في تصريحه الأسبوعي لجريدة “الأنباء”، قال السيد وليد جنبلاط: “حبذا لو تعود نقابات المهن الحرة الى موقعها الطبيعي وإهتماماتها الموضوعية المتصلة بدرس سبل رفع شأن المهن وحمايتها وصون مكتسباتها العامة وحماية حقوق المنتسبين اليها بدل التلهي بالانقسامات العمودية التي لا تقدم ولا تؤخر بل إنها تؤجج الخلافات وتعوق العمل النقابي المهني المحترف وتذهب به الى حيث ترغب القوى السياسية عوض أن تذهب به الى حيث تتطلب المهنة وأبناؤها”!
أي أن السيد جنبلاط يطالب نقابات المهن الحرّة، وهي تشمل المحامين والأطباء والمهندسين، وكذلك أساتذة الجامعات والمدارس، ونقابات الطلاب، التي لعبت دوراً حاسماً في “إنتفاضة الإستقلال” بـ”إعادة التموضع” على الطريقة الجنبلاطية..! “إعادة تموضع” بعيداً عن الدور السياسي الأساسي لهذه النقابات التي تمثّل “الطبقة الوسطى” والنواة الحية لـ”المجتمع المدني” في لبنان!
ما طلبه السيد وليد جنبلاط “مداورةً” نفّذته قوى 14 آذار “حماقةً”، كما يتبيّن من الرسالة التالية التي وردتنا من بيروت.
*
“الشفاف”- بيروت
مرة جديدة سقطت قوى 14 آذار في فخ تحديد الاحجام في ما بينها متجاهلة المشروع المقابل المتمثل بقوى 8 آذار، فخسرت منصب نقيب اطباء لبنان بعد ان كانت فازت بأغلبية اعضاء مجلس النقابة في الدورة الانتخابية الاولى.
وما حصل يوم الاحد الماضي في نقابة الاطباء يعيد الى الاذهان ما حصل في انتخابات نقابة المحامين في الشمال حين ادى التباين في وجهات النظر بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل الى إهداء منصب نقيب محامي الشمال الى قوى الثامن من آذار مجانا.
وما حصل في نقابة المحامين يشبه الى حد بعيد طريقة تعاطي مكونات قوى 14 آذار مع الاستحقاقات الانتخابية النيابية منها او البلدية والاختيارية، وهذا ما تسبب بخسارة انتخابات المجلس البلدي في زحلة وفي جزين وأخيراً، على امل ان يكون آخراً، انتخابات نقيب الاطباء في لبنان.
يوم الاحد كانت نقابة الاطباء على موعد مع انتخابات مجلس جديد ونقيب جديد. ولأن القوات اللبنانية وتيار المستقبل يريد كل منهما الحصول على منصب النقيب، فقد رشح التيار الدكتور غسان سكاف كما رشحت القوات اللبنانية الدكتور نجيب جهشان، واتفق الطرفان على خوض الانتخابات معا على ان ينسحب جهشان لصالح سكاف او العكس على قاعدة ان الذي يحوذ على غالبية اصوات المقترعين لعضوية مجلس النقابة يستمر في ترشحه لمنصب النقيب وينسحب له الطبيب الحائز على النسبة الاقل من الاصوات.
وعلى هذا الاساس خاض الطرفان الانتخابات متحدين، ففازوا بستة مقاعد في مجلس النقابة من اصل ثمانية، ولكن مجريات الاحداث بعد الفوز حالت دون خوضهما انتخاب منصب النقيب، فتواجها معا ومع قوى 8 آذار.
نتائج انتخابات المجلس اسفرت عن سبق للدكتور جهشان على زميله سكاف بحوالي 30 صوتا، إلا أن سكاف وتيار المستقبل لم يعترفا بالنتيجة متهمين القوات اللبنانية وحلفائها بتشطيب متعمد لسكاف لتأمين الاغلبية لجهشان. وتاليا، قرر التيار الابقاء على مرشحه الدكتور غسان سكاف لمنصب النقيب، في حين اصرت القوات اللبنانية على الابقاء على مرشحها عملا بالاتفاق بين الطرفين بعد ان تفوق على سكاف.
وعلى الرغم من محاولات رئب الصدع المتأخرة بين الطرفين، واعلان القوات اللبنانية انها تدعم ترشيح الدكتور غسان سكاف لمنصب النقيب، فقد استمر الدكتور جهشان في ترشحه في مقابل النقيب المدعوم من قوى الثامن من آذار الدكتور شرف ابو شرف ومرشح تيار المستقبل الدكتور سكاف.
وكانت النتيجة حصول جهشان على 300 صوت والدكتور سكاف على قرابة 1110 صوت في حين حصل النقيب الجديد شرف ابو شرف على 1200 صوت.
وكانت النتيجة لتكون محسومة لصالح لصالح قوى الرابع عشر من آذار لو خاضت هذه الانتخابات موحدة في وجه المرشح المدعوم من قوى 8 آذار.
كيف “نجحت” قوى 14 في خسارة موقع نقيب الأطباء؟
رسالة قواتية مية بالمية …