ربما يسعى علي لاريجاني بتصريحاته العنيفة للتممهيد لإعلان ترشيحه للرئاسة منافساً لأحمدي نجاد، لكن الملفت في تصريحاته أنه “نسي” التطرّق إلى الملف النووي واكتفى بعرض الشروط “العربية” و”الإسلامية” لإيران. من المحتمل أن تكون تصريحات لاريجاني ردّاً على المواقف المصرية والسعودية المتخوّفة من حوار أميركي-إيراني من خلف ظهر العرب.
*
“الشفّاف”- خاص
قال علي لاريجاني رئيس البرلمان الايراني “لم اسمع ان احدا من الخبراء في المنطقة والعالم يستطيع التكهن بردنا في حال قامت اسرائيل بالاعتداء على ايران، لكن عليهم ان يعرفوا بان رد ايران سيكون قويا بحيث سيطرد النوم من عيونهم”.
لاريجاني الذي كان يتحدث امام مؤتمر المدعين العامين في الدول الاسلامية لبحث الاساليب المؤثرة الحقوقية والقضائية حول جرائم الحرب والابادة في غزة اضاف “منذ 60 سنة والمساعي تبذل لفرض الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، وشكل هذا الامر محور الصدامات والنزاعات الاهم على الساحة الدولية والاقليمية، واذا راجعنا اعمال هذا الكيان في ظل الظروف الدولية والاقليمية خلال الستين سنة نجد الموضوع الاسرائيلي وتصرفاته كانت محور النزاعات الاقليمية الحادة”.
وهاجم لاريجاني اسرائيل وذكّر في حديثه بعمليات الخطف الواسعة التي تقوم بها اسرائيل في المنقطة وحتى في الدول الاوروبية وكذلك الابادة الجماعية والحصار والسجن لمئات الاشخاص في فلسطين والضفة الغربية ومختلف الاماكن التي لها سلطة عليها.
وانتقد لاريجاني الدعم الامريكي الشامل للكيان الاسرائيلي المصطنع وقال ان امريكا قامت بعملين اساسيين في حربي 33 يوما و22 يوما، الاول انها عطلت عمل المؤسسات الدولية التي كان بامكانها المساعدة والدعم البسيط الشعب اللبناني واهالي غزة وقدمت دعما عسكريا في الوقت ذاته لاسرائيل.
واتهم لاريجاني امريكا بانها عطلت مجلس الامن الدولي في حرب تموز في لبنان ومنعته من اصدار اي قرار ، مذكرا بالزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية الامريكية انذاك (كونداليسا رايس) الى لبنان وحديثها عن منع المؤسسات الدولية من التدخل. وقد تكرر هذا الامر في حرب غزة .
وتحدث لاريجاني عم التهديدات الاسرائيلية لايران وقال “نسمع هذه الايام تصريحات بعض حكام الكيان الصهيوني من انه في حال لم تصل المفاوضات النووية مع ايران الى نتيجة، فاننا سنفعل كذا وكذا، ويستخدمون لهجة التخديد والقوة، وقد كانت هذه التصريحات مفضوحة الى درجة ان اضطر احد هؤلاء الحكام الى تصحيحها”.
وتساءل لاريجاني “عندما يعلن كيان بشكل واضح تهديده لدولة، لماذا تصمت المؤسسات الدولية ومجلس الامن”.
ولفت لاريجاني ان هذه التصريحات تقول “بان اسرائيل لا تستطيع منفردة مواجهة ايران ويجب ان تساعدها امريكا” واضاف “عليهم ان يتذكروا ان النظام الملي السابق كان مدعوما من امريكا الا ان الشعب الايراني اسقطه ولم تستطع امريكا القيام باي عمل لحمايته” واضاف “على الذين يطلقون هذه التهديدات العودة الى التاريخ”.
وحول التغييرات في استراتيجية الرئيس الامريكي الجديد قال لاريجاني “نشهد اليوم تكتيكات مختلفة ونسمع من كل جهة كلاما عن التغيير، والتكتيكات قد تغيرت، لكن على امريكا الانتباه ان الناس ليسوا بسطاء، والشعوب تراقب بدقة وروية، اذا ما حدث تغيير، فهل حدث هذا التغيير في الاستراتيجية الامريكية في الموضوع الفلسطيني ولصالح الشعب الفلسطيني، ستعاقب اسرائيل ام لا ، اذا حدث هذا الامر عندها يمكننا القول ان الاستراتيجية الامريكية قد تغيرت”.
واضاف “اذا انسحبت امريكا مع العراق واعتذرت للشعب العراقي وسمحت لهذا الشعب ان يقرر بنفسه، عندها يمكن القول ان التصرفات الامريكية قد تغيرت”.
واشار لاريجاني الى الموضوع الافغاني وتواجد القوات الامريكية في هذا البلد واكد “اذا قامت امريكا بالمساعدة في اعادة الاعمار بدل ان ترسل المزيد من القوات الى افغانستان وحاربت انتاج المخدرات واحترمت الشعب الافغاني، عندها سنرى تغييرا في التصرفات الامريكية”.