تحدث نيل ساموندس قبل ثلاثة أيام مع شاهد على مذبحة بلدة الحولة السورية. إنه الباحث في منظمة العفو الدولية المختص بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي يحتفظ بصلات مع شبكة من المخبرين المراسلين المنتشرين في أنحاء البلد الذي منعه من العودة للدخول إليه قبل خمسة أعوام. روى له الشاهد الحكاية منذ الهجوم الأول، على مظاهرة معارضة لنظام بشار الأسـد، الذي تسبب في موت عدة أشخاص، حتى العملية الانتقامية الأخيرة التي ارتكبها “المقاتلون الموالون للديكتاتور وأجهزة المخابرات” ضد السكان المدنيين، والتي تسببت، في قسمها الأكبر، في مقتل الأطفال والنساء، مروراً بقصف الجيش على أحد الأحياء. يؤكد ساموندس على وجود عدد أكبر من الجثث الـ 108 التي تم إحصاؤها تحت أنقاض البيوت المدمرة.
“إنها المذبحة الأسوأ منذ أن بدأ الشعب بالخروج إلى الشارع مطالباً بحقوقه في عام2011″، يشير الباحث اللندني ذو الاثنين وأربعين عاماً، الذي عمل لمنظمة العفو الدولية أو مدرساً للغة الانكليزية في لبنان، الأردن، سوريا، مصر، البحرين، فلسطين، العربية السعودية وأريتريا. “لم أرَ في حياتي شعباً شجاعاً كالشعب السوري، الذي يستمر في الخروج إلى الشارع مطالباً بحقوقه، مواجهاً قمعاً شديد القسوة، ونظاماً أبقى على البلاد لمدة تزيد على أربعين عاماً تحت حالة الطوارئ، ودكتاتوريةً، لبشار الأسـد وأبيه، تدعمها قوة من أكبر القوى في العالم كروسيا، وجيشاً متأهباً…” كما يقول ساموندس.
غالبية السوريين هم ضد النظام، يؤكد ساموندس. فحسب تقديرات منظمة العفو الدولية، تحظى حكومة الأسـد بدعم ما بين عشرين وخمسة وعشرين بالمائة”.هؤلاء الناس مازالوا يصدقون الأكاذيب التي تقولها الحكومة مثل أن مذبحة الحولة كانت من فعل المجموعات الإرهابية. الغالبية لا يصدقون، لكنهم يخافون على حياتهم أو من التعرض للتعذيب. في تقرير صدر عام 1987 كانت قد أُحصيت 38 وسيلة للتعذيب، وكل الناس هناك يعرفون ذلك.” كما يشرح ساموندس في جامعة فالنسيا، قبل ساعات قليلة من المشاركة في اختتام حملة لا يمكن وقف الربيع التي نظمتها منظمة العفو الدولية.
تقييمه للربيع العربي
تونس هي البلد حيث يوجد المستوى الأكبر من الدعم للتغيير الناتج عن ما يُسمى بالربيع العربي، وفق ما يقوله الباحث. “من السابق لأوانه تحليل كل النتائج ومدى تقبُّل حقوق الإنسان في عدد كبير من البلدان”، يواصل معقباً باللغة الإسبانية التي تعلمها خلال سفره عبر أمريكا اللاتينية. أما عن لبنان، وهو واحد من وجهاته المتكررة، فيشير ساموندس إلى أنه ما لم يتغير النظام السوري فلن يكون هناك تغيير حقيقي في هذا البلد المتوسطي، ذي “النظام السياسي شديد الخصوصية”، بالنظر إلى تأثير نظام الأسـد الديكتاتوري عليه.
عاد نيل ساموندس مؤخراً إلى لبنان والأردن. وكان قد استطاع في العام الماضي الدخول إلى سوريا بطريقة سرية “لعدة ساعات فقط”. إنه الآن في مقر إقامته في لندن بانتظار العودة إلى الشرق الأدنى.
ترجمة: الحدرامي الأميني
صحيفة الباييس الإسبانية
http://internacional.elpais.com/internacional/2012/05/30/actualidad/1338392817_576660.html