ما الذي يمكن أن يقدمه الرئيس علي عبدالله صالح لضحايا المحرقة في قطاع غزة؟
وما الذي يمكن أن تقدمه الزعامات المشيخية الدينية والقبلية وأصحاب الجمعيات الخيرية التي تشتغل باسم ورسم القدس والأقصى ومعها الحكومة وكل أولئك الذين يتبارون على جمع التبرعات من اجل الأقصى والقدس وضحايا غزة!!
وما الذي يمكن أن يقدمه الرئيس صالح ومعه الحاكم العسكري في موريتانيا وأمير قطر وملك السعودية وغيرهم لقطاع غزة الذي يكتوي ويشتوي ويحترق بنيران الحرب الجهنمية الإسرائيلية؟!
ما الذي يمكن انتظاره من قبل من يكمن سر استمراره في قوة قصوره؟!
ما الذي يمكن أن يفعله هؤلاء الرؤساء والملوك غير الاحتماء بأشلاء الضحايا واللجوء إلى قطاع غزة الذي أصبح ملجأ جماعياً للعجزة من النباحين والمداحين والنواحين والندابين وتنابلة الملوك والرؤساء الذين يهربون اليوم إلى غزة كما هرب أسلافهم بالأمس إلى القدس وفلسطين, ولم يتقدموا خطوة واحدة على خط الحلم بـ”التحرير للأرض السليبة، المغتصبة، المقدسة” وفي منحى الرد الفاعل على النكبة و”النكسة” و….الخ.
ولم يتقدموا نقطة واحدة على خط الحلم بـ”التحرير” بقدر ما اندفعوا في الاتجاه المعاكس تماماً وذهبوا بعيداً في منافسة الضحايا من اللاجئين الفلسطينيين على حقهم في اللجوء وفي إفراغهم لمأساة اللاجئين، من محتواها التراجيدي، وفي أيلولتهم إلى “لاجئين” مخاتلين إلى غزة التي أصبحت بمثابة المهرب الأمن والملاذ المكين لكلاب الصيد ولقطاء الفكر والمغارات وكافة عناصر حفنة الانقلابيين العسكر رؤوساء الجمهوريات والأمراء والملوك المختطفين لمقدرات وثروات ومصائر البلدان العربية.
ودونما استطراد في سؤال العرب وما الذي يمكن أن يفعلوه من أجل غزة وهو سؤال غير مسنود بمرجعية تشهد على أنهم –أي العرب- كيان واحد مصمت وليس أرخبيلات سلطانية يجمع بينها الانفصال ويحكمها الانقسام.
ودونما استغراق في الحديث عن استخدام فلسطين كملجأ مقدس ومادة للتخدير الجماعي وللاستقالة من مواجهة التحديات التي تواجه اليمن كما موريتانيا وجزر القمر ورأس الخيمة وقطر، ينبغي الالتفات إلى واقع المعارضات الهادرة في الساحة العربية فهي الأخرى لم ولن تتقدم خطوة في مستوى إنجاز حلم “التحرير”.
وثمة مأثور ذائع يقول بأن فاقد الشيء لا يعطيه، وبالعطف عليه يمكن القول: إن الزعامات السلطانية المتربعة على العروش ومعها المتوارية في المغارات والمغلفة باسم المعارضة –غالباً- تعتبر غير حرة بالمرة فهي تكذب كثيراً وتمعن في تزييف الوعي وتحقير العقل كلما تنطحت لمهمة تحرير الأراضي المحتلة في فلسطين فالمعارضة التي لا تستطيع الانتصار للمسترقين في مشيخة “الجعاشن” * ولا تستطيع تحرير المغلوبين في سجون غير شرعية لمشايخ القبائل أو الانتصار لثقافة المواطنة والمساواة وحقوق الإنسانة تربط بالفترة التالية.
ليست جديرة برفع راية الاعتراض إلا من باب التهريج ولن تتوفر على أدنى مصداقية إلا حينما تقر برزوحها تحت براثن المحتلين المحليين من المتسلطين المستبدين وفسدة الداخل.
وفي السياق يجدر بالضحية أن تلزم الوقوف على عتبة حكمة أرسطو : “اعرف نفسك” وتنطلق من ذلك في اتجاه تحرير الذات كيما يكتسي تضامنها وإسنادها للضحية الشقيقة في فلسطين معناه الأقوى والأفعل.
تفصيحاً لما سبق يجدر بنا أن نتحرر من براثن الاستبداد والفساد لنكسب مؤهل الوقوف على عتبة الدفاع النزيه عن ضحايا المحرقة في فلسطين، وعن الشعب الفلسطيني بعامة في الأراضي المحتلة وفي مناطق الشتات “اللاجئين”.
ولن نختم بشاعرية تقول: إن غزة في القلب، وغزة هنا، فهي كذلك، وهي في كل شارع وبيت، أكان في صنعاء أو مقديشو أو نواكشوط..
سنقول، أيضاً بأن غزة، بالأحرى فلسطين تحتاج لشعوب عربية حرة تنتصر لقيم التحرر والحرية والعدل وحقوق الإنسان، وتحتاج للعربي الفرد الحر بما هو مركز الثقل والسيادة وصانع السياسات والقرارات وليس الكائن الملحق بالقطيع والرديف للعشيرة والشيخ والحاكم والمليشيا.
وما أحوج غزة وفلسطين للهبات الجماهيرية اليقظة والذكية بدلاً من مهرجانات الدوخة والإغماء وحفلات الزار التي طالما أسدلت الستار على ارتكابات وفضائح الحكام من الملوك والرؤساء الجاثمين على الأرجاء العربية المنهوبة و”السليبة”.
*مشيخة “الجعاشن ” : إحدى مناطق اليمن ، التي يملك فيها الشيخ الأرض والسكان ، والبقر والحجر والشجر ، بل ويؤخذ إتاوات من كل فرد أراد أن يتزوج، قام بعدة حملات تهجير للسكان، ويملك العديد من السجون الخاصة، بمباركة ودعم السلطة .
mansoorhael@yahoo.com
* صنعاء
وغيره من الرؤساء والملوك “اللاجئين” بغزةهل مواطنيين الوطن العربي يعيشوا حالة افضل من الشعب الفلسطيني خارج غزة ؟ هناك استعماراسرائيلي صهيوني وهنا استعمار عربي اسلامي جاهل,الفروق قليلة جدا ,واقل منها الحرية , في كل المساحة الكبيرة , وان وجدت هي اقل من ذرات الرمال , الاسرائليين كشعب يتمتع بحرية اكثر من أي شعب عربي ضمن الجامعة العربية الجبارة في الكلام فقط , المحرقة في غزة هي ليس الاولى في تاريخنا, فلسطين ,لبنان ,العراق,…… , اين المفر؟! , في كل بلد عربي يوجد- شارون – علي عبد اللة صالح مع اربعين من حرامية ليس افضل حال , في غزة اسماعيل هنية… قراءة المزيد ..