نجح الرئيس سعد الحريري في إثبات وجهة نظره بشأن طريقة إدارة الوضع السياسي في لبنان وعاد الى المملكة العربية السعودية من باب دعوة ملكية بعد ان كان غادرها وحيدا في أعقاب استقالته المثيرة للجدل في 4 تشرين الثاني/نوفمبر من العام المنصرم. وكان الحريري أعلن الإستقالة من الرياض ثم عاد الى لبنان عبر بوابة قصر الاليزيه، حيث تراجع عنها، مجددا موقفه الثابت من الوضع الداخلي اللبناني على قاعدة « إلتزام النأي بالنفس » عن أزمات المنطقة، وتعزيز الاستقرار الداخلي منعاً لانزلاق لبنان الى خضات امنية.
الحريري وأثناء ما وصف بأنه “أزمة علاقة بين الحريري والمملكة العربية السعودية”، حاذر السير في عملية مواجهة داخلية مع حزب الله قيل إن السلطات في المملكة طلبت منه السير بها، في معزل عن موقفه الشخصي وعن قراءته للوضع الداخلي اللبناني، الذي لا يحتمل مواجهات! وما لم يقله الحريري في المملكة العربية السعودية رددته اوساط مطلعة في بيروت، أثناء وخلال وجوده في المملكة وبعد مغادرتها، ومفاده ان الاتفاقات الاقليمية تطيح اللاعبين المحليين، خصوصا في ما يتعلق بالازمة اليمنية. وانه في اي تفاوض سعودي-ايراني سيكون إيجاد حل للازمة اليمنية اولوية للمملكة. وتالياً، قد تحدث مقايضات يدفع ثمنها لاعبون محليون واولهم لبنان، نظرا لحساسية الوضع اللبناني ووجود حزب الله احد ابرز الاذرع الايرانية المسلحة فيه.
كانت وجهة نظر الحريري ان لبنان لا يحتمل مواجهات وافضل خيار هو « النأي بالنفس » عن ازمات المنطقة، وتعزيز السلم الاهلي ما امكننا كلبنانيين، في انتظار حل ازمات المنطقة! وهذا الامر جعل القيادة السعودية تسيء فهم موقف الحريري، فطالبته بما هو اكثر من ربط النزاع.
معلومات تشير الى ان المفاوضات السرية بين إيران والمملكة العربية السعودية قاربت من الاتفاق على معالجة الوضع اليمني، بما يعطي المملكة نفسا في الحرب التي تخوضها.
وفي المقابل، أدركت المملكة أن أهل بيروت أدرى بشعابها، وأن الرئيس سعد الحريري، يتمتع بما يكفي من الحكمة ورجاحة العقل ليجنب لبنان إضطرابات وأزمات، من دون ان يعني ذلك انه وضع جانبا علاقته السياسية والاجتماعية مع المملكة العربية السعودية. بل هو راهن على ان الوقت كفيل بإزالة سوء الفهم الذي نشأ بينه وبين السطات السعودية، وبأن الاستقرار في لبنان مصدر غنى للبنان وللملكة على حد سواء، واعتماد سياسة حصر الاضرار والتقليل منها اجدى من سياسة رفع الاسقف التي لا يمك ان تتحقق لا سياسيا ولا امنيا.
وتضيف المعلومات ان موقف القيادة السعودية اليوم يختلف جذريا عن موقفها في الرابع من تشرين الثاني الفائت، وهذا ما عبر عن ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، في مقابلة له مع الواشنطن بوست حيث أشاد بالرئيس الحريري، وقال إن وضع الحريري اليوم في لبنان أفضل من وضع حزب الله!