اشارت معلومات الى ان المبادرة التي أطلقها الرئيس سعد الحريري، بدأت تعطي ثمارها على مستوى تحريك الجمود في ملف الشغور الرئاسي. خصوصاً ان الحريري أبدى تصميما على المضي في مبادرته الى النهاية وصولا الى ملء الفراغ الرئاسي في اقرب فرصة، مستندا الى دعم دولي وعربي للمضي قدما في انتخاب رئيس للجمهورية- وذلك في معزل عمن سيكون الرئيس.
وأضافت المعلومات ان مبادرة الحريري حركت المياه الراكدة في الوسط السياسي المسيحي، حيث تنشط اتصالات لم يُعلن عنها بعد من اجل عقد اجتماع مسيحي في الصرح البطريركي، يحضره قادة الاحزاب المسيحية والنواب والوزراء، من اجل بحث مسألة الشغور الرئاسي، وافضل السبل للخروج من هذا المأزق بقرار جامع يصدر عن المجتمعين.
وأضافت ان مبادرة الرئيس الحريري وضعت المسيحيين امام مسؤوليتهم التاريخية، في ضرورة ملاقاة اي مسعى جدي لانتخاب رئيس للجمهورية، مع انهم هم أصحاب المصلحة المباشرة في إنتخاب الرئيس. وان دورهم لا يجب ان يقتصر على ممارسة حق النقض (الفيتو) في وجه اي مرشح سواء من دائرة ما يسمى “القادة الاربعة الاقوياء”، او من خارج هذه الدائرة.
وتشير المعلومات الى ان راعي ابرشية بيروت المارونية المطران بولس مطر يضطلع بدور مواكبة هذه الاتصالات، وحثّ القوى المسيحية المختلفة على الإجتماع في الصرح البطريركي، بالتعاون مع نواب من التيار العوني ومن القوات اللبنانية.
مرشّح من خارج “الأربعة”
مصادر سياسية في بيروت اعتبرت ان قناعة تولدت لدى ما يسمى “القادة الموارنة الاربعة” بأن هناك استحالة لوصول أي من بينهم الى قصر بعبدا، خصوصا في ظل التعقيدات المتشابكة التي تعصف بالجوار اللبناني وتحديدا في سوريا، وعدم اتضاح أي افق قريب لحل النزاع الدائر في سوريا، وان انتظار توضح طبيعة هذا الصراع قد تطول الى اجل غير محدد. وتاليا إن استمرار الفراغ في سدة الرئاسة سينعكس سلبا على لبنان على المستويات كافة، خصوصا على موقع ودور رئاسة الجمهورية، التي أقر اتفاق الطائف ان شاغلها هو حصرا من الطائفة المارونية. وتاليا فإن هناك بداية اقتناع لدى المعترضين على ان الرئيس يمكن ان يكون من خارج تصنيف بكركي.
“حزب” إيران لم يعطِ برّي “فيزا” لزيارة السعودية!
تزامناً، ذكرت معلومات في بيروت اليوم ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري اعتذر عن تلبية دعوة رئيس مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية بعد ان كان وعد بتلبيها، مضيفة ان حزب الله، وبعد ان سمح لبري بتلبية الدعوة، تراجع عن موافقته، لان الحزب يريد ان يفاوض المملكة العربية السعودية ومن خلفها الرئيس الحريري، مباشرةً، وليس بوساطة لا النائب سليمان فرنجيه ولا حتى الحليف الابرز للحزب، الرئيس نبيه بري.
واعتبرت المصادر السياسية في بيروت ان حزب الله يريد ان يحصل هو على مكاسب التفاوض مع العربية السعودية والحريري. والسبب هو أن دور الحزب الاقليمي الى تراجع بعد دخول روسيا المباشر ساحة القتال في سوريا، وتراجع الدور الايراني، وما يُشاع عن بداية انسحاب قوات النخبة من الحرس الثوري الايراني من سوريا بعد الخسائر الجسيمة التي منيت بها.
وهذاـ فضلا عن ان روسيا لا تريد شركاء لها في نفوذها في سوريا، بل هي تضمن مصالح الجميع ومن ضمنهم المصالح الايرانية، ما يعني عمليا سحب جميع الاذرع الايرانية من سوريا، ومن ضمنها حزب الله.