في لقاء مطول في الشهر الماضي مع خمسة ثلاثين عضوا من أعضاء الكونغرس الأمريكي في العاصمة الفرنسية وبتنظيم من مؤسسة اسبن الأمريكية وبعيدا عن أعين وسائل الإعلام كان السؤال الرئيسي: كيف يتم التعامل أمريكيا مع الإسلام وما هي أفضل الوسائل التي يجب أن تتبعها السياسة الأمريكية بعد أن تبين أن الوسائل السياسية والعسكرية المتبعة في السنوات الثمان الماضية قد وصلت إلى طريق مسدود؟
أن أهم ما استخلصته من هذا اللقاء الغني والذي تميز بتشعب موضوعاته وعمقها هو مدى تعطش أعضاء الكونغرس الأمريكي لمن يحاورهم أكانوا من مجلس الشيوخ أم مجلس النواب. هناك تعطش كبير للمعرفة هدفه التعرف على الجوانب الأخرى الغير مطروحة في وسائل الإعلام عن الشرق الأوسط. فقد قيل للأعضاء من قبل الاداره الأمريكية الراهنة أن الحرب في العراق نزهه، وان الحرب ستمول من الخزينة العراقية، وان الحرب ضد الإرهاب ستحقق نتائجها بسرعة وإنها حرب ضد الإسلام المتعصب، وان الإرهاب هو مثل الشيوعية وانه عدو أساسي للولايات المتحدة، كما وقيل لهم أن الطالبان انهاروا ولن تقوم لهم قائمه، وان القاعدة انكسرت، وان ما يقع في العلاقة الاسلاميه الأمريكية لا علاقة له بالقضية الفلسطينية أم بالأعمال الحربية الاسرائيليه ضد المدنيين في فلسطين ولبنان، وان الإرهاب هو العمل الذي تقوم به مجموعات مسلحه غير تابعه لدول، بينما الطائرات التي تستهدف المدن والقرى والمدنيين ليس عملا إرهابيا.
ولكن الذي يكتشفه معظم الأعضاء، الذين التقيتهم، أن كل ما قيل لهم في السنوات الثمان الماضية فيه الكثير من عدم الدقة والتزيف. لهذا كان التشكك والتساؤل والاستعداد للاستماع هو جوهر اللقاء. لهذا تساءلوا عن الصراع العربي الإسرائيلي وعن موقعه في كل ما يحصل، وعن التيارات الاسلاميه في منطقتنا ومدى إمكانية فتح قنوات الحوار معها عوضا عن رفضها ومعاداتها كما حصل في أكثر من مكان في فلسطين ودول أخرى؟ التساؤلات وصلت إلى قضايا العراق وهل كان الغزو الأمريكي للعراق في مكانه ويتمتع بالشرعية، وهل كانت القرارات الأمريكية صائبة بعد الغزو أم خاطئة، وهل تصرفت الولايات المتحدة بذكاء في أفغانستان ، وهل كان بإمكانها أن تصل إلى تفاهم مع الأجنحة المرنة في الطالبان عوضا عن رفض أية مشاركه لهم في المصالحة الوطنية؟ تساؤلات عديدة وصلت إلى مدى إمكانية حل الخلاف مع إيران في إطار دبلوماسي وخارج مجال العنف والتهديد ومدى خطورة العمل العسكري أن وقع ضد إيران؟
لغة أعضاء الكونغرس المجتمعين كانت لغة مختلفة عن تلك التي نسمعها في وسائل الإعلام وفي الحملات الانتخابية، كانت لغة متساءله وبنفس الوقت حريصة على التعرف على جوانب جديدة. لم يكن هناك خطابات، ولم يكن هناك تأكيد على الخط التقليدي المتضامن مع إسرائيل. بل استعداد لتفهم العالم الإسلامي، واستعداد للتواضع والاستماع في القضايا الخلافية حتى وان مست إسرائيل والولايات المتحدة في كافة القضايا المطروحة. ولا يخفى أن هذه التساؤلات كانت أساسا هي الأقوى عند الديمقراطيين من المشاركين في اللقاء والذين يطرحون اليوم الكثير من الاسئله في إطار حملة المرشح اوباما بعد سنوات بوش الثمان. فبالنسبة للكثير منهم الحرب على الإرهاب كما أعلنتها الاداره الأمريكية تحولت لحرب على المسلمين، كما أن تعريف الإرهاب، ومن هو الإرهابي أصبح مطاطيا وكبيرا. إذ بدأ يشمل الحريات الفكرية. وبدأ يتجاوز منظمه القاعدة وصولا إلى قوى إسلاميه لا تؤمن بالعنف ولا تجيزه.
