(نشر « الشفاف » مقال « الإنقلاب » في عز حرب تموز/يوليو 2006. ونعيد نشره لأنه بات اليوم أصحّ مما كان قبل 16 سنة!)
*
منطق الضربات الإسرائيلية المنهجية ضد المرافق الأساسية في لبنان (وخصوصا مطار بيروت الذي يمتلك قيمة عاطفية عند اللبنانيين الذين عاشوا بؤس الحروب الأهلية) ينسجم مع التهديد الإسرائيلي الصريح بإعادة لبنان “30 سنة إلى الوراء”. ولا صلة له بمزاعم حكومة إسرائيل بأنها “تساعد اللبنانيين” ضد حزب الله. خصوصاً أن التهديد بإعادة لبنان “30 سنة إلى الوراء” ترافق مع تصريحات قاطعة من رئيس الأركان الإسرائيلي وغيره بأن إسرائيل لا تنوي توجيه ضربات ضد سوريا.
مشكلة اللبنانيين مع هذه السياسة الإسرائيلية هي أن “30 سنة إلى الوراء” تذكّرهم ليس فقط بسنوات “سقوط الدولة اللبنانية” و”الإقتتال الطائفي”، بل وبـ”الضوء الأخضر” الذي أعطاه إسحق رابين للديكتاتور السوري الراحل لإرسال جيشه لاحتلال لبنان. وهذا ينسجم مع الموقف “المتحفّظ” الذي اتخذه كثير من المحلّلين الإسرائيليين طوال العام الماضي من قضية إنسحاب القوات السورية من لبنان، ومن إحتمال سقوط النظام السوري. وهذا التحفّظ يقوم على أساس صلب: أن النظام السوري “نجح في إبقاء جبهة الجولان هادئة منذ العام 1974”.
هل تسعى إسرائيل فعلاً إلى إسقاط الدولة اللبنانية، وإعادة لبنان إلى الحرب الأهلية، وهل تلوّح لنظام بشّار الأسد باستئناف دوره “الرادع” في لبنان؟
في أي حال، لا يشعر اللبنانيون (وقوى 14 آذار خصوصاً) بأي “إمتنان” لهذا الدور الإسرائيلي الذي أزهق حياة عشرات اللبنانيين، ودمّر مرافق لبنان. بالعكس، يتخوّف اللبنانيون من أي يكون هذا التدمير وهذا القتل مقدّمة لتفاهم إسرائيلي-سوري جديد يدفع لبنان ثمنه: من إستقراره، ومن إستقلاله.
هل من حاجة للقول بأن هذه “البيئة” التي تعمل إسرائيل على استعادتها هي “البيئة” التي وُلِدَ فيها “حزب الله”؟
ما هي الأسباب الحقيقية لعملية حزب الله ضد إسرائيل؟
بدا في اليومين اللذين تليا عملية خطف الجنديين الإسرائيليين خارج الحدود اللبنانية (حسب شهادة الأمم المتحدة) أن حزب الله، بلسان زعيمه حسن نصرالله، ونائب زعيمه نعيم قاسم، سعى لـ”إقناع” الإسرائيليين بأن من “الأفضل لهم” أن يكتفوا بما حصل وأن يقبلوا بمبادلة الأسرى اللبنانيين والفلسطينيين بالجنديين المأسورين. ولكن الردّ الإسرائيلي كان تصعيدياً بدون حدود، مما قد يكون أرغم حزب الله على الدخول في المعركة الفاصلة قبل الأوان. إلا إذا كان حزب الله يدرك، منذ مرحلة التخطيط، العواقب العسكرية التي ستترتّب على مبادرته بهذه العملية العسكرية خلف “الخط الأزرق”، أي خلف الحدود الدولية المعترف بها بين لبنان وإسرائيل.
وسواء صحّت الفرضية الأولى أو الثانية، فذلك لا يغيّر كثيراً في المغزى الأساسي لعملية حزب الله، وهو مغزى داخلي لبناني لا صلة له بالصراع العربي-الإسرائيلي مباشرةً، ولكن له صلةً مباشرة بطبيعة النظام السياسي والإجتماعي في لبنان، وبعلاقات لبنان مع نظام بشّار الأسد، وعلاقات لبنان مع إيران.
