بغداد (رويترز) – قال مسؤولون عراقيون إن مسلحين مجهولين قتلوا ما لا يقل عن 40 جنديا وموظفا حكوميا سوريا يوم الاثنين أثناء توجههم إلى بلادهم بعد فرارهم من تقدم لمقاتلي المعارضة السورية الأسبوع الماضي.
وكان حوالي 65 جنديا ومسؤولا سوريا سلموا أنفسهم للسلطات العراقية يوم الجمعة بعدما استولى مقاتلون من المعارضة على الجانب السوري من معبر اليعربية.
وقال مسؤول عراقي كبير لرويترز إن السلطات العراقية كانت تنقل السوريين إلى معبر حدودي آخر ناحية الجنوب في محافظة الأنبار معقل السنة في العراق عندما نصب المسلحون كمينا لقافلتهم. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم.
وأبلغ المسؤول رويترز “وقع الحادث في عكاشات عندما كانت القافلة التي تقل الجنود والموظفين السوريين في طريقها إلى معبر الوليد الحدودي.”
وأضاف “نصب المسلحون كمينا وقتلوا 40 منهم إلى جانب بعض الجنود العراقيين الذين كانوا يحرسون القافلة.”
وقال حكمت سليمان عيادة عضو مجلس محافظة الأنبار إن عدد القتلى بلغ 61 قتيلا من بينهم 14 عراقيا كانوا يحرسون القافلة. وأشار إلى أن حوالي 12 شخصا آخرين أصيبوا بجروح ويتلقون العلاج في المستشفى.
ويبرز نصب الكمين داخل العراق مدى احتمال امتداد الصراع السوري المستمر منذ نحو عامين بصبغته الطائفية إلى خارج حدودها واستدراج الدول المجاورة إليه وزعزعة استقرار منطقة مضطربة بالفعل.
وتشهد محافظة الأنبار العراقية مظاهرات متكررة ينظمها السنة اعتراضا على حكومة رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي بسبب ما يعتبرونه تهميشا لأقليتهم وإساءة استخدام قوانين مكافحة الإرهاب ضدهم.
ويقاتل المعارضون السوريون ومعظمهم من السنة للإطاحة بحكومة الرئيس بشار الأسد التي يسيطر عليها العلويون الذين تنبثق طائفتهم عن الشيعة.
وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 70 ألف شخص قتلوا في سوريا بينما فر نحو مليون آخرين من البلاد.
لماذا دخلوا إلى “الرقة”؟
وفي خطوة قد تشكل خطرا جديدا على ملايين السوريين الذين فروا من منازلهم ولكنهم لم يغادروا البلاد دخل مقاتلو المعارضة يوم الاثنين إلى مدينة الرقة التي باتت تعرف باسم “فندق” البلاد بعد فرار آلاف الأسر النازحة إليها.
وناشد سكان المدينة الشمالية التي يقطنها نصف مليون شخص من مقاتلي المعارضة عدم دخول المنطقة المركزية المزدحمة خشية أن تستهدف طائرات الأسد الحربية ومدفعيته المناطق السكنية.
وقال (المرصد السوري لحقوق الإنسان) المرتبط بالمعارضة ومقره بريطانيا إن جبهة النصرة الإسلامية وبعض جماعات المعارضة الأخرى شنت الهجوم يوم السبت وإن أجزاء واسعة من الرقة تخضع لسيطرة المعارضين الآن.
وأظهرت صور التقطها نشطاء من المعارضة موقع حراسة تشتعل فيه النيران ورجالا يمزقون صورة للأسد وتمثالا ساقطا على الأرض لوالده الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي تولى السلطة عام 1970.
وأظهر مقطع مصور نشرته جماعات معارضة على الإنترنت سجنا مهجورا في منطقة وصفوها بوسط المدينة الواقعة على مسافة 160 كيلومترا شرقي حلب.
وتنقسم القوى الدولية بشأن سوريا حيث تدعم روسيا وإيران حليفهما التاريخي الأسد بينما تأخذ الولايات المتحدة ودول الخليج السنية صف المعارضة.
ويعتقد على نطاق واسع أن السعودية وقطر تمدان المعارضين بالسلاح لكن الولايات المتحدة تقول إنها لا تريد إرسال أسلحة خشية أن تقع في أيدي الإسلاميين المتشددين الذين قد يستخدمونها لمهاجمة أهداف غربية.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري هذه المخاوف يوم الاثنين. وكان كيري قال الأسبوع الماضي إن واشنطن ستقدم إمدادات طبية وغذائية مباشرة إلى المعارضين.
وقال كيري في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في الرياض انه “ليس هناك ضمان على عدم وقوع سلاح أو آخر في الأيدي الخطأ في وقت من الأوقات.”
وأضاف “صدقوني.. لا يفتقر الأشرار للأسف إلى القدرة على الحصول على الأسلحة من إيران أو حزب الله أو روسيا وهذا ما يحدث.”
وقال وزير الخارجية السعودي إن المملكة ستبذل قصارى جهدها لتوفير المساعدات والأمن للسوريين دون أن يؤكد إمداد مقاتلي المعارضة بالسلاح.
في “الأنبار” العراقية: مقتل ٤٠ جندياً سورياً أثناء إعادتهم لبلادهمسؤال لا بد من طرحه للحاضر وللمستقبل أيضا حتى لا تضيع دماء السوريين هدرا : من قتل الجنود السوريين في العراق الاثنين 4 / 3 / 2013 .. وسط الصخب والضوضاء وتبادل الاتهامات ، وعلى وقع شلال الدم المسفوك ظلما على الأرض السورية ، مرّ عابرا نبأ مقتل اثنين وأربعين جنديا سوريا على الأرض العراقية ، كانوا في عهدة قوات المالكي ، وتحت حمايته وحراسته ؛ مر النبأ عابرا فتجاهله الرأي العام الدولي والإقليمي ، كما تجاهله بشار الأسد الذي يزعم أن هؤلاء الجنود جنوده ، وأن هذا الشعب الذي ينتمون… قراءة المزيد ..