أن هذه التساؤلات والحوارات الغنية ما كانت ممكنه لولا الفوضى المنتشرة الآن في الشرق الأوسط والذي تتحمل جانبا منها الولايات المتحدة. فالحرب على الإرهاب رفعت من وتيرة الإرهاب، كما أن منع الكثير من ألطلبه المسلمين من المجيء للولايات المتحدة، واعتقال الكثير من الشبان في الولايات المتحدة وخطف أكثر من ألف شخص في أوروبا من المرتبطين بالعمل الإسلامي وما حصل في ابوغريب وفي غوانتنامو يثير اسئله حول حقوق الإنسان تتناقض كلية مع الدعوة الأمريكية للديمقراطية. كما أن التهديد بتغير الانظمه أخاف الانظمه فتشددت في حزبيتها وديكتاتوريتها، وان اعتبار كل الإسلاميين خطر أدى إلى زيادة تمسكهم بتيارهم وتحولهم للدفاع، وإهمال القضية الفلسطينية أدى لفوضى وصراع مفتوح ومزيد من الظلم الذي يهدد امن الشرق الأوسط.
أن هذه التساؤلات ليست امرأ عابرا في الذهنية الأمريكية في هذه المرحلة، بل انه أمر شديد الارتباط بكل التطورات الصعبة التي عصفت بالعلاقات الأمريكية العربية الاسلاميه منذ الحادي عشر من سبتمبر حتى الآن. كما أن هذه التساؤلات تتناغم والدعوة للتغير التي تطرحها قطاعات كبيره من الرأي العام الأمريكي. أن بذل الجهود العربية وعلى الأخص الثقافية للدفع قدما بهذه الحوارات قد يمنع وقوع كوارث وحروب جديدة في منطقتنا.
أستاذ العلوم السياسية- الكويت
لقاء مع الكونغرس: تساؤلات ليس لدينا رأي محدد عن من ما ورد, في الوقت الحاضر, قبل نهاية الانتخابات, نعتقد إن الموضوع هو حملة إعلامية- مستورة, خفية- باسم الحوار الغير متعصب, من قبل الكونجرس الأمريكي, فقط, وهو من اجل الحصول على أصوات المسلمين والعرب. حتى الديمقراطيين لن يستطيعوا إيقاف الحروب في حالة فوزهم, تلك الحروب التي تقودها أمريكا بعيدا عنها , لتامين حدودها ( الإمبراطورية الجديدة ) القريبة , بالتكاثف الداخلي, ولكن لا تتغير السياسة الأمريكية مثل الإسرائيلية , مثل البريطانية – بعد الانتخابات – في الإستراتيجية العامة, بشكل خاص في موضوع العرب والمسلمين أبدا, ستعود حليمة إلى عادتها القديمة قريبا… قراءة المزيد ..
لقاء مع الكونغرس: تساؤلات
مسرحيات ومهازل لان المباحثات تتم بين نظامين مختلفين نظام اسرائلي ديمقراطي يحترم الانسان وشعبه وبين نظام شمولي مخابراتي مافياوي يدمر شعبه والمنطقة ان السلام الحقيقي يجب ان يبدا بين النظام السوري والشعب اولا وذلك بتطبيق الديمقراطية واحترام الانسان في الداخل وبهذا ياخذ الحكم اذن من الشعب بعملية السلام وشروطها.