يقول فيدل كاسترو في نفس المقابلة التي لخّصت الوكالة الفرنسية أقسام منها أن “النموذج الكوبي (للإشتراكية) لم يعد صالحاً حتى لنا نحن”! وردّاً على سؤال حول اقتراح لخروتشوف في ذروة أزمة كوبا، في العام 1962، بأن يبادر إلى توجيه ضربة نووية لأميركا إذا ما هاجمت كوبا، يقول كاسترو: بعد كل ما رأيت، وانطلاقاً مما صرت أعرفه الآن، فلا أعتقد أن الأمر كان يستحق على الإطلاق”!
الشفاف
*
واشنطن- (ا ف ب) – انبرى الزعيم الكوبي فيديل كاسترو للدفاع عن الشعب اليهودي “المفترى عليه تاريخيا اكثر بكثير من المسلمين” وذلك في حديث لشهرية اميركية طلب منها كاسترو نقل هذه الرسالة الى الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد.
وقال فيديل كاسترو “لا اعتقد ان احدا تعرض لافتراءات مثل اليهود. اكثر بكثير من المسلمين” وذلك في لقاء على مدار ثلاثة ايام في كوبا مع جيفري غولدبرغ الصحافي في مجلة “ذي اتلانتيك” الشهرية.
واضاف الرئيس الكوبي السابق (84 سنة) “اليهود تعرضوا للافتراءات اكثر بكثير من المسلمين لانهم اعتبروا مسؤولين عن كل شيء. لكن لا احد يلوم المسلمين” وذلك في لقاء اول استغرق خمس ساعات نشره جيفري غولدبرغ في مقال بث على الموقع الالكتروني للمجلة.
واكد كاسترو في هذا اللقاء على ضرورة ان تدرك الحكومة الايرانية ان اليهود “طردوا من ارضهم، واضهدوا واسيئت معاملتهم في جميع انحاء العالم بصفتهم قتلة الرب”. واضاف ان “اليهود عاشوا وجودا اصعب منا بكثير. لا شيء يمكن ان يقارن بالهولوكوست (المحرقة)”.
وروى الصحافي انه سأل انذاك الزعيم الشيوعي عما اذا كان سيردد هذا الكلام للرئيس الايراني الذي يهاجم باستمرار اسرائيل والصهيونية في تصريحاته ويؤكد ان المحرقة “خرافة” فرد قائلا “اقول كل ذلك حتي يمكنكم ايصاله”.
وفي حديث صحافي سابق في منتصف اب/اغسطس الماضي مع صحافيين كوبيين اعتبر كاسترو ان اسرائيل تريد توريط الولايات المتحدة في حرب ضد ايران. وضاعف كاسترو، الذي تفرغ منذ اربع سنوات للكتابة، من ظهوره العلني منذ شهر ونصف للتحذير من “هولوكوست نووي”.
من جهة اخرى اكد كاسترو في حديثه للصحافي الاميركي انه يتفهم ايضا مخاوف الشعب الايراني من عدوان اميركي اسرائيلي محتمل لكنه اعتبر ان العقوبات الاميركية والتهديدات الاسرائيلية لن تردع طهران عن مواصلة برنامجها النووي. وقال “هذه المشكلة لن تحل لان الايرانيين لن يذعنوا للتهديدات” مضيفا ان “قدرة ايران على الحاق الضرر يساء تقديرها”.
ويتهم الغرب ايران بالعمل على امتلاك السلاح النووي الامر الذي ترفضه الجمهورية الاسلامية مؤكدة ان برنامجها النووي مخصص للاستخدام المدني فقط.
وكتب جيفري غولدبرغ في مقاله “فوجئت بسماعه يتحدث بهذا التعاطف عن اليهود وعن حق اسرائيل في الوجود (الذي ايده بكل وضوح)” وروى ايضا كيف علم، اثناء اجازته، ان كاسترو يريد مقابلته.
فقد قال له رئيس شعبة رعاية المصالح الكوبية في واشنطن جورج بولانوس في محادثة هاتفية ان كاسترو “قرا مقالكم في اتلانتيك بشان ايران واسرائيل. وهو يدعوكم الى الحضور الاحد الى هافانا للتحدث عن المقال”.
وروى الصحافي “استقبلنا فيديل ضعيف ومسن. كان يرتدي قميصا احمر وسروالا رياضيا وحذاء رياضيا اسود الون” مشيرا الى انه التقى الزعيم الشيوعي في مكتب بمركز مؤتمرات كانت به ايضا زوجته داليا وابنه انطونيو ووزير ومترجم وطبيب وعدة حراس.
وكان كاسترو تخلى عن الرئاسة في 31 تموز/يوليو 2006 لشقيقه ومساعده الاول راوول بسبب المشاكل الصحية الخطيرة التي يقول انه تعافى منها الان.