حتى لو نفى حزب الله المعلومات التي نشرتها جريدة “لوموند”، كبرى الصحف الفرنسية، ومصداقيّتها ليست بحاجة لإثبات، فما يعاني منه الحزب هو سقوط إخلاقي لا حدود له. فالحملة التي يشنّها حزب الله، والضغوط التي يمارسها لصالح إطلاق الضباط الأربعة المتّهمون بالقتل، ملفتة للنظر. وهي لا تصدر إلا عن طرف يخشى من المحكمة، أو عن طرف يرتبط بالقتلة الذين يعرفهم جميع اللبنانيين.
وحينما يزعم الحزب أن كل مسألة الضباط الأربعة مرتبطة بشهود زور اخترعهم بعض أركان 14 آذار، فإنه يتناسى أن مليوناً ونصف مليوناً من اللبنانيين في يوم 14 آذار رفعوا صور الضباط الأربعة وعليها عبارات الإتهام والتشهير قبل أشهر من اعتقالهم. مليون ونصف المليون من اللبنانيين لم “يملأوا عين” حزب الله. ما “يملأ عين” الحزب هو إرتباطه الوثيق بنظام “سوريا الأسد”. حزب الله يدافع عن النظام الذي قتل رفيق الحريري والألوف من اللبنانيين. ويدافع عن النظام الذي قصف مدينة سورية بالمدفعية، إلا إذا اكتشف الحزب أن العدو الإسرائيلي الذي قتل الحريري هو نفسه الذي دمّر مدينة حماه!
*
نقلت صحيفة “لو موند” الفرنسية السبت عن مصدر أمني في لاهاي ان “أفرادا كانوا يلتقطون منذ فترة صورا لمقر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والأماكن المحيطة به، تبيّن انهم ينتمون الى حزب الله”.
وأضافت الصحيفة في مقال حول انطلاق أعمال المحكمة الدولية ان أمين سجل المحكمة روبن فنسنت علّق على الحادثة قائلا: “إستنتجوا الخلاصات السياسية التي تريدون”، كاشفا في الوقت نفسه ان الأجهزة الأمنية الهولندية سجلت “ثلاث حوادث”.
كما نقلت الصحيفة عن مصدر لبناني ان رئيس لجنة التحقيق الدولية في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري القاضي دانيال بيلمار “طلب منذ مدة قريبة التحقيق مع ثماني شخصيات من حزب الله”، مشيرة الى انه “جوبه بالرفض”.
بدوره، نفى “حزب الله” على لسان مصدر مسؤول فيه نفيا قاطعا ما نشرته الصحيفة الفرنسية، مستغربا ما ذكرته من ان الحزب قد رفض طلبات من لجنة التحقيق الدولية بالتحقيق مع مسؤولين فيه، وواضعا ذلك في إطار “الطلبات التي لا وجود لها إلا في مخيلة كاتبها”.
وإذ اعتبر المسؤول في “حزب الله” ان “المقبل من الساعات والأيام سيثبت زيف هذه الأخبار الصحفية المستندة الى أوهام مغرضة”، تحدّى إبراز أي إثبات لرفض الحزب أي طلب بالتحقيق مع مسؤولين فيه، معتبرا ان الخبر لا يستحق الرد لانه عارٍ من الصحة جملة وتفصيلا.
نهار نت