام السوري لأنها أكثر من عانى من وجوده. وهذه كلها تناقضات.. للمستقبل!
*
الجيش يطارد مطلوبين في البقاع مباشراً حملة لإلغاء «مناطق مقفلة»… مبارك يشدد أمام رئيس الوزراء الفرنسي: سورية تريد السيطرة على لبنان
القاهرة، بيروت – رندة تقي الدين، محمد شقير
لبنان الذي دخل إجازة عيدي الميلاد ورأس السنة، لمواجهة أول استحقاق سياسي بعد العطلة يتمثل بقيام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بزيارة خاطفة للبلاد في السادس من كانون الثاني (يناير) المقبل، لتفقد الوحدة الفرنسية العاملة ضمن القوات الدولية (يونيفيل) في الجنوب.
وأكدت مصادر وزارية أن ساركوزي سيمضي ساعات في لبنان يلتقي في خلالها كبار المسؤولين، وفي مقدمهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ليجري معه قراءة مشتركة لما نفذته دمشق من خريطة الطريق السورية – الفرنسية في شأن الالتزامات التي تعهد بها الرئيس السوري بشار الأسد لنظيره الفرنسي عندما التقاه في باريس في تموز (يوليو) الماضي.
ويطلع ساركوزي من سليمان على المراحل التي قطعتها بيروت ودمشق لتبادل السفيرين بعد أن تقرر إقامة علاقات ديبلوماسية بين البلدين للمرة الأولى منذ استقلالهما.
على خط مواز، تأكد لـ «الحياة» أن موضوع العلاقات اللبنانية – السورية كان حاضراً في الاجتماع الذي عقده الرئيس المصري حسني مبارك مع رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون الذي اختتم أمس زيارته للقاهرة.
وكشف مصدر مواكب للمحادثات المصرية – الفرنسية أن مبارك وفيون تطرقا خلال غداء عمل أقامه الأول على شرفه، الى موضوع سورية ولبنان، وأن الرئيس المصري قال له: «إنكم تسلكون طريقاً خاطئاً إذا اعتقدتم أن سورية ستعمل من أجل استقرار لبنان وسيادته، إن كل ما تريده سورية هو السيطرة على لبنان وهي تملك آليات للتأثير عليه». وأضاف مبارك، بحسب المصدر نفسه، ان «مشروع تعزيز استقلال لبنان وسيادته بموافقة سورية لن يتم لأن سورية تريد فقط السيطرة عليه، وإذا اعتقدتم بان سورية ستبتعد عن إيران، فهذا خطأ أيضاً لأن سورية لن تغير حلفها معها».
ونقل المصدر عن مبارك قوله إن «إيران وسورية يسيطران على حركة حماس ويستخدمانها»، وأن سورية «تصدت لجهود المصالحة» بين «حماس» والسلطة الوطنية الفلسطينية.
وفي هذا السياق أيضاً، قال مصدر وزاري لبناني فضل عدم ذكر اسمه، إن لبنان يلح في الإسراع في إنجاز تبادل السفيرين اللبناني والسوري، وأن التأخير يعود الى سورية التي ما زالت تتريث في تسمية سفيرها في بيروت. ولم يستبعد المصدر أن تكون دمشق في صدد انتظار «التوقيت المناسب» لإيداع اسم سفيرها لدى السلطات اللبنانية، متوقعاً أن تتزامن التسمية مع وصول ساركوزي الى بيروت، «لإعطاء الانطباع للرئيس الفرنسي بأن القيادة السورية عازمة على تنفيذ الالتزامات التي تعهد بها الأسد لساركوزي في باريس». وهذا يشكل، وفق المصدر، ورقة في يدي ساركوزي لدى توجيه السؤال إليه من جانب الأكثرية اللبنانية.
ويذكر ان القائم بالأعمال السوري في لبنان شوقي شماط وصل الى بيروت، وزار أمس الأمين العام لوزارة الخارجية فريد حبيب في نطاق تأكيد التحضير لتبادل السفيرين، فيما تنتظر الخارجية اللبنانية موافقة نظيرتها السورية على الأسماء التي أرسلتها إليها ليكونوا في عداد البعثة الديبلوماسية في دمشق علماً أن افتتاح السفارتين سيتم خلال عطلة الميلاد ورأس السنة.
عملية الجيش
في هذا الوقت، نفذت وحدات من الجيش اللبناني حملة دهم واسعة هي الأكبر في البقاع الأوسط منذ فترة طويلة، استهدفت بلدة بريتال بحثاً عن مطلوبين في جرائم سطو وسرقة سيارات واتجار بالمخدرات وتزوير. واستخدمت المروحيات في ملاحقة الفارين الى جرود البلدة، وأمكن ضبط مسروقات وممنوعات وتوقيف العشرات بينهم مطلوبون «أساسيون» من أصحاب السوابق.
وعلمت «الحياة» من مصادر أمنية أن وحدات الجيش فاجأت المطلوبين وبدأت الدخول الى بريتال في الثالثة فجراً بعدما أحكمت السيطرة على جميع المداخل والمسارب المؤدية اليها. وزاد من عنصر المفاجأة أن العملية جاءت في فترة «ركود» في الحياة السياسية في لبنان مع دخوله في عطلة الميلاد ورأس السنة.
وبحسب المعلومات، فإن وحدات الجيش باشرت التمركز في بريتال والانتشار في جرودها والجرود المحيطة بها، تمهيداً للتمدد الى عدد من البلدات المجاورة، بهدف إلغاء «مناطق مقفلة» على الدولة وعصية على أجهزتها الأمنية، ما من شأنه أن يخفض حوادث السطو وسرقة السيارات التي ارتفعت في الآونة الأخيرة بنسبة ملحوظة في عدد من المناطق الواقعة خارج البقاع، نظراً الى أن من يرتكب مثل هذه الجرائم يلوذ الى بلدات بقاعية معروفة بإيواء المطلوبين والفارين من وجه العدالة.
وفي هذا السياق، قالت مصادر أمنية لـ «الحياة» إن بقاء وحدات الجيش على جاهزيتها في هذه البلدات «سيؤدي الى تفكيك الشبكات المختصة بالسطو وسرقة السيارات والاتجار بالمخدرات»، مؤكدة أن الجيش «اضطر للقيام بأول عملية «جراحية» شاملة لتوقيف المطلوبين بعدما طفح الكيل في ضوء ارتفاع حوادث السطو والسلب التي أخذت تشكل إحراجاً للدولة من جهة وللقوى السياسية الفاعلة في المنطقة التي سارعت الى رفع الغطاء السياسي بما يسهل على الأجهزة الأمنية مطاردة المطلوبين وتوقيفهم وسوقهم الى العدالة».
ولفتت المصادر نفسها الى دور فاعل لـ «حزب الله» في إعطاء الضوء الأخضر للقوى الأمنية للبدء في العملية، لا سيما بعد الاشتباكات الأخيرة التي حصلت بين المطلوبين في عدد من البلدات بسبب الخلاف في ما بينهم على توزيع «الغنائم». وكادت هذه الاشتباكات تورط العشائر في نزاعات دموية يفتعلها هذا المطلوب أو ذاك ممن ينتمي بعضهم إليها. وأشارت الى تعاون وجهاء العشائر مع الجيش في توقيف المطلوبين، «وهذا ما يفسر عدم حصول أي احتكاك بين الوحدات العسكرية وأبناء بريتال لحظة دخولها البلدة».
الحقيقة والنفاق معادلة هي اشبه بالاحجية .. النظام السوري مرتبط بعلاقة استراتيجية مع حزب الله الشيعي والحليف لايران .. الى هنا الصورة مقبولة .. ولكن .. النظام الطائفي بسورية هو نظام اقلية استولت على السلطة وهذا مخالف لكل ديمقراطيات العالم .. وعليه يتوجب على النظام حماية نفسه وضمان البقاء من خلال الاعتماد على الذراع الخارجية اي بالاعتماد على الحماية الخارجية استخباراتيا وتسليحا ولايمكن تحقيق ذلك الا بقبول شروط الضامن الخارجي ..اي امريكا واسرائيل .. وشروط هؤلاء معروفة وهي تتعارض تماما مع الاهداف المعلنة لحزب الله وايران ..( المعلنة على الاقل ).. ومع ذلك فان الامور تسير كما يبدو سمنا على… قراءة المزيد ..