قالت مصادر نيابية لبنانية في قوى 14 آذار ان التسوية التي يسعى الرئيس الحريري الى وضعها موضع التنفيذ بترشيحه النائب سليمان فرنجيه دونها صعوبات وعراقيل وأنها اصبحت قاب قوسين او ادنى من السقوط، ما يعيد البلاد الى المربع الأول!
وأشارت المصادر الى ان المعرقل الرئيسي للتسوية هو حزب الله، الذي، فور الإعلان عن لقاء باريس بين فرنجيه والحريري، التزم الصمت اولا، ثم اطلق العنان لاعلامييه لشن هجوم على فرنجيه ولاتهامه بالتفرد في السير بمفاوضات مع الحريري، وتقديم تنازلات له ليس من حق فرنجيه القيام بها.
وتضيف ان فرنجيه سمع من امين عام حزب الله كلاما واضحا ومحددا، مفاده “إلتقِ الحريري، واستمع اليه والى طروحاته، من دون ان تلتزم معه بأي شيء”. وان نصرالله قال لفرنجيه “لا تستعجل، فنحن وضعنا الى تحسن في سوريا وفي الاقليم، وتاليا لسنا على عجلة من إقرار تسوية تعطي الفريق الآخر اي تنازل من اي نوع”!
وتشير المصادر الى ان فرنجيه وعد الحريري بأن يضمن له عودته الى لبنان وإلى موقع رئاسة الحكومة، فضلاً عما يسمى “قطع الحساب المالي” عن الفترة المثيرة للجدل خلال حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، وقانون انتخاب، على ان يتضمن خطابُ القسم لفرنجيه تطمينات لحلفاء الحريري بأن لا يكون عهد فرنجيه عهداً لتصفية الحسابات مع الحلفاء وتحديدا القوات اللبنانية ورئيسها الدكتور سمير جعجع، والنائب سامي الجميل والنائب وليد جنبلاط. وأشارت الى ان فرنجيه بادر الى تلبية دعوة العشاء الى منزل النائب جنبلاط، وأن الاتصالات قائمة بينه وبين النائب سامي الجميل، في حين ان علاقته مع القوات باردة نسبيا وتقتصر على لجنة للتنسيق الامني بين الجانبين، إلا أنه ابدى استعداداً للسير بالانفتاح على القوات ورئيسها فور توضح معالم التسوية.
إيران: سوريا أولاً
إزاء هذا الوضع، وبدء إنكشاف حجم الاتفاق بين الحريري وفرنجيه، وقف حزب الله في وجه التسوية، باعتبار ان الحزب هو من دفع الاثمان في سوريا من مقاتليه، الذين سقط منهم المئات قتلى والآلآف جرحى ومعوقين، وتاليا لا يحق لفرنجيه السير في اي تسوية من اي نوع مع الحريري على حساب تضحيات حزب الله، هذا من جهة. ومن جهة ثانية، تبلّغ حزب الله موقفا إيرانيا واضحا وجازما ومفاده أن أوآن التسوية في لبنان لم يحن بعد، وبالتالي لا انتخابات رئاسية في المدى المنظور وقبل اتضاح معالم التسوية السورية وما هي حصة إيران في النظام السوري المقبل، وحجم نفوذها فيه، ليُصار بعدها الى تظهير صورة الرئيس اللبناني.
عون: ترشيح فرنجية “مزحة سمجة”!
تزامناً، أشارت مصادر في حزب الله الى ان المملكة العربية “السعودية تدفع الرئيس الحريري في اتجاه التسوية في لبنان وهي في الوقت نفسه توجه لنا في حزب الله الضربة تلو الضربة”! فبعد وضع عدد من قيادات الحزب على لائحة الارهاب في المملكة، في الوقت الذي تم فيه تسريب تبني الرئيس الحريري لترشيح النائب فرنجيه، عمدت المملكة الى حجب قناة “المنار” التابعة للحزب عن القمر الصناعي “عربسات”، “وفي نفس الوقت يطلبون منا تسهيل عودة الحريري الى لبنان وان يترأس حكومة العهد الجديد”!
وتضيف المصادر ان الحزب ابلغ موقفه هذا للجنرال عون، الذي أعلن عن رفضه تحديد موعد لاستقبال فرنجيه حتى الساعة. ويُنقل عن الجنرال عون قوله إن “ترشيح فرنجيه مزحة سمجة لن تمر”، وانه مستمر في ترشحه لمنصب الرئاسة الاولى الى ان بقضي الله امرا كان مفعولا.
ومع تصلب الجنرال عون مدعوما من حزب الله، يقف الحزب موقف المتفرج والمتلطي خلف تصلب الجنرال، بحجة ان امين عام حزب الله وَعَدَ الجنرال بعدم التخلي عنه، وان قرار ترشيح الجنرال للرئاسة يخضع لقرار الجنرال عون فقط دون سواه.
وفي سياق متصل أشارت مصادر قريبة من النائب فرنجيه الى انه مستاء من أداء حزب الله إزاء ترشحه لمنصب الرئاسة مدعوما من الرئيس سعد الحريري، وتضيف ان فرنجيه يقول إنه لم يخطُ خطوة واحدة من دون التنسيق مع حزب الله، فكيف يتهمه إعلام الحزب ومحللوه بالتفرد اولاً، وصولا الى اتهامه بالفساد وبإعادة انتاج النظام السابق!
وتضيف ان مسؤول وحدة الارتباط في الحزب الالهي وفيق صفا سعى الى ان يرافقه الوزير جبران باسيل في زيارة تطييب خاطر الى النائب فرنجيه، إلا أن الاخير رفض هذا الامر جملة وتفصيلا.