الزحف على بيروت.. على غرار زحف موسوليني على روما
ماذا كانت أهداف عملية حزب الله من القيام بعمليته العسكرية خارج الحدود اللبنانية، أي بعد الخط الأزرق الذي يمثل الحدود الدولية المعترف بها؟ هل كان حزب الله يرمي إلى أسر جنديين إسرائيليين أم إلى البدء بـ”إنقلاب ميليشياوي” (تمييزاً عن الإنقلاب العسكري التقليدي الذي حمل حافظ الأسد إلى السلطة) داخل لبنان يضع بموجبه يده على السلطة اللبنانية الشرعية؟
هل تقوم خطة حزب الله (وهي ما تزال قائمة) على الإستفادة من الزخم “القومي” و”الإسلامي” لعمليته العسكرية للزحف على بيروت وإسقاط حكومة السنيورة الشرعية بمزيج من الضغط المليشياوي والسياسي (وبمساعدة الرئيس إميل لحّود، الذي لن يتردّد في إصدار “مرسوم” بإقالة حكومة السنيورة) واستبدالها بحكومة تكون له فيها الغلبة الحقيقية، وتعيد علاقات التبعية مع نظام بشّار الأسد، الذي أصبح، بدوره، يدور في الفلك الإيراني؟ هل كان هذا السيناريو “الفاشيستي” (وهذا التعبير توصيف وليس شتيمة)، نسبةّ إلى “زحف موسوليني على روما” هو السيناريو “الإنقلابي” الذي راود ذهن السيد نصرالله، وشركائه الدمشقيين والطهرانيين في المخطط؟ (الذين لا يعجبهم هذا التشبيه “المستورد”، نذكّر بـ”الإنقلاب الفاشل” الذي نفّذه الحزب القومي في بيروت في عهد الرئيس فؤاد شهاب).
هذه الأسئلة تثير، إستطراداً، أسئلة أخرى أكثر خطورة: إذا نجح “إنقلاب حزب الله”، فأنه سيمثّل حتماً إنقلاباً على “الميثاق الوطني” الذي قام عليه إستقلال لبنان في العام 1943، وإنقلاباً على “إتفاق الطائف” الذي يحكم الجمهورية اللبنانية الحالية. أي، إنقلاباً على النظام الليبرالي الديمقراطي الذي ساد لبنان منذ تأسيسه، وتأسيساً لنظام “مُلاتي”. ومثل هذا النظام سيكون بداية لـ”حرب أهلية” جديدة، وبداية تقسيم جديد (وقد يكون نهائياً) للبنان إلى دويلات طائفية.
فلا يتصوّر أحد أن تقبل الجماعات اللبنانية ، والأغلبية اللبنانية المتنوّرة (بكل طوائفها) نظاماً “طالبانياً” (الرئيس محمد خاتمي هو من أطلق تسمية “الطالبانيين”على المتشددين الإيرانيين) يتزعمه حزب الله ويدين بالولاء لمحور دمشق-طهران. وسيكون “الخروج” من مثل هذا النظام، أي “الإنفصال” (أو “التقسيم” بالتعبير اللبناني المتداول) هو الحلّ الوحيد المتاح للجماعات غير الراغبة في الإنضواء تحت لواء “دولة الفقيه” الحزب اللهية. وحتى نكون واضحين، فإن رفض الدولة الطالبانية يشمل أغلبية ساحقة من الشيعة اللبنانيين الذين لا يرغبون في استبدال الرخاء اللبناني، والحريات اللبنانية، بنظام الملات والباسيدج والحرس الثوري. وهذا الرفض الشيعي لدولة حزب الله هو ما دفع الشيخ النابلسي لإصدار “فتواه” الشهيرة التي تحرّم تعاطي السياسة على السياسيين الذين لا ينتمون لحزب الله وحركة أمل (التي باتت “رهينة” عند حزب الله).
