لماذا هم وليس نحن؟

0
 يتساءل البعض: لماذا يبتهج الناس بأعياد المسيحية، ولماذا يقلد البعض منا احتفالاتهم ويزينون بيوتهم ويضعون شجرة الكريسماس؟ ولماذا يسافر البعض لدول الغرب فقط للاستمتاع بزينة الأعياد؟

الجواب بسيط وبعيد عن الدين: فمعظم من يحتفلون، من غير المسيحيين، لا يعرفون أصل المناسبة ولا فصلها، ولا يحفلون بتاريخها الديني، لكن الفرح أغراهم. انظروا كيف تنقلب المدن الغربية إلى حفلات زينة وأضواء وبهجة، انظروا في المصابيح الملونة وأشجار عيد الميلاد وزينتها، انظروا إلى الشوارع وكيف انقلبت إلى لوحات من الفرح.. فكيف تريدوننا ألا نبتهج والبهجة قسرية في هذه الحال.
يصر بعض الفقهاء على تحريم تقليد الغرب علينا وتحريم مشاركتهم أعيادهم، رغم أنها مشاركة وجدانية على أساس المواطنة والعيش المشترك بعيدة عن الدين نفسه، ويشددون على منعنا من الاحتفال بأعيادهم والشعور بالفرح فيها وحتى تهنئتهم بها. طيب يا اخوان، لا تريدون أن نبتهج بأعيادهم أبهجوا أعيادنا.

في بلادنا، يقتصر الاحتفال بالأعياد على شراء ملابس جديدة، اللف على الأهل والأقرباء للم العيدية، تناول وجبة الغداء… وانتهى العيد. لا زينة، لا بهجة، لا أضواء، لا فرح. في أعيادهم يسود الفرح لشهر كامل من الزينة والأضواء وتنقلب مدنهم إلى لوحات من الأحمر والاخضر، تعزف فرق موسيقية ترنيمات العيد في الشوارع والميادين، يقوم بابا نويل باللف في الساحات، تزين المحال بزينة العيد ويكثر المتسوقون لشراء الهدايا، إلى ان يصل يوم العيد فيتناولون وليمة لذيذة، يتبادلون التهاني، يغنون أغاني العيد ثم يفتحون الهدايا.

نحن المساكين تحرمون علينا البهجة، تمنعون الفرح وتحاربون كل أمر يمكنه أن ينسينا كآبة حياتنا. حتى فوانيس رمضان التي تفرح قلوب الكبار قبل الصغار، والاحتفال بالمولد النبوي اعتبرها البعض بدعة وحرمها. ما بالكم تحاربون الفرح وكأنه عدوكم اللدود؟

ثم لماذا يتم تزيين المدن وإضاءة الشوارع بالمصابيح الملونة في الأعياد الوطنية ولا يتم الفعل نفسه في الأعياد الدينية؟ هل الاحتفال بالزينة والأضواء في العيد الوطني حلال وعيد الفطر والأضحى حرام؟ هل سمعتم يوما أن الله أو نبيه حرما نثر البهجة والفرح بين الناس؟
هم يستمتعون بكل لحظة من العيد وعلى مدى أسابيع، ونحن نحارب الفرح والبهجة وإن كانت لدقائق بحجة أنها بدعة. يا اخوان، الفرح والسعادة والبهجة من نعم الله ولا يمكنها بأي حال من الأحوال ان تكون بدعة… فازرعوا الفرح وانثروا البهجة في اعيادنا فليس من العدل ان يبتهجوا هم ونحن لا.

لإخواننا المسيحيين عامة ومسيحيي العرب خاصة كل عام وأنتم بخير. أعيادا مجيدة.. وصحتين على قلبكم البهجة والفرح، اعزمونا..!

دلع المفتي
D.moufti@gmail.com
dalaaalmoufti@

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Share.