تسود مناطق الجنوب منذ بداية السنة حال من التسيب الأمني بصورة لم يعتد عليها الجنوبيون من قبل، إذا ما استثنينا الحدة الأمنية التي كانت واقعاً يفرضه الإحتلال الإسرائيلي في السابق.
ويتعرض سكان البلدات الجنوبية من وقت إلى آخر لحملات تأديبية، لا توفر النساء والأطفال والشيوخ، تشنها عناصر حزبية غرضها، علاوة على التأديب والقصاص، ترهيبُ كافة فئات المجتمع الجنوبي، قبل أن تسول لأحدهم نفسه الإعتراض أو الإحتجاج على أمر ما، أو حتى مجرد التفكير بذلك.
وتتنقل “الخناقات” في البلدات الجنوبية كما تتنقل النار في الهشيم. و يكاد لا يمر يوم دون أن تُسجل فيه حادثة أمنية تبدأ بمشادة كلامية وتتطور إلى عراك بالأيدي وضرب بالعصي والسكاكين وتنتهي أحيانا بإطلاق الرصاص.
انفجرت “الخناقات الأهلية”، في بداياتها، بين أنصار “الحليفين” (حركة أمل وحزب الله) غير المتكافئين عسكريا وتنظيميا وجماهيرياُ، لتكون الغلبة الطبيعية في المواجهات العرضية بين الحليفين ظاهرا المتناحرين ضمناً لصالح فريق “الغالبون”، ما جعل “الحزبيين” يزدادون غطرسة و”الحركيين” إحباطا! والملاحظ أن جمهور حركة أمل في الجنوب يعاني من تسلط فوقي يمارسه ضده عناصر حزب الله، كونه جمهوراً يتيماً غير متابَع من قيادته، التى حصرت اهتماماتها كليا بمغريات السلطة والجاه ومستلزماتهما، فأضحى هذا الجمهور ضحية قيادته وحليفها، ووقودا لصفقاتهما السياسية.
سكوت قيادات الحركة عما يتعرض له جمهورها فتح شهية “الحزبيين” على المزيد من الإنتهاكات وكسر الحرمات.
وما شهدته بلدة “عيترون” التي انطلقت منها شرارة المواجهات الأهلية خير دليل على ذلك، حين تعرض مواطن من البلدة مناصر لـ”حركة أمل” للضرب، لأنه كان يرتدي لباسا لم يعجب شباب الحزب! وأدى الإعتداء إلى سقوط عشرة جرحى طعنا بالسكاكين، وتعددت المواجهات والغرض واحد: استباحة كرامات “المختلفين” من أهل الجنوب وإن بقوة السلاح. فامتدت المواجهات إلى “العديسة” و”ربتلاتين” و”مركبا”، التي استعمل فيها جميع أنواع العنف الجسدي والمعنوي، كان مناصرو حركة أمل ضحاياها، حيث نالوا قسطا وافرا من الطعن بالسكاكين وشجّ الرؤوس والضرب المبرح وسيول الشتائم والإهانات التي لم توفر فتيات ووجهاء في البلدات الثلاثة. وأدت المواجهات فيها والتي استمرت حوالي أسبوع إلى سقوط عدد كبير من الجرحى ما زال بعضهم يتلقى العلاج حتى اليوم.
المواجهات في البلدات الآنفة الذكر كرّست بشكل نهائي هيمنة حزب الله على المناطق الحدودية وثبّتت سيطرته على كل متحرك فيها، مستبعدا حليفه من خارطة السيطرة الجغرافية والسياسية على هذه البقعة الحساسة، مستفرداً بما فيها من “خيرات” وقدرات وقرارات.
المتابع لاندفاعة عناصر “حزب الله” لتأديب جمهور “حركة أمل” في الجنوب لا بد له من ملاحظة أمر في غاية الأهمية، وهو أن “الحزبيين” يكرّون على الحركيين بعد كل “تسريبة” من “ويكيليكس”، فيدفع هذا الجمهور ضريبة غدر قيادته بحليفها بينما تبقى القيادة بمنأى عن الإنتقام!
سكوت قيادة “حركة أمل” عن التنكيل بجمهورها، وكذلك سكوت السلطات القضائية والأمنية الرسميةعما يجري في مناطق الجنوب، وربما تواطؤ بعضها في ما يحصل، فتح شهية “الغالبون” لإستئناف منطق الغلبة على كل شرائح المجتمع الجنوبي، فنال المستقلون واليساريون والشيوعيون نصيبهم أيضا.
فالإشتباكات “الكحولية” التي تنقلت بين مناطق مرجعيون والنبطية وما زالت تظهر نزوع حزب الله نحو إلغاء أي آخر يختلف عنه، فكرا وأسلوبا وعقيدة، مهما كان حجمه وثقله، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى تعكس قلقا داخليا لديه من إحتمال اتساع رقعة “المختلفين” وخشية من تحولهم مستقبلا إلى “مخالفين”! فلا مناص إذا ,من القمع ووأد الحريات وكتم الأصوات. وما حصل في بلدة “عدلون” في ساحل الزهراني، في ذكرى انطلاقة “جبهة المقاومة اللبنانية”، ليس سوى دليل آخر على خوف “الجني” من رائحة “الأنس”، كما تروي الأساطير.
في “جبشيت” ضربوا “الرابط”!
سلاح “الأمر الواقع” الذي يعيث فسادا في مناطق الجنوب فاسد هو الآخر. ووليمة الذئاب لا تنتهي بالتهام الفريسة فحسب. فقد تنقض الذئاب لالتهام بعضها! وهذا ما حصل في بلدة “جبشيت“، معقل حزب الله، حيث دب خلاف على ثلاث حلقات متتالية، سببه استبداد “الرابط” الحزبي وتحكمه بكل مفاصل الحياة في البلدة، الأمر الذي خلف كثيرا من الإستياء في نفوس عدد من شبان الحزب والأهالي، فاندلعت المواجهات وقام المعترضون بضرب “الرابط” وأنصاره وتكسير سيارة رئيس البلدية، وتوعدوا بمزيد من التصعيد في حال لم تتحرك القيادة العليا لوضع حد لما يحصل من تجاوزات.
الجنوب صار غارقا حتى أذنيه بالأحادية ومشهد “التشبيح” آخذ بالتوسع في جميع أرجائه. وسلاح الأمر الواقع بات الحاكم الفعلي والمتحكم الوحيد بمفاصل الحياة فيه. ولم تعد مسألة الإحتكام إلى منطق “الرصاص” تشكل حرجا لحاملي الرصاص عند أي إشكال يقع، أو أي عملية سطو على مشاع وأملاك وأوقاف أو حتى فساد في الدوائر الرسمية، والبقية تأتي…
في الجنوب: إرهاب على وقع “الويكيليكس”!
كيفك يا فارس
في الجنوب: إرهاب على وقع “الويكيليكس”!
ويتصرف ميشال سليمان كأنه في ومن بلد غريب. لا كلمة ولا مبادرة. ربما لذلك أوتيَ به رئيساً بالتحديد: كي يكون مومياء صماء بكماء. لكن هل هذا يحصنه ضد ملاحقات قضائية يوماً ما يكون فيه الفلتان المنظّم قد تسبب بقتبى وجرحى بأعداد لا تُتحتمل؟
في الجنوب: إرهاب على وقع “الويكيليكس”!
تقول: “عشرات الشباب المدمنين على المخدرات في جبشيت وحاروف”!!
ولو!! بالعشرات! أمس كنا أشرف الناس اليوم أصبح المدمنون بالعشرات؟ ومن المسؤول عن تهريب المخدرات؟ ومن يحميه؟
في الجنوب: إرهاب على وقع “الويكيليكس”!
في جبشيت ضربوا الرابط واعتدوا على رئيس البلدية وهما من الحزب بسبب اعتقال عشرات الشباب المدمنين على المخدرات في جبشيت وحاروف
في الجنوب: إرهاب على وقع “الويكيليكس”!
المهم في الموضوع ان الحزب حين اعطى لكوادره امر الاستيلاء على البلديات فانما كان يحضر لاعطائهم فتات المائدة من النهب والاحتيال فيتسلون بالاوقاف والمشاعات ووضع اليد عليها والتقاتل حولها مع جماعة امل فيما القيادات في الضاحية ترتع بالمليارات..فالحزب لم يعد يستطيع تأمين نفس معدل ومستوى الرواتب والمساعدات لانصاره فكان لا من الاستيلاء على موارد الدولة ووضع اليد عليها بواسطة الميقاتي والاستيلاء على البلديات في الجنوب والبقاع..والمستقبل سيكشف المزيد عن هذه الصراعات في القرى حول الاوقاف والمشاعات والبلديات