لماذا فتح مسؤولون إيرانيون النار فجأة على “الدول العربية في المنطقة”، أي على دول الخليج النفطية تحديداً؟ ليس الإمارات العربية وحدها، التي خصّها كل من وزير الخارجية منوشهر متكي، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان بتصريح ناري. بل والسعودية (لم يغب عن بالنا استشهاد عدد من حجاج بيت الله الحرام في مثل هذه الأيام من عام 1987 بسبب المعاملة السيئة..”) والكويت، اللذين لا يصعب التعرّف عليهما في تصريحات رئيس مجلس الشورى، علي لاريجاني، التي اتّسمت بعنف غير مسبوق من جانب هذا المسؤول الإيراني “الهادئ” نسبياً! ومن هي الدول العربية التي يشير إليها لاريجاني حينما يقول: “هذه الدول تضع أراضيها تحت تصرف امريكا لإنشاء قواعد فيها الى درجة عندما يقال لهم ان تجهيزات امريكية دخلت الى بلادكم يقولون أنهم لاعلم لهم بالأمر”|؟
مع أن تصريحات لاريجاني العنيفة تشير إلى موضوع القواعد الأميركية في المنطقة، فالأرجح أن الخطر العسكري الأميركي ليس ما يثير قلق الإيرانيين حالياً. فلا يتوقّع أي مراقب أن تدخل أميركا الآن، في نهاية عهد بوش، وفي ذروة أزمة إقتصادية كبرى ، في عملية عسكرية كبرى ضد إيران.
هل تعبّر تصريحات لاريجاني، وهي الأهم، عن إنزعاج إيران من التدهور المريع لأسعار النفط، خصوصاً بعد صدور توقّعات باحتمال وصول السعر إلى 25 دولاراً للبرميل، وعن امتعاضها من “تلكّؤ” السعودية في الموافقة على خفض إنتاج “أوبيك”. علماً أن إيران وفنزويلا، حسب بعض الخبراء، لم يلتزما بقرارات خفض الإنتاج الأخيرة سوى بنسبة 80 بالمئة، وأن السعودية قد تصرّ على الإلتزام الكامل بقرارات خفض الإنتاج!
قد يكون هذا هو المقصود من قول لاريجاني أن “الدول الهامة في المنطقة والتي تتمتع بمزية النفط تتعرض في هذه الظروف الى ضغوط امريكية شديدة الغاية منها تقديم الدعم الى امريكا لسد خسائر وأضرار هذا البلد ” ومن تساؤله: “اذا يجب على الدول الاسلامية ان تدفع ثمن أخطاء امريكا ولماذا يجب ان تكون عملية تسوية المشكلة بهذه الطريقة؟”
صحيح أن إنخفاض أسعار انفط سيخفّض بمبالغ هائلة فواتير الطاقة التي تدفعها أميركا وأوروبا، ولكن يجدر بالمسؤولين الإيرانيين أن يسألوا أنفسهم عن مسؤوليتهم في هذه “الحرب الإقتصادية” التي استدرجوها بسياساتهم التوسعية والعدوانية في العراق ولبنان وسوريا وغزة! إيران تمارس السياسة في المنطقة العربية بأدواتها “الباسدارانية”، فلماذا لا تمارس دول الخليج (السعودية تحديداً، التي سعت مراراً للتفاهم مع الإيرانيين دون جدوى..) السياسة بالأدوات التي تملكها؟
وبالمناسبة، قد يجدر بالإيرانيين الإنتباه إلى أن سياساتهم العدوانية التي تسببت بمحاصرتهم إقتصادياً، وبمنع الإستثمارات عنهم، لم تُفِد سوى “الحليف” القطري “الإنتهازي” الذي اغتنم الفرصة لتطوير حقول الغاز التي يتقاسمها مع إيران، في حين ظلّت إيران بعيدة جداً عن تطوير مواردها الغازية الهائلة!
بانتظار أن يفصح الإيرانيون أكثر عن أسباب هذه التصريحات العدائية المفاجئة، فالراهن أن 3 دول كانت بين الأكثر تأثّراً من إنخفاض أسعار النفط (وبعض المعادن الثمينة) وهي إيران، وروسيا، وفنزويلا. إنخفاض أسعار النفط سيؤثر في دول الخليج بدرجات متفاوتة، ولكنه يمكن أن يؤثّر تأثيراً حاسماً في أحلام تشافيز المموّلة بالنفط، ويمكن أن يؤثّر أكثر في قدرات إيران وطموحاتها لأن تصبح أول “قوة إقليمية” في الشرق الأوسط، مباشرة أو عبر أحزاب ولاية الفقيه في لبنان والعراق خصوصاً. إنخفاض مداخيل الكاز الإيراني يمكن، أيضاً، أن يفجّر التحالفات السياسية الداخلية، لأن “البازار” قد لا يقبل بالضرائب التي تسعى السلطة لاستيفائها من تجّاره لتعويض إنخفاض موارد الميزانية.
