اجمل ما تسمعه على لسان اهل بعلبك-الهرمل هذه الايام كلام التهكم على لائحة حزب الله- سوريا لانتخابات 2009، بدءاَ من اسم المعارضة الذي تحمله اللائحة (اذا هم معارضة فأين هي السلطة؟ وكيف اذن حكمونا منذ 1992 بلا اذن ولا دستور؟)، وانتهاء بنوعية العناصر التي تضمها اللائحة (خصوصا السيد حسين الموسوي والبعثي عاصم قانصوه والمرشحين غير الشيعة)…….
بداية كانت قضية استبعاد الرئيس حسين الحسيني من اللائحة التي كان من ثوابتها خلال 3 دورات انتخابية ضربة للرئيس الحسيني نفسه ثم ضربة للذين كانوا ينتظرون موقفه لتشكيل لائحة مستقلة…… ويبدو ان الاستبعاد قرار حسمته سوريا (وكذلك استبعاد البعثي “فايز شكر” لصالح عاصم قانصوه) بعد فترة خلافات سورية داخلية…… ولا فضل بالتالي للحزب او لغيره في تشكيل اللائحة بالصورة التي خرجت بها…… ثم كانت قضية عدم الأخذ بأي مرشح من أبناء العشائر والعائلات بعد اجتماعات عقدوها مع قيادات من الحزب وعدتهم ببحث مطلبهم باعطاء ابناء المنطقة نائبين، ليفاجأ الجميع بما فيهم عناصر الحزب باللائحة التي اعلنت….. وكان ان خرجت عناصر من حزب الله نفسه (!) توزع بيانات في المنطقة ضد الموسوي بالاسم … هذا ناهيك عن موجة الاستياء داخل “النبي شيت”، بلدة الموسوي…..
اما في الوسط المسيحي فقد نشطت الدعوة الى مقاطعة الانتخابات ورفض الوجوه الكالحة التي يفرضها الحزب على اهل المنطقة (اميل رحمه ومروان فارس، وهما وديعتان سوريتان بامتياز). كما اعلن حلفاء للحزب (امثال البير منصور) عن استيائهم من الامر…..
وفي الوسط السني، كان الارتباك سيد الموقف اذ أخذ الحزب ودائع سورية اخرى مثل العميد وليد سكرية (رغم احتجاجات اخيه النائب السابق اسماعيل الذي لم يرق له الغدر ولا الاسلوب الذي استخدم لاستبعاده، وهو يعتقد ان الامر له علاقة بالحملات التي خاضها ضد مافيات الدواء ومعظمها مرتبط بضباط سوريين، كما ان الحزب له ايضا مصالحه الكبيرة في هذا المجال)، وكامل الرفاعي النائب السابق لدى الحزب والذي صار اليوم وبقدرة قادر، عضوا في “جبهة العمل الاسلامي” لصاحبها “فتحي يكن” احد ابرز رموز التنظير للقاعدة…….
امام هذا المشهد اللاأخلاقي الفاقع في استهتاره بكرامة وبمشاعر اهل المنطقة، تصاعد الغضب على “الحزب” و”الحركة” وهما يحكمان المنطقة دون منازع او شريك ولم يبذلا ولا حتى واحد على مئة مما بذلوه لانماء الجنوب، رغم تشدقهم بان البقاع خزان المقاومة……. والسؤال الكبير الذي يطرحه اهل البقاع هو لماذا؟ لماذا معاملة البقاع واهله بهذه الطريقة؟
على مقلب اخر، لا يبدو ان جماعة “المستقبل” في وارد الاستفادة من ارتباكات الحزب ومن الوضع في البقاع ، او انهم لا يعرفون كيف يخوضون المعركة بسبب كل النتاقضات التي تركوها تتفاعل في الجسم السني عموما والبعلبكي خصوصا. وهم اليوم يدفعون الثمن، اذ يبدو للعيان عجزهم عن مجرد تشكيل لائحة في بعلبك الهرمل بعد عجز مستديم عن العمل السياسي الوطني الواضح والشفاف مع الديمقراطيين والمستقلين الشيعة في لبنان وفي البقاع الشمالي تحديداً…. وهذا كلام آخر له علاقة بقوى 14 آذار مجتمعة ومتفرقة وبضرورة قيام مراجعة جدية وعميقة للمرحلة وادواتها وسياساتها وشعاراتها…..