لن يكون روبرت فورد أول مسؤول يستقيل “يأساً” من سياسة أوباما السورية. فقد سبقه السفير “فردريك هوف”، كما أن خروج السيدة كلينتون كان في أحد جوانبه تعبيراً عن خلافها مع الرئيس أوباما حول سياسته السورية.
الجديد في الموضوع هو أن وزير الخارجية كيري محبط جداً وقد وصل، بدوره، إلى قناعة بأن سياسات أوباما في سوريا غير مجدية، وعاد إلى مواقف تبدو أكثر تصلّباً خلال الأيام الأخيرة. كيري أدرك مؤخراً أن روسيا لن تقدّم “رأس الأسد” للإدارة الأميركية!
وربما كان ذلك مؤشراً إلى قرب حدود تغيير أساسي في سياسة أوباما السورية.
الرئيس أوباما بات “معزولاً” حتى داخل إدارته نفسه، وقد ترغمه هذه التطوّرات على قبول تغيير نحو “التشدّد”!
الشفاف
*
واشنطن (رويترز) – قال مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون يوم الثلاثاء إن السفير الأمريكي لدى سوريا روبرت فورد سيتقاعد من منصبه في نهاية الشهر.
وكان فورد الذي يتحدث العربية بطلاقة ساعد في المفاوضات مع جماعات المعارضة السورية لتنضم إلى المحادثات في سويسرا الشهر الماضي سعيا إلى إنهاء الحرب الأهلية التي مضى عليها قرابة ثلاثة أعوام في سوريا.
ولم يتضح على الفور سبب تقاعد فورد. ورفضت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية التعقيب على سؤال هل يعتزم فورد التقاعد.
وكان فورد قضى الأشهر الماضية في تركيا وأماكن أخرى في المنطقة لإقناع جماعات المعارضة السورية بحضور محادثات السلام ومثل الولايات المتحدة في الجولة الأولى من المحادثات التي تساندها الأمم المتحدة والتي اختتمت في جنيف يوم الجمعة.
وقالت عدة مصادر إنه كان من المتوقع أن يصبح فورد سفيرا للولايات المتحدة لدى مصر لكن مسؤولين حكوميين مصريين رفضوا لأنهم رأوا إنه قريب جدا من الأحزاب الإسلامية في الشرق الأوسط.
وقال مسؤول سابق بوزارة الخارجية طلب ألا ينشر اسمه إنه بحسب فهمه فإن الحكومة المصرية أوضحت أنها لا تريد أن يأتي فورد إلى القاهرة ليعمل سفيرا للولايات المتحدة.
وحسب الممارسات الدبلوماسية المعتادة يكون هناك “توافق” يفاتح فيه بلد ما في العادة بلدا آخر قبل أن يرسل سفيرا إليه وذلك لضمان أن يحظى اختياره بالقبول. وقال المسؤول الأمريكي السابق الذي تحدث إلى مسؤولين مصريين في هذا الموضوع إنه في هذه الحالة لم يصل ترشيح فورد حتى إلى هذه المرحلة.
وأضاف المسؤول قوله “المصريون لم يكونوا يريدونه. وحسب فهمي كان هناك استفسار غير رسمي قبل أن يطلبوا الموافقة. وهم لم يطلبوا الموافقة لأن جس نبض (المصريين) بشكل غير رسمي أظهر أنهم غير راغبين فيه.”
وأضاف قوله “ما فهمهته من الجانب المصري هو انهم أحسوا أنه ساعد على إذكاء الاضطرابات في سوريا بمساندته المتمردين وأنه يحظى بالقبول لدى الإسلاميين.” وقال المسؤول السابق إنه يختلف تماما مع ذلك الرأي.
وتمر مصر بحالة من الاضطراب منذ الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في عام 2011 والتي أعقبها الإطاحة بالرئيس الإسلامي المنتخب محمد مرسي على ايدي الجيش في يوليو تموز الماضي.
كان فورد الذي عمل أيضا في العراق والجزائر وقام بمهمة في السفارة بالقاهرة قد غادر سوريا في اكتوبر تشرين الأول 2011 بسبب تهديدات لسلامته. وغادر دمشق بعد ذلك باربعة أشهر بعد أن أوقفت الولايات المتحدة عمليات السفارة مع تدهور الوضع الأمني في سوريا.
وفي مايو/آيار عام 2013 عبر فترة قصيرة إلى شمال سوريا للاجتماع مع زعماء المعارضة وكان أرفع مسؤول أمريكي يدخل سوريا منذ بدء الحرب الأهلية.