وفي مثل هذه الحالة، فليس هنالك أدنى شكّ في أن الديكتاتور السوري سيكون مستعداً لإرسال جيشه مجدداً (وبكل الشماتة المناسبة)، وقد تتطوّع إيران بحرسها الثوري، لردع طوائف لبنان عن الإقتتال. من سيتذكّر “المحكمة الدولية” واغتيال رفيق الحريري وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني حينما تتدفّق جيوش بشّار الأسد على بيروت؟
هل اختار حزب الله، ورعاته الإيرانيون والسوريون، اللحظة المناسبة لعمليتهم؟ الوضع الداخلي في لبنان كان قد بلغ درجة كبيرة من التزعزع، بفضل تفاهة الطبقة السياسية اللبنانية وأيضاً بفضل التحالف المنافي للطبيعة بين حزب الله مع تيّار الجنرال عون، وعمليات الإستنزاف المتواصلة التي مارسها هذا التحالف ضد الحكومة الشرعية. وأيضاً لأن حزب الله نجح في وضع يده، بقوة الإرهاب، على كل مؤسسات الطائفة الشيعية وزعاماتها السياسية وحتى مراجعها الدينية. فليس سرّاً أن السيّد نبيه برّي بات يخضع لوصاية حزب الله، وأنه يخشى على نفسه من الإغتيال. وليس سرّاً أن مرجعاً دينياً مثل السيد حسين فضل الله بات يفضّل التقيّة خوفاً من إرهاب حزب الله.. أو هذا ما يقوله محبّوه!
عربياً، كان الموقف العربي، والسعودي تحديداً، قد تحوّل باتجاه أكثر ملاءمة لنظام بشّار الأسد في الأشهر الأخيرة، إلى درجة ممارسة ضغوط شديدة (مالية وسياسية) على السيّدين سعد الحريري ووليد جنبلاط للجم حملاتهما ضد النظام السوري. وربما كانت حسابات السعودية في ذلك مرتبطة بخوفها من ارتماء نظام الأسد نهائياً في أحضان أيران، أو مرتبطة بخوفها على النظام المصري في حالة تزعزع النظام السوري، أو بخوفها من تحريك النظام السوري لعناصر “القاعدة” التي يحتفظ به كـ”احتياط” في سجونه. كما تفيد المعلومات المتوفّرة أن النظام السوري، وحزب الله، قدّما “تطمينات” خادعة حول نيّتهما في “تهدئة الأوضاع في لبنان لإنجاح موسم الإصطياف”. أي أن الوضع العربي حتى عملية حزب الله كان أقرب إلى مسايرة الحزب ونظام بشّار الأسد. ولم يتغيّر هذا الموقف العربي إلى أن اندلعت “حرب لبنان الجديدة”، وبعد أن اكتشفت السعودية أنها كانت ضحية “خدعة” وضحية “إبتزاز سوري-إيراني”. وهذا قد يكون سبب بيانها الصاعق ضد “مغامرة” حزب الله.
هل نبالغ في اتهام “حزب الله” بما لم يراود ذهنه؟
أولاً، في موضوع إستعادة الأسرى. كل اللبنانيين مع تحرير الأسرى اللبنانيين والفلسطينين من سجون إسرائيل. ولكنهم أيضاً مع استعادة ألوف الأسرى اللبنانيين في السجون السورية. واللبنانيون مع تحرير عشرات الألوف من السوريين و”المختفين” من سجون بشّار الأسد. فلماذا لا يطالب “سيّد المقاومة” بتحرير المواطنين اللبنانيين من سجون بشّار الأسد وآصف شوكت ورستم غزالة؟ ولماذا يقف “سيّد المقاومة” مع “السجّان” ضد الشعب السوري الذي استولى عليه حافظ الأسد وعائلته منذ 36 عاماً؟
ولنذكر، ثانيا،ً أن حزب الله وقف دائماً، ولكن منذ العام 2003 بصورة خاصة، ضد مشروع إستعادة الإستقلال اللبناني الذي كانت الأغلبية الساحقة للشعب اللبناني (والأغلبية الساحقة من الشيعة) تناضل لتحقيقه. ولم “يقصّر” حزب الله خلال السنتين الأخيرتين في إثبات ولائه للإحتلال السوري: منذ “المظاهرة المليونية” الشهيرة، وحتى مظاهرة 8 آذار (“شكراً لسوريا الأسد”) التي سعى من خلالها حزب الله لـ”استبدال” الشعب اللبناني بأكثرية وهمية موالية لنظام الإستبداد الذي كان يحتلّ لبنان وما يزال يحتلّ سوريا. وحتى “الإحتفال” بتقديم بندقية إسرائيلية “هدية” لرستم غزالة، الذي لعب دوراً تنفيذياً أساسياً في اغتيال الشهيد رفيق الحريري. ولكن الشعب اللبناني سحق محاولة حزب الله اليائسة بفضل “عامّية 14 آذار” التي كانت أكبر حدث في تاريخ لبنان الحديث.
