ادرج منسق الامانة العامة لقوى 14آذار النائب السابق الدكتور فارس سعيد الجولة العربية لرئيس الحكومة سعد الحريري والتي شملت السعودية ودمشق اضافة الى عواصم عربية اخرى قريبا، في اطار استشراف الموقف العربي في كل العواصم قبل زيارته واشنطن في 24 الجاري كون لبنان راهنا يترأس دوريا مجلس الامن ومن الطبيعي ان يمثل وجهة نظر العرب اجمعين. وشدد على ان زيارة الرئيس الحريري الثانية لدمشق تندرج في هذا الاتجاه وليس في اي اتجاه آخر.
وردا على سؤال لـ”المركزية”عن تقدم العلاقات اللبنانية ـ السورية توقف سعيد عند الكلام الذي ورد امس في جريدة “السفير” نقلا عن الرئيس السوري بشار الاسد “الملفت والمقلق” في آن معا. وقال: الملفت هو ان يعطي رئيس جمهورية سورية العربