بداية نقول «هنا وعافية» للمستفيدين من شركات الخيام والخطاطين والرسامين وأصحاب المطاعم وشركات الحشيش الصناعي، وشركات الدعاية والإعلان، وشركات التصوير و مكبرات الصوت الضرورية (فكلما علا صوت المرشح زاد عدد ناخبيه). صحتين وهنا على قلوبهم، فبينهم وبين موعد الانتخابات البرلمانية الكويتية أقل من خمسين يوماً، فلندعهم يفرحون بالدخل المفاجئ .. اللهم لا حسد..!
أما نحن فأمامنا خمسون يوماً حرجة، خمسون يوماً ستمر علينا بكل ما تأتي به الحملات الانتخابية من «بلاوي».. ستنتفخ صحفنا اليومية بصفحات إضافية، وتنتفخ معها قلوبنا، ونضطر لقراءة تصريحات مرشحي مجلس الأمة يوميا من اليمين إلى اليسار وبالعكس، سنتابع طلتهم البهية في المقابلات التلفزيونية كل مساء على المحطات المختلفة بالمنطق نفسه والمنهج نفسه، ستمتلئ هواتفنا الجوالة برسائل نصية عن المرشح الفلاني والمرشحة العلانية، سندعى لحضور الندوات التي تعقد هنا وهناك، لنسمع الوعود الرنانة والخطب الطنانة، وسنشاهد على مد العين والنظر اللافتات الاعلانية المثبتة بالآلاف في بلاط الأرصفة لوجوه المرشحين بابتسامات واثقة كأنهم يعلنون عن معجون أسنان، وستزدحم الشوارع المزدحمة سلفاً بالسيارات وسيتعطل المرور.
وخلال هذه الفترة سنفرح، ونبارك لأنفسنا بأننا دولة ديموقراطية كل شيء فيها حلال «مؤقتاً»: المشاورات القبلية والعائلية والمذهبية حلال، الفرعيات حلال، شراء الأصوات حلال، الوعود الكاذبة حلال، الرشوة حلال، الحلف كذبا حلال، الاختلاط في المقرات الانتخابية حلال، صوت المرأة حلال، عمل المرأة حلال، سفور الوزيرات حلال، الاستعانة بالنساء للعمل في الحملات الانتخابية حلال، تدمير الممتلكات العامة والأرصفة حلال..
افرحوا بكل هذه «الحلالات»..وعيشوا النعيم .. فكلها كم يوم، ويرجع أصحاب اللحى ونواب التأزيم «إن فازوا» الى الزعيق والتهديد والوعيد وفتاوى التحريم.. وعندما تقتضي الحاجة تحريما طارئا سينبشون الأعراف والعادات والتقاليد ليمنعوا بها ما يريدون.. وتيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ما جيتي..!
dalaa@fasttelco.com
* كاتبة كويتية