بعد ذلك كله، علي لاريجاني يمكن أن يكون أحد المستفيدين من أزمة النفط لأن عواقبها قد تطيح بآمال أحمدي نجاد في تجديد رئاسته! وربما كانت هذه الحسابات قد لعبت دوراً في لهجته العنيفة غير المألوفة!
“الشفّاف”
*
ما يلي تصريحات لاريجاني ومتّكي وجلالي:
*
لاريجاني يوجه تحذيرا شديدا الى الدول العربية في المنطقة
حذر رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني الدول العربية في المنطقة من استغلال الدول الاستعمارية لسيادتها الوطنية، داعيا إياها الى عدم تكرار أخطاء الماضي.
وأفاد مراسل وكالة مهر للأنباء ان لاريجاني ألقى كلمة قبيل صلاة الجمعة اليوم في طهران قال فيها، “لم يغب عن بالنا استشهاد عدد من حجاج بيت الله الحرام في مثل هذه الأيام من عام 1987 بسبب المعاملة السيئة، وان بعض دول المنطقة ارتكبت خطأ ً كبيراً بمساندتها لصدام وتأسيس تيارات متشددة وسماحها بإقامة قواعد أمريكية على أراضيها “.
وأوضح لاريجاني، ان احد زعماء الدول العربية اقر قبل فترة بأنه ارتكب خطأ ً فادحا ً بتقديمه دعما لصدام بلغ 40 مليار دولار خلال عدوانه على الجمهورية الإسلامية الإيرانية للفترة (1980 – 1988)، مؤكدا ان هذا البلد حالياً يكرر خطأ ً فادحا ً في قضية فلسطين.
وتسائل لاريجاني الى متى تواصل الدول العربية تكرار هكذا أخطاء، قائلا “إننا نرى إحدى الدول العربية في المنطقة أصبحت قاعدة للقوات البرية الأمريكية وأخرى باتت قاعدة للقوتين الجوية والبحرية لأمريكا “.
وتطرق رئيس مجلس الشورى الاسلامي الى الأزمة المالية التي عصفت بالدول الغربية والآخذة في السريان نحو الدول الشرقية، قائلا “ان الدول الهامة في المنطقة والتي تتمتع بمزية النفط تتعرض في هذه الظروف الى ضغوط امريكية شديدة الغاية منها تقديم الدعم الى امريكا لسد خسائر وأضرار هذا البلد “.
وأضاف، الا ان السؤال هنا هو لماذا على الدول الإسلامية ان تخطط للحرب والفتن على بعضها البعض بدفع من امريكا؟ لماذا على هذه الدول ان تضع أراضيها تحت تصرف امريكا لإنشاء قواعد فيها الى درجة عندما يقال لهم ان تجهيزات امريكية دخلت الى بلادكم يقولون أنهم لاعلم لهم بالأمر؟
وتابع لاريجاني قائلا، “لماذا يجب على الدول الاسلامية ان تدفع ثمن أخطاء امريكا ولماذا يجب ان تكون عملية تسوية المشكلة بهذه الطريقة؟ يجب النظر في الاسباب التي أدت الى حصول هذه الخسائر فجأة لدول المنطقة التي هي خاسرة في كلا حالتي العرس والعزاء.
وأشار رئيس مجلس الشورى الإسلامي في جانب آخر من كلمته الى الفتن المذهبية التي أثارها مستكبروا العالم خلال السنوات الأخيرة، قائلا، “لقد اتضح أن جهاز المخابرات الاسرائيلي هو الذي يقف وراء الفتن التي أثيرت خلال الأعوام الأخيرة بين السنة والشيعة، لذا فإن الأحداث الجديدة نابعة من تلك الفتن “.
وأضاف، ان مصالح أمريكا وبعض الدول المستبدة تتطلب إثارة الخلافات بين دول المنطقة حتى يتمكنوا بهذه الطريقة من ابتزاز هذه الدول.
وحول الإتفاقية الأمنية الأخيرة التي تسعى أمريكا الى فرضها على الشعب العراقي، أوضح لاريجاني ان الادارة الامريكية تريد ان تثبت في الاتفاقية الأمنية مع العراق امكانية ادخالها أي حجم تشاء من القوات والرزم الى داخل الاراضي العراقية بدون اشراف وتفتيش من العراقيين، وبالرغم من بذل حكومة السيد المالكي ومجلس النواب العراقي جهودا كبيرة في تعديل هذه الاتفاقية وأحالوها الى الإستفتاء العام الا انها ما زالت هناك إشكالات تشاهد في هذه الاتفاقية.
وفيما يتعلق بالموضوع النووي الايراني، اوضح لاريجاني ان بعض الدول أكدت استعدادها للإعتراف رسميا بحقوقنا فيما لو أوقفنا أنشطتنا النووية، الا اننا اجبناهم ما هو وجه العلاقة بين استقلالنا واعترافكم رسميا حتى تقولوا بأن علينا ان نوقف أنشطتنا النووية، قائلا “كيف يريدون الاعتراف باستقلالنا رسميا في الوقت الذي يريدون فيه سلبنا عوامل الاستقلال “.
وعن احداث 11 سبتمبر وتداعياتها من احتلال افغانستان والعراق، مؤكدا ان الخطوة التالية لبعض هذه الدول المتغطرسة هي تقسيم بعض الدول العربية، منوها الى ان أزمة العراق وما أحدثته من مشاكل لأمريكا حالت في الوقت الراهن دون هذا التقسيم.
واضاف رئيس مجلس الشورى الاسلامي، اذا كانت الحكومات الاسلامية في المنطقة تعتقد بانها ستنال شيئا من التغيير الذي سيحصل في امريكا فإنها مخطئة تماما، لأن التغييرات في امريكا ستجري بما يتلاءم مع مصالحها وليس مع مصالح دول المنطقة.
*
متكي ينصح دولة الامارات بأن تنأي عن سياسات المهزومين في لندن وواشنطن
طهران – فارس : نصح وزير الخارجية منوتشهر متكي دولة الامارات العربية بأن تنأي جانبا عن سياسات المهزومين في بريطانيا و امريكا و حذرها من أن تتحول الي جسرا لتمرير مخططاتها .
و افادت وكالة انباء فارس بأن الوزير متكي عبّر عن استغرابه ازاء محاولات دولة الامارات بأن تتحول الي منبر الي امريكا و بريطانيا الداعية و المثيرة للتفرقة ، في المنطقة.
و نصح متكي بان تعمل دولة الامارات علي فصل مواقفها عن مواقف المتطرفين المهزومين في واشنطن ولندن وان تسهم في ظل المزيد من الشعور بالمسؤولية في تدعيم عملية التقاريب في المنطقة .
و كان الرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان كرر قبل ايام مزاعم سابقة حول الجزر الايرانية الثلاث في الوقت الذي تؤكد الوثائق الحقوقية و القانونية المدونة اقليميا و دوليا بأن الجزر الثلاث طنب الكبرى و طنب الصغرى، وأبو موسي ، إيرانية ، و أنها جزء لا يتجزأ من تراب الجمهورية الاسلامية الايرانية .
الجدير بالذكر ان كلا من الرئيس الامريكي المنتهية ولايته جورج بوش و وزير الخارجية البريطاني ميليبند و خلال زيارتهما مؤخرا الي الامارات، كانا أدليا بتصريحات عنيفة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية اعفبتها صفقات بيع اسلحة الي دول المنطقة بقيمة 60 مليار دولار.
*
مقرر لجنه الامن القومي والسياسه الخارجيه: المجلس لن يصمت ازاء اساءه الامارات لرعايا ايران
طهران / ۵كانون الاول / ديسمبر/ ارنا
اكد مقرر لجنه الامن القومي والسياسه الخارجيه بمجلس الشوري الاسلامي النائب كاظم جلالي اليوم الجمعه ان النواب يشعرون بالانزعاج بسبب الاساءه وسوء المعامله التي تقوم بها الامارات ازاء المواطنين الايرانيين .
وشدد جلالي في تصريحات ادلي بها لمراسل ارنا بهذا الصدد “لو ان خطوات جاده لم تتخذ في هذا السياق فمما لاشك فيه ان مجلس الشوري الاسلامي سيعتبر ان من واجبه القيام بعمل ما”.
واعتبر هذا النائب ان الاساءه الي المسافرين الايرانيين في مطار دبي يوكد وجود ضعف بهذا البلد “وان جانبا من اقتصاد الامارات يومنه المواطنون الايرانيون وانه في العالم المتحضر لاتحوز مثل هذا التصرفات علياي مكانه مما يوكد ضعف الذي يقوم بهذه التصرفات”.
…
واشار الي قانون اخذ بصمات الرعايا الاميركان في اماكن دخول المسافرين الاجانب الي البلاد وقال بالنظر الي اخذ بصمات المواطنين الايرانيين في مطارات اميركا فان مجلس الشوري الاسلامي صوت لصالح قانون في سياق التصرف بالمثل ولو استمر الاماراتيون بهذه التصرفات فان مجلس الشوري الاسلامي سيصوت لصالح قرار مماثل حيال رعايا هذا البلد .