نقلت مراسلة ”لوموند” في الإسماعيلية، “إيلين سالون”، عن ”مصدر رسمي فرنسي” أن ”مصر والسعودية مستعدتان لشراء سفينتي ”ميسترال” اللتين كانت فرنسا قد بنتهما أصلاً للأسطول الروسي. وأضاف المصدر أن “الملك سلمان يريد بناء أسطول جدير بهذه التسمية في مصر، يكون قادراً على نشر قوة مصر سواءً في البحر الأحمر أو في المتوسط”.
ويؤكد مصدر ديبلوماسي أن ”هنالك اهتماماً واضحاً بسفن ”ميسترال” من جانب عدد من دول المنطقة، بهدف تأسيس قوة بحرية. خصوصاً أن ”الميسترال” مجرّبة وأثبتت كفاءتها”.
إن اتفاقية التعاون الأمني والإقتصادي، التي وقّعها في ٣٠ يوليو كل من الأمير محمد بن سلمان والرئيس السيسي، تصبّ في ذلك الإتجاه. وهي تشكل مرحلة جديدة في عملية بناء قوة عربية مشتركة. وكان مشروع القوة العربية المشتركة قد طُرِح منذ بداية التدخل العسكري الخليجي في الحرب ضد الحوثيين في اليمن في يوم ٢٦ مارس. وستكون القوة المشتركة موقوع لقاء وزاري عربي تقرّر أن ينعقد في القاهرة في يوم ٢٧ أغسطس.
جدير بالذكر أن علاقات مصر والسعودية باتت أكثر من وثيقة منذ وصول الماريشال السيسي إلى السلطة بعد عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي في يوليو ٢٠١٣. فقامت السعودية بتعويم المالية المصرية عبر دعم بقيمة ٤ مليار دولار. ومن جهتها، دعمت مصر عرّابها السعودي في حملته اليمنية، عبر نشر قدرات عسكرية متعددة، وخصوصاً قدرات بحرية.
وأعلنت مصر في يوم ١ أغسطس عن تمديد قرار يسمح بنشر ”عناصر من القوات المسلحة” لحماية المصالح الوطنية والعربية في الخليج، والبحر الأحمر، وباب المندب.
اليمن وليبيا
إن شراء سفينتي ”نشر القيادة”، من نوع ”ميسترال”، القادرتين على نقل ١٠٠٠ جندي، ومدرّعات، وهليكوبترات، يمكن أن يثبت فائدته المباشرة في حرب اليمن، وفي عمليات تدخّل لاحقة، في ليبيا مثلاً، حيث يمكن تصوُّر تدخّل قوة عربية.
وقد تطرّق الرئيسان أولاند والسيسي إلى موضوع ”ميسترال” في السفينة التي نقلتهما أمس الخميس، من المنصة الرئاسية لافتتاح قناة السويس الجديدة، إلى الإسماعيلية. وكان الرئيسان قد اتفقا، إبان زيارة الرئيس السيسي لفرنسا في نوفمبر ٢٠١٤،على بيع مصر ٢٤ مقاتلة ”رافال” وفرقاطة ”فريم” المتعددة المهام- وتم إبرام الإتفاق في فبراير ٢٠١٥.
مع ذلك، تتحفظ باريس حتى الآن في الحديث عن بيع سفينتي ”ميسترال” غداة الإعلان عن إلغاء اتفاق بيعهما لروسيا.
وقال الرئيس أولاند للصحفيين أمس الخميس أن ”عدداً من الدول ترغب في شراء السفينتين وأنه ”لن تكون هنالك صعوبة في بيعهما”.
وتقول مصادر قصر الإليزيه أن مصر هي إحدى البلدان المهتمة، إلى جانب كندا وسنغافورة. ورفض ”هيرفيه غييّو”، رئيس ورشة ”دي سي إن إس”، التي تبني سفن ”ميسترال”، والتي باعت سفينة ”فروم” و٤ مدمرات ”غوويند” لمصر، التعليق على الموضوع. ولكن مصدراً ديبلوماسياً قال أن المفاوضات لبيع السفينتين ”ستكون سريعة وسرّية
مصر، شريك مفضَّل
أكّد الرئيس أولاند، الذي رافقه وزير الدفاع جان-إيف لو دريان، إرادة فرنسا في ”إعطاء مصر قدرات التحرك”. وقال أنه، بعد تسليم مقاتلات ”رافال”، ”سيستمر التعاون بين البلدين، وسيتعزز. وقد تم تسليم فرقاطة لمصر، وسيتم تسليم تجهيزات أخرى لأننا نرغب في أن تتمكن مصر من الدفاع عن نفسها بمواجهة الإرهاب”. وكان مصدر ديبلوماسي قد كشف لوكالة الصحافة الفرنسية، في أعقاب زيارة وزير الدفاع لودريان للقاهرة في ٢٥ و٢٦ يوليو، أن مصر قدّمت عرضاً لشراء مدمرتين إضافيتين من نوع ”غوويند” من ورشة ”دي سي إن إس”.
وشدّد الرئيس أولاند، يوم أمس، على أن ”العلاقات بين فرنسا مصر تتأسّس اليوم مصالح مشتركة: مكافحة الإرهاب، والأمن”، في إِشارة إلى التهديد الإرهابي المتزايد في ليبيا، واليمن، وسوريا، والعراق، وحتى مصر. وتعتبر فرنسا أن مصر باتت شريكاً مفضَلاً وقوة ديبلوماسية لا يمكن تجاهلها.
Mistral : l’Arabie saoudite et l’Egypte « sont prêtes à tout pour acheter les deux navires »