هل تذكر السيدة الأنيقة كيف قام “قريبها” عاطف نجيب بتعذيب أطفال “درعا”، وأعمارهم كانت دون ١٢ سنة، فكانت الشرارة التي فجّرت الثورة في سوريا؟
*
دبي – «العربية نت» – بدأت فاطمة مسعود الأسد، أم سليمان هلال الأسد، المتهم بقتل الضابط في الجيش السوري العقيد حسان الشيخ، بتنفيذ تهديدها بفضح العائلة، بعدما تسرّبت أنباء كثيرة عن لومها وإبعادها عن أسرتها.
وكان سليمان قتل الشيخ بدم بارد أمام عائلته بسبب خلاف على أفضلية المرور في اللاذقية، التي خرجت منها احتجاجات وأصوات شعبية وسياسية من أبناء الطائفة العلوية، موالية للنظام، تطالب الرئيس بشار الأسد بعدم السماح بهذا النوع من الممارسات التي تسيء إلى ضباط الجيش الذين يقاتلون الجماعات المعارضة.
ويبدو في رسالة على صفحة فاطمة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» يعود تاريخها إلى العاشر من هذا الشهر – وهذا غريب كونها لم تحدّث صفحتها حتى السادسة من فجر أمس – أنها مبعدة عن تفاصيل مشكلة ابنها، وأن ثمة من يلقي باللوم عليها، وأنها حاولت معالجة سليمان من «إدمانه» إلا أن ثمة من منعها.
ويظهر في الرسالة أن فاطمة تحمّل عائلة الأسد المسؤولية الكاملة عن المصير الذي وصل إليه ابنها سليمان، وذلك في قولها: «كفاكم اختباء وراء أصابعكم الخاطئة، وإن عجلة الأيام ستدور لتقف عندكم وتحاسبكم».
وحاولت الأم أن تبرّر موقفها من قضية ابنها، وأنه فلذة كبدها، كما قالت، إلا أنها ألمحت إلى أنها مع عودة «الحق لأصحابه» بوجه من «يدّعون أنهم أهله وأصحابه».
وأكد بعض أبناء منطقة القرداحة في اللاذقية، مسقط رأس الرئيس، أن فاطمة لجأت إلى عدد من الفاعليات من عائلة زوجها، وبعض مسؤولي النظام، إلا أنها لم تجد ما يلبّي طلبها، بحل «قصة سليمان»، وأنه لا يمكن لها كأم أن تكون «أرملة بطل وأمّ مجرم في الوقت نفسه»، نظراً لكونها زوجة هلال الأسد، القائد السابق لما يسمى «الدفاع الوطني»، والذي قتلته المعارضة في وقت سابق.
وتسرّبت أنباء أن فاطمة تعيش حالة من «التوتر والعصبية والانهيار» بسبب إشاعات عن أن ابنها سليمان قد يعدم في «محاكمة سريعة» إنقاذاً لآل الأسد من «أكبر ورطة في تاريخهم»، وأنها (فاطمة) هدّدت بفضح «الجميع» إذا ما تأكد إعدام ابنها، خصوصاً أن «في العائلة من قتل أكثر من ابني، فلماذا سيذهب سليمان كبش فداء؟».
وعلم في هذا السياق، أن فاطمة، عقب القبض على ابنها، احتجبت عن الأنظار وأقفلت هاتفها الخاص واختفت عن المنطقة ولم يعثر لها على أثر حتى الآن، خصوصاً أن وسائل الإعلام لم تنقل أي خبر عنها في تعزية أهل الضابط القتيل، ما فُهِم منه «رفض أهل القتيل لتعزيتها» كونها أم القاتل.