وبعد أن بدا لوهلة أن لبنان قد استعاد إستقلاله، فإن محاولات حزب الله لزعزعة حكومة لبنان الشرعية لم تتوقّف لحظة واحدة. ولا مفرّ من الإعتراف بأن حماقات بعض قوى 14 (جنبلاط، الحريري، والجنرال.. وغيرهم) آذار ساعدته في ذلك. فحزب الله عضو في الحكومة اللبنانية، ولكن “وزراءه” ينسحبون منها طوال أسابيع في محاولة سافرة لإضعافها أو إسقاطها. ويتطاول الطاغية السوري على رئيس الحكومة التي يشارك فيها حزب الله، ويسمّيه “عبد مأمور”، فيحتج حزب الله لأن حكومة لبنان احتجّت على هذا التعبير غير المألوف في العلاقات السياسية أو الديبلوماسية.
طبعاً، شارك حزب الله في تنظيم “إحتجاج نقابي” مزعوم على “ورقة إصلاحية” لم تبصر النور. ولكن الأخطر كان محاولاته الحثيثة لضرب الديمقراطية اللبنانية من الداخل. وكانت البداية مع مشروع تشكيل “لجان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” في جنوب لبنان، أي مشروع “مطوّعة” على غرار “الباسيدج” الإيرانيين أو “المطوّعين” السعوديين. وقد تراجع الحزب مؤقتاً عن مشروعه، الذي لم “ينتبه” إلى أنه يضعه في موقع “الخارج على القانون” اللبناني. وفي مرحلة لاحقة، استعان الحزب بـ”فتوى” شهيرة للشيخ النابلسي تحظر على السياسيين الشيعة من غير أعضاء حزب الله وأمل المشاركة في الحكومة اللبنانية. ومرة أخرى، خرج الحزب على القانون اللبناني بموجب “فتوى” صار لها قوة تفوق قوة “الوثيقة الدستورية” التي تجمع اللبنانيين.
وقبل أسابيع، “غزا” حزب الله أحياء بيروت وضواحيها في استعراض سافرِ للقوة “الميليشياوية- الفاشية” لأن زعيمهم يتمتع بمكانة دينية “تحظر” تناوله بالنقد أو بالسخرية في وسائل الإعلام. أي أن قوة الشارع “الفاشية” تصدّت للإعلام شبه الديمقراطي الوحيد في العالم العربي بإسم قيم دينية تمثّل قناعاً لمشروع “فاشي” على الطريقة الإيرانية.
وكان “التجلّي” الأخير لهذا المشروع الفاشي في خطاب السيّد حسن نصرالله بعد ضرب مقرّه. فقد هال المستمعين أن “السيّد” تبنّى بدون مواربة صيغة “الأنا” الشهيرة، بعد صدام حسين وبعد أسامة بن لادن خصوصاً، ليعلن بصفاقة “أنا لم أؤمن يوماً بالنظام الدولي”!! ونحسب أن أسامة بن لادن، والتكفيريين الآخرين، قد هلّلوا لهذا الإعلان الحاسم الذي يضع حسن نصرالله على يمين “الملا عمر” (يأخذ التكفيريون على “الملا عمر” أنه لم يسحب سفيره من الأمم المتحدة “الكافرة”). لقد “قرّر” حسن نصرالله (“أنا” لم أؤمن يوماً بالنظام الدولي!) نيابةً عن لبنان واللبنانيين.
“شاء اللبنانيون أم أبوا”
وصل حسن نصرالله (هكذا بدون “السيّد”) إلى قمة هذيانه “الفاشي” في الخطاب المتلفز الذي ألقاه يوم أمس الأحد:
” الآن «حزب الله» لا يخوض معركة «حزب الله» ولا يخوض معركة لبنان، نحن الآن اصبحنا نخوض معركة الامة، شئنا ام ابينا، شاء اللبنانيون ام ابوا، لبنان الآن والمقاومة في لبنان تخوض معركة الامة، اين هي الامة من هذه المعركة؟ هذا سؤال برسمكم من اجل دنياكم ومن اجل آخرتكم».
هكذا، “شاء اللبنانيون أم أبوا”، فقد قرّر “الزعيم” أنه “لا يخوض معركة لبنان” بل يخوض “معركة الأمة”! “شاء اللبنانيون أم أبوا”، فهذه إرادة “الزعيم” أو “الفقيه”، لا فرق!
وشاءت الشعوب العربية والإسلامية أم أبت، أيضاً: “.. لست في صدد لا مناشدة، ولا توجيه نداء، ولا توجيه أي طلب، فأنتم الشعوب العربية والاسلامية معنيون بأنّ تتخذوا موقفاً من أجل آخرتكم إن كنتم تؤمنون بالآخرة..”! الزعيم، أو الفقيه لا فرق، لا يوجه مناشدة ولا نداء ولا أي طلب: ” فنحن أصبحنا نخوض معركة الامة أين هي الامة من هذه المعركة. هذا السؤال برسمكم من اجل دنياكم ومن اجل آخرتكم.”!!
بكلام آخر، حسن نصرالله، وحزبه “الفاشي” يجسّدان “الأمة”، فهل “تقصّر” الأمة في أظهار ولائها لزعيمها الملهم إلهياً؟ حتى موسوليني لم يصل إلى هذا المستوى من الهذيان الفاشي-الديني!
الإيرانيون يعيدون إعمار لبنان “بمال طاهر، نقي، وشريف، وبلا شروط سياسية”
في نهاية خطابه الثاني، انتبه “السيّد” إلى أن اللبنانيين يبكون تدمير المرافق التي أعادوا بناءها خلال السنوات الخمسة عشر الماضية (الإغتيال الثاني لرفيق الحريري.). وهذا هو جواب “السيّد” على تدمير لبنان:
“أما ما يهدّم وما يدمّر، فسبحانه وتعالى وبالتعاون مع الدولة اللبنانية ولكن نحن أيضاً كجهة معنية، عازمون على ان نكون جديين في إعادة اعمار ما يهدم، ولدينا أصدقاء جديين أيضاً في هذا المجال ولديهم قدرة كبيرة جداً على مساعدتنا بمال طاهر، نقي، وشريف وبلا شروط سياسية. لا قلق على إعادة إعمار بلدنا”. (“مال طاهر، نقي، شريف”: هل هذه عملية إغتيال جديدة لرفيق الحريري؟)
هل من حاجة لتذكير زعيم حزب الله بالمال”الطاهر والنقي والشريف” الذي سيجنيه أصدقاؤه الإيرانيون خلال الأسابيع المقبلة من إرتفاع سعر برميل النفط 10 دولارات “بفضل” حربه المجنونة للوصول إلى السلطة في بيروت؟ نترك لزعيم حزب الله أن يحسب المليارات التي سيجنيها الإيرانيون من بيع نفطهم لـ”الكفّار” الغربيين بفضل عمليته “بإسم الأمة”!
أخيراً، لبنان وطن وليس “ساحة” وليس برنامجاً في برنامج “الجزيرة” القطرية. لتهنأ قطر، أميراً وحكومة “وجزيرة”، بما ستجنيه من ارتفاع أسعار النفط والغاز، ولتهنأ بحماية قاعدة “العديد” الأميركية. ولتترك لبنان في حاله!
لشيعة الخليج الذين تظاهروا تأييداً لحزب الله، نقول: لبنان الديمقراطي الذي يتساوى أبناؤه هو النموذج الذي يطمح له كل الأحرار العرب. تظاهروا تأييداً للديمقراطية في لبنان: الديمقراطية مطلب شيعي أيضاً.
*