أثيرت في الايام الماضية قضية بيع أدوية فاسدة ومنتهية الصلاحية لمرضى السرطان في “مستشفي رفيق الحريري الحكومي” في بيروت، وبدأت سلسلة الاتهامات تطال هذا الموظف وذاك، والقيت احكام الاعدام عبر مواقع التواصل الاجتماعي على الصيدلانية “منى بعلبكي”، التي قيل إنها تورطت في هذه الفضيحة، إضافة الى الزج بإسم الطبيب “رهيف جلول”، عضو منسقية تيار المستقبل بالفضيحة.
المعلومات تشير الى ان الفضيحة تعود الى العام 2008، وليست حديثة العهد، وان الصيدلانية البعلبكي تم إيقافها عن العمل في حينه، في حين ان الطبيب رهيف جلول لا ناقة له ولا جمل بالفضيحة!
لكن، لماذا أعيد فتح الملف اليوم؟
حسب معلومات مصادر على صلة وثيقة بالملف ان إثارة الفضيحة ناجم عن خلافات داخل حركة “امل”، التي يقع المستشفى في نطاق سيطرتها، وأنه بعد عزل رئيس الحركة الرئيس نبيه بري مرافقه الشخصي، العميد المتقاعد، “يوسف دمشق”، المعروف ب “أبو خشبة”، بدأت تطفو الى السطح فضائح لا يعرف أسرارها سوى القليل من المتورطين والعاملين على طمس معالمها.
وتشير المعلومات ان الرئيس بري، الذي يعمل على نقل الكثير من إهتماماته ومشاغله الحزبية لنجله عبدالله، قرر عزل مرافقه الشخصي، بناء على طلب نجله، الذي بدأ تشكيل فريق عمله. وعلى رأس هذا الفريق شقيق امين عام حزب الله، الذي تمت ترقيته من مسؤول عن منطقة محدودة ليصبح اول المقربين من عبدالله بري.
المعلومات تشير الى ان هذا الامر أثار حفيظة “ابو خشبة”، وهو العارف بالكثيرمن بواطن الامور وخفاياها داخل “حركة امل”، خصوصا ان عزله ترافق مع حملة تشويه لعلاقته الوثيقة بالرئيس نبيه بري تضمنت انه استولى على كمية كبيرة من الاموال، وأنشأ ثروة شخصية مستفيدا من علاقته بالرئيس بري، واقتطاعه منطقة الشياح في ضاحية العاصمة، لحسابه، وفرض همينته عليها.
وتشير المعلومات الى ان شقيق احد الوزراء الذين تعاقبوا على وزارة الصحة، هو المتورط الاول في هذه الفضيحة، وان هذا الاخير كان يبيع ادوية السرطان المقدمة من وزارة الصحة في منزله! وان هذا الامر بقي طي الكتمان بعد انكشاف الفضيحة في حينه، وتمت لفلفة الموضوع، والقيت الملامة على الصيدلانية البعلبكي، التي لم تُحاكم على تورطها بل تم وقف رخصتها لمزاولة المهنة لمدة ثلاث سنوات، غادرت بعدها الى المملكة العربية السعودية حيث تعيش هناك وتعمل منذ أكثرمن خمس سنوات، وفي يقينها ان القضية انتهت.
اما عن الزج باسم الطبيب رهيف جلول، فهذا ما قامت به “محطة الجديد” التلفزيونية لابعاد الشبهة عن المتورط الرئيسي في الفضيحة، ومحاولة القاء اللوم على “تيار المستقبل”، وتحميله المسؤولية الاخلاقية الجرمية عن هذه الفضيحة، في محاولة من المحطة لطي صفحة الخلاف مع الرئيس نبيه بري، ليسمح لها بالبث من جديد في المناطق المحظورة عليها، والتي تخضع لسيطرة الثنائي الشيعي، خصوصا ضاحية بيروت الجنوبية والبقاع والجنوب.
المعلومات تشير الى ان فضيحة الادوية منتهية الصلاحية، قد لا تكون الاخيرة التي يتم إماطة اللثام عنها بعد عزل “أبو خشبة”.
فهل يتم تدارك الامر وتبقى فضائح اخرى قد تكون ادهى طي الكتمان ليلفها النسيان؟