وذكرت المصادر أن فاطمة غير «قادرة على زيارة أهل القتيل» مخافة أن يتم اعتراضها من قبل «بعض المشاغبين أو المحتجين» ومخافة أن تتعرض «لموقف يحرجها عند أهل القتيل»، لذلك ألمح البعض إلى أن الأم في حالة «اختفاء تكتيكي» ريثما يتم ترتيب القضية، وما إذا كان أهل القاتل سيقبلون «الدية» قبل النطق بالحكم، أم بعده، أو ما إذا كان سيتم «التدخّل منذ البداية» عبر تغيير الشهادة التي أقرها شقيق القتيل لوسائل الإعلام بأن سليمان هو الذي أطلق النار على الشيخ.وووضعت فاطمة على صفحتها في «فيسبوك»، صورة لزوجها هلال وسط مجموعة من العناصر والدبابات، حيث برز القصد بأنه تذكير «أهل المنطقة بدور الهُمام» وهو لقب زوجها لدى النظام وبعض الموالين في منطقة الساحل.
هذا، في الوقت الذي زعمت فيه مواقع تابعة للسلطات الأمنيّة السورية، أن فاطمة تقدّمت باعتذار من عائلة الشيخ، «متبرئةً» من ابنها قائلة إنه «سبق وأطلق النار عليها» هي نفسها، ثم ثبت بطلان هذا «الاعتذار» المفبرك والبراءة المزوّرة، حيث لم تحمل صفحتها إلا تمجيداً بزوجها هلال.
الأنظار تتجه إلى أهل الضابط القتيل، الذين تنقل الأنباء توقّعها أنهم «بصدد التنازل» عن حقهم، فيما لو ثبت اتهام سليمان بقتل العقيد، أو التنازل مبدئياً عن حقهم الخاص، ليتبقى حق الدولة، أو ما يعرف بالحق العام. وفي هذه الحالة، لا يتم إنزال عقوبة الإعدام بالجاني، خصوصاً إذا ما تم الأمر عبر مبدأ «الديّة».
وتحركت أكثر من جهة في النظام ومن داخل الطائفة العلوية، للمطالبة باعتقال الكثير من المتهمين ليس في القتل فقط، بل بالسرقة والنهب في كل محافظات سورية، كرد على اعتقال سليمان، وكيلا يكون وحده في فضيحة «حرقت أصابع النظام» وكذلك كي «تبرُد» نار فاطمة، التي ترى «ظلماً واقعاً على أسرتها التي قدمت شهيداً دافع عن الوطن، هو زوجها هلال».
يذكر أن كل الترجيحات تشير إلى أن موقف الرئيس الأسد، قريب القاتل، هو بين «نار القانون»، التي لو طبّقها فـ «سيتآكل وهج العائلة في الساحل وعموم سورية» وبين «نار العائلة» التي لو جاملها ودافع عن صورتها، فسيكون آخر مسمار في نعشه كرئيس وكشخص، عندما يتهاون «بحق ضابط قتله قريبه غدراً» بينما يقدم الجيش القتلى تلو القتلى دفاعاً عنه وعن نظامه.
لكن في المقابل، كشف مصدر في فريق «8 آذار» اللبناني المتابع للأوضاع في سورية، لموقع صحيفة «النهار» اللبنانية الإلكتروني، أن الأسد «أعطى أوامره للجهات القضائية والعسكرية لمحاكمة نسيبه الشاب سليمان».
ويحوي سجل سليمان «رزمة» من الاعتداءات ومخالفة القوانين والتضييق على المواطنين، مستفيداً من اسم عائلته.
وذكر المصدر أنه سمع في الساعات الأخيرة من مسؤول سوري رفيع المستوى في دمشق أن«الرئيس الأسد لن يسكت عن هذه الجريمة، وأن سليمان سيحاكم على فعلته».
وسئل هل سيصل الأمر بالمحكمة إلى تنفيذ حكم الإعدام بسليمان؟ فأجاب: «ما علمته أن الموضوع أصبح في يد القضاء، وهو المخوّل باتخاذ الحكم المناسب. ولن يحظى سليمان بأي تدخّل حتى من الرئيس الأسد الحريص على تطبيق العدالة، وعدم تكرار هذه الجريمة في النيل من ضباط الجيش، الذين لا يقصّرون على مختلف الجبهات، في الدفاع عن سورية ووحدتها».
ونفى المصدر كل المعلومات التي ترددت أن سليمان الأسد هرب إلى إحدى البلدات اللبنانية.