سعد كيوان- “الشفّاف، بيروت
قبل أيام تمنينا، من على صفحات هذا الموقع، ألا يضطر رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل، أن يردد ما قاله زعيم “حزب الله” السيد حسن نصرالله، خلال حرب تموز 2006 على لبنان، أنه لو كان يعلم أن إسرائيل ستشن حربا مدمرة على لبنان لما قام بخطف الجنود الإسرائيليين… واذ بمشعل يفاجأنا أول أمس السبت بتصريح أدلى به الى أحد الصحفيين الفرنسيين يعلن فيه أنه “تفاجأ برد إسرائيل العنيف”. أي أنه لم “يكن يعرف”، لم “يكن يتوقع” رداً بهذه الحدة! وبشيء من الخفة والرعونة يضيف أن إطلاق الصواريخ كان “إستفزازا بسيطا”!… إنه فعلا أمر مذهل، قمة اللامسؤولية، وأشبه بـ”ضرب من الجنون”! هل يعقل أن يصدر مثل هذا الكلام عن مسؤول وقائد بمنزلة مشعل يتمتع تنظيمه بشعبية واسعة في أوساط الفلسطينيين؟ وهل يعرف إلى أين يأخذ غزة إذن؟
المجزرة ما زالت مستمرة للأسبوع الثالث على التوالي ضد فلسطينيي غزة الأبرياء، خاصة الأطفال والنساء، الذين يتحولون الى أرقام، مجرد أرقام، تضاف يوما بعد يوم الى عدد الجثث المكدسة، والتي قاربت الألف!
المذبحة هذه لا تعني ربما شيئا بالنسبة لإسرائيل، ولكن هل تعني شيئا لحركة “حماس”، وماذا تعني؟
إثر تصويت مجلس الأمن على القرار 1860 الذي يدعو الى وقف إطلاق نار يؤدي الى إنسحاب أسرائيل من غزة، أعلنت “حماس” على لسان رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل أنها “غير معنية” بالقرار، وأنها ترفض العودة الى تهدئة طويلة تقضي على مبرر وجود المقاومة، كما أنها ترفض فكرة إرسال قوات دولية لأن وجودها سيشكل حماية لإسرائيل (!)، وأيضا لأنه لم يتم إستشارتها، وغير ذلك…
فماذا يريد مشعل؟ مزيداً من الضحايا؟ وعلى ماذا المكابرة؟ وعلى ماذا كان يراهن أساسا؟ أن يجر إسرائيل الى ملحمة أرضية، الى “معركة ستالينغراد” في قلب القطاع؟ يقوم بعدها برفع “راية النصر المبين” فوق أشلاء الضحايا وعلى ركام غزة؟ هكذا تكون المقاومة؟ وهكذا يكون الصمود؟ لقد خطط على الأرجح لخوض معركة كالتي خاضها “حزب الله”، بنفس الأسلوب وبنفس التكتيك، متناسيا أن غزة ليست جنوب لبنان، وأنه وراء “حزب الله” كان هناك بلد بأكمله متضامن، فتح أهله بلداتهم وقراهم وبيوتهم لإستقبال النازحين، وإحتضان أهل الجنوب الفارين من جهنم القذائف الإسرائيلية.
ولكن، هل كان بإمكان أهالي غزة الخروج من القطاع، أو على الأقل اللجوؤ الى مكان آمن؟ فالقطاع هو أساسا محاصر، ومعابره كلها مقفلة، كما إنه واقع منذ سنة ونصف السنة تحت سيطرة “حماس” نفسها. ولا مجال بالتالي لإدخال أي إمدادات عسكرية أو مساعدات… ومن قال أن أهالي غزة بأكملهم يعشقون الشهادة أو الموت؟
سؤال آخر بنفس الأهمية يطرح نفسه: المواجهة إستدرجتها “حماس” كما إستدرجها “حزب الله” في تموز 2006، وإرتأت هي، بقرار فردي، أن “تصنع البطولات” وتحول غزة الى “مقبرة للغزاة”، لكن القطاع آخذ بالتحول مع الأسف الى مقبرة حقيقية للفلسطينيين الأبرياء، الذين لم يختاروا المواجهة بإرادتهم! مواجهة حضّرت لها “حماس” منذ وقت طويل، وعلى الأرجح منذ 14 حزيران 2007، يوم سيطرت بالقوة على القطاع. تحصينات، وخنادق، وأنفاق جندت لها “حماس” حتى الأطفال دون الخامسة عشر، بمعدل 8 ساعات حفر يوميا لكل طفل، وغيرها من الأمور التي لا مجال لذكرها في هذه العجالة.
لقد فرضت عليهم حرب مدمرة تريد من خلالها “حماس” أن تسجل فيها موقفا للتاريخ! فهل يشاهد مشعل بأم العين من دمشق ما يجري، وهل يسمع مثلا صرخات إحدى الأمهات على شاشات الفضائيات: “إيش ذنبنا نحن إللي قاعدين بدورنا”، وهي تنتشل ولدها من تحت الأنقاض، وأخرى ترسل إبنها تحت القصف ليجمع بعض الحطب من أجل صنع الخبز، من أجل الرغيف، كوجبة يومية يتيمة وصعبة المنال في آن… إلا أن الصغير لم يعد!
لماذا أراد مشعل المواجهة اذن اذا كان “سيتفاجأ برد إسرائيل العنيف”؟ وهل المقاومة هي لتسجيل أكبر عدد ممكن من الشهداء، ولتمجيد الشهادة، التي هي على ضوء ما يجري في غزة أقرب الى إنتحار جماعي؟ أم على المقاومة، أي مقاومة، أن تتحلى بشيء من البراغماتية وتسعى لإيجاد فرص للتفاوض، من أجل إلتقاط الأنفاس، والسعي للتقليل من الخسائر؟ ومع ذلك يرفض مشعل، ليس قرار مجلس الأمن فقط، وإنما أي وساطة عربية، و”يتشاطر” على مصر، التي لا منفذ لفلسطينيي غزة إلا عبر المعبر الذي يقع تحت سيطرتها. أكثر من ذلك، تتهم “حماس” وحلفاؤها بعض الدول العربية بالتواطؤ وبتغطية العدوان، فيما يذهب نصرالله الى حد جعلها شريكة في العدوان “اذا لم تفتح معبر رفح”.
في المقابل، ترحب “حماس” بوساطة تركيا رغم إرتباط الأخيرة بعلاقات جيدة مع إسرائيل. هل يعود ذلك الى سبب ديني، “أيديولوجي”، جمع في الأساس الحركتين (“حماس” و”حزب العدالة والتنمية”)؟ أم لأن “حماس” تريد أن تتمثل بسوريا وتجري مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عبر تركيا؟ أم لأن نداءات زعيم “حزب الله” لتأليب الشارع المصري والعربي ذهبت أدراج الريح؟ كما لم تنفع كل المحاولات من أجل فتح جبهة جنوب لبنان، من خلال ضرب الصواريخ أو التهديد بها، من قبل أدوات سوريا في لبنان، لبنانيين أم فلسطينيين أمثال جماعة أحمد جبريل (“القيادة العامة”). علما أن الشيخ نعيم قاسم، نائب نصرالله، يصر على إعتبار إن “المقاومة تقاتل عن العالمين العربي والاسلإمي”… إلا أننا لا نعرف من طلب منها (ومنه) ذلك؟
هل تدري “حماس”، ومن دفعها الى هذه المغامرة، أنها تدفع بالمدنيين خرافا الى الذبح؟!
s.kiwan@hotmail.com
هل أخطأت “حماس” التقدير كما أخطأ الحزب في 2006 وكيف سترد إيران على التصعيد الإٍسرائيلي؟
هل سيضطر خالد مشعل الى ترداد ما قاله نصرالله في حرب تموز: “لو كنت أعلم…”؟!
ما نبّه إليه “الشفاف” حصل… خالد مشعل يعلن أنه تفاجأ بعنف الرد الإسرائيلي! المقال المنشور بأعلى الصفحة للسيد بيار عقل هو أفضل رد على هذا المقال السطحي تماماً, هذه فقرات من مقال السيد عقل أرجو أن يقرأها السيد كيوان بعناية: “الكنار أنشينيه”: 220 ثانية لتدمير غزة بيار عقل الاربعاء 14 كانون الثاني (يناير) 2009 وفقاً لتقارير رفعها الملحقون العسكريون الفرنسيون في تل أبيب إلى هيئة أركان الجيش الفرنسي، فقد شرع الإسرائيليون بالتحضير لعملية غزة إبتداء من يونيو 2008. وتذكّر جريدة “الكنار أنشينيه” الباريسية التي أوردت هذه المعلومات أنه، طوال السنة الماضية، ثابر الطيران الإسرائيلي على شن ضربات موضعية في غزة.… قراءة المزيد ..
ما نبّه إليه “الشفاف” حصل… خالد مشعل يعلن أنه تفاجأ بعنف الرد الإسرائيلي!
التعليقين السابقين لابو فهد وجمبو يوضحان طريقة التفكير العربية (ابيض اسود)..فأذا نقدت قائد متهور غير مسؤول فانت في خندق عدّوه.
النقد هدفه تصحيح المسار، وقادة حماس غير جديرين بأن يكونوا قادة تاريخيين لقيادة الامة في هذه المرحلة…
لو كان مشعل فعلا مؤمن بالله وليس صاحب عقيدة منحرفة لا يرضاها الله، لعلّمه الله حقيقة العدو فلا يتفاجأ… الم يقل سبحانه (واتّقوا الله ويعلّمكم الله؟) … والمؤمن يرى بنور الله؟
ما نبّه إليه “الشفاف” حصل… خالد مشعل يعلن أنه تفاجأ بعنف الرد الإسرائيلي! So Mr. Kiwan, why don’t you write a few articles on what you think the Palestinians should do? Take a break from ridiculing, insulting and criticizing. Present us with creative solutions. But do it with style, if at all possible. And please, try to stay away from prescribing subservience and collaboration as with your heroes Rafic “3ammar centre ville, 3allam ktir ella ebno Saad, 7arab bel video games wa intasar bi anjar” Hariri, Anjar where he used to go for his routine Hajj, and Walid “avenge your… قراءة المزيد ..
ما نبّه إليه “الشفاف” حصل… خالد مشعل يعلن أنه تفاجأ بعنف الرد الإسرائيلي!
سيدي الكاتب
إن بخس حق المقاتلين الشرفاء أو الذين سقطوا فى حرب 2006 بلبنان أو شهداء الحرب النازية فى غزة
لهو عادة عربية متأصلة فى الخنوع والذل الذى نعيش فيه فى عصر الإنحطاط العربي الحالي .
والسؤال بالنسبة للقضية الفلسطينية هو: ما هو
المطلوب من الشعب الفلسطيني؟ الجري خلف مفاوضات
و بوسات محمود عباس مع مجرمي الحرب النازيين اليهود و تنفيذ رغبة الميت الحي شارون فى متابعة
المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لمدة 99 عاما؟
أم بجعل حياة الصهيونيين مرة ولو بالقسام وهو أضعف الإيمان؟؟