ايها الاحبة
عميدا ومدراء واساتذة وموظفين
انه لشرف كبير لنا ان نحظى بهذه الإلتفاتة الكريمة منكم انا والزملاء، وقد قضينا سويا حوالي ثلث قرن في هذا هذا المكان، مضافا له حوالي العقد طلابا بين الكلية الام وجامعات الخارج.
هنا اتذكر الزميل خليل برهان حين التقينا في بيروت صدفة للمرة الاولى، وذهبنا للحدث سويا، لانني قدمت الى لبنان من لندن بناء على مناشدة مدير الفرع الأول آنذاك الزميل محمود ناصر الدين(السعيد باستلام مفاتيح الكلية الام في الحدث من محتليها في أعقاب إجتياح 82 : لم يقلع فيها طبعا! وعاد الى بير حسن خائبا) قبل ان “يفرض” علي استاذي ورئيس قسم الرياضيات آنذاك رأفت طوط الإلتحاق بفرع الشمال الناشيء.
انها اذا مسؤولية كبيرة ان اتكلم باسم هؤلاء الذين عملت معهم بظروف اقل ما يقال عنها انها ظروف تأسيسية.
فالمكان الذي بدأ زملاؤنا الأقدمون بقضمه منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي كانت “تحتله” القوات السورية التي تشاركنا وإياها المكان فترة طويلة قبل ان تتركه لاحقا وبحالة لكم أن تتخليوا كم يرثى لها.
وعمل الزملاء المبادرون،بالاضافة لأدوارهم الاكاديمية، معمرجية ومن وقت لآخر دفاع مدني وصليب احمر، ولطالما تعرضنا لشتى أنواع المضايقات من الميليشيات على أنواعها، كما من العسكر بنوعيه في فترة عصيبة لبنانيا وطرابلسيا على وجه الخصوص.
وفي هذه الفترة أيضا بدأت تظهر النتائج الاجتماعية والاقتصادية والنقدية للحرب الأهلية البغيضة التي استمرت بأشكال مختلفة.
وكان على اساتذة الجامعة ان يواجهوا الانعكاسات الهائلة لهذا التدهور، ما اضطرنا لاختراع لجان متابعة ومجلس تنسيق قطاعات تعليم ومواجهة التدهور بصدورنا وحراكنا على كل الصعد ، قبل اعادة بعث رابطة الاساتذة بعد تعديل النظام الداخلي ليلحظ التفريع في بداية التسعينيات من القرن الماضي.
والتسعينيات شهدت حراكا واسعا وإضرابات من اجل اوضاع الجامعة عموما ومن اجل سلاسل الرتب والرواتب، كما من أجل صندوق التعاضد(ولنتذكر معاناة زميلنا الراحل جورج نجار كرمز لمعاناتنا جميعا قبل إقرار الصندوق)، وشكل أساتذة الجامعة آنذاك مكونا رئيسيا في هيئة التسيق النقابية وكان لي مع الزميل عصام خليفة شرف تمثيل الجامعة فيها وهي التي واجهت كما يعرف المكرمين بوادر النظام الأمني اللباني السوري.
وبالمناسبة اجدد امتناني وشكري لجميع الأساتذة، وخصوصا زملائي المكرمين على إعطائي الثقة طوال هذه الفترة في ثلاث هيئات تنفيذية متتالية، وكان للعلوم كما دائما، الكلمة الاولى شمالا في موضوع الهيئة التنفيذية للرابطة.
وفي هذه الفترة استكملت المدينة الجامعية في الحدث وواكبنا استكمالها مع حكومات الشهيد الحريري،لانها لطاما كانت ضمن برنامج الهيئة الدائم، وفي هذه الفترة ايضا نشأت فكرة المدينة الجامعية في الشمال، وطرحناها مع الرئيس الحريري محددين المون ميشال موقعا لها، باعتباره سهل الوصول من جميع الأقضية ويعيد الثقة المترددة بالجامعة، كما يعيد التنوع الذي وبصراحة نفقده تدريجيا، خصوصا بين الطلاب. وتشكلت لجنة أولى في ٩٨، كان للعلوم الدور الرئيسي فيها وكان عميد العلوم الأسبق محسن جابر والعميد عطا جبوروالراحل مصباح الصمد أعضاء فيها مع أكاديميين وناشطين آخرين وأولوا لي شرف تنسيقها، توقفت اللجنة لاحقا خلال حكومة الحص، لتعود بشكل اقوى واشمل بعد ٢٠٠٠ وعودة الحكومة الحريرية.
ويتذكر معي الجميع، والمكرمون خصوصا انتفاضة العلوم في ٢٠٠١ والتي تحولت الكلية خلالها الى مركز استقطاب للقوى السياسية والنقابية والمدنية، بدأت بالزيارة التي رتبناها مع وزير الاشغال آنذاك نجيب ميقاتي في ٩ شباط ٢٠٠١ والتي جعلت الاعلاميين ينقلون صورة صاعقة الى اللبنانيين عن المباني والمدرجات المتداعية.
(هنا اتذكر صورة لجريدة النهار تظهر الجميع مشدوهين مع الوزير ميقاتي وهم ينظرون الى المباني المتشققة، وقد وضع الصديق علي بردى عنوانا
“العلوم في الشمال مهددة بالانهيار فوق رؤوس الطلاب”
وتحتها صورة ثانية للجنة تطوير الجامعة مجتمعة برئاسة دولة نائب الرئيس عصام فارس وهي في خبر كان.
ومع ان حركتنا أثمرت دعما ماليا من الحكومة ورئيسها ومن النواب والهيئات والفعاليات الشمالية وموافقة من الفرنسيين على ان نرمم ونبني أبنية حديثة في المكان، الا ان اساتذة الشمال والمجتمع المدني تمنوا علينا الحفاظ على قوة الدفع واعادة إطلاق مشروع المدينة الجامعية في المون ميشال وتشكلت لجنة المتابعة الواسعة التمثيل، مستعيدة رحلة الآلام في المون ميشال الطويلة.
وحين تعثرت بعد إنجازات نقل الملكية والاستملاكات وانهاء الدراسات المعمارية مع زلزال استشهاد الحريري لم نتوقف عن المتابعة إلا قليلا.
وبموازاة المتابعة لاحقا والتي أدت الى حفرة العلوم أولا لأنها المبادرة، اخترعً العلوميون حركة بوزار التي قامت بترتيب المحيط الخارجي ثم بمبادرة ترميم كبيرة جدا شاركت فيها الجامعة والبلدية والاشغال وكثر،( وهنا اتمنى على الصديق والأخ الأصغر د بلال بملاحظة الفرق الهائل بين علوم ما قبل الترميم وعلوم ما بعدها واذكر ان مراسل LBC يزبك وهبة قال وهو يدخل الكلية لاجراء مقابلة مع رئيس الهيئة التنفيذية حميد الحكم الذي فضل اجرءها في العلوم وليس الآداب “في هيك كليات حلوة بالشمال”،علما اننا واكبنا الترميم بworkshop
مهم في 2006اتى مرافقا لعملية تغيير المناهج الى LMD (التي كان لي شرف المشاركة فيها، كما محاضرا في الورشة)
بعنوان:
Vers un master en mathematique et ses applications
وشارك فيه محاضرون من العلوم والهندسة وادارة الاعمال ومن الجامعات الاميركية واليسوعية والكسليك، فضلا عن وزير التربية ورئيس الجامعة وعمداء ورئيس البلدية، ونحن المكرمين سعداء بما نشهده مؤخرا من ورش أعمال في الكلية، ويرعاها العميد الصديق حسن زين الين، وربما يذكر القدامى المعارض العلمية الكبيرة والفريدة لبنانيا التي أقيمت في هذه الكلية المكافحة، والتي وصل كفاحها، الى ان بعض أساتذتها عملوا المستحيل لارسال طلاب بسبل مختلفة من اجل الدراسات العليا في الخارج، حين أهملنا كأطراف من قبل المركز.
وهذا المكان ذو التاريخ العريق والمحاط بمنطقة متنوعة حوله، سنعمل على تحويله بالتعاون مع الفرنسيين الى مركز انمائي وثقافي كبير يعوض للمنطقة خسارتها الجامعة اذا ما قدر لنا ذلك.
واخيراً
اذ اجدد شكري باسم أحبائي المكرمين لكم جميعا، أعدكم بمتابعة معركة المدينة الجامعية كلها، بما فيها مباني السكن ومراكز الأبحاث التي تميزنا وتربطنا بالأسواق، وسنهتم خصوصا بمباني العلوم، واستغل هذه المناسبة العزيزة لأتمنى على مجلس الكلية الموقر الإسراع بإنجاز مشروع المختبرات والتجهيزات والمفروشات وتقديمه لإدارة الجامعة لتقدمه لمجلس الإنماء والإعمار، مستفيدين من وجود العميد الصديق والنشيط والمحب.
علما أن حضرة العميد يستطيع بفائض محبته ان يخفف كثيرا من آلام الفروع، ولكنه لا يستطيع ان يزيلها، ذلك ان الجامعة وفروعها بحاجة لاعادة بحثً تنظيمي شامل، على ضوء التغييرات الكبيرة في سبل التعليم والإدارة، كما على ضوء قضية اللامركزية الإدارية التي اصبحت حتمية التطبيق، والا أصبحنا خارج الزمن.
عشتم عاشت الجامعة اللبنانية ولتبقى كلية العلوم رائدة الكليات على الدوام.عاش لبنان
talalkhawaja8@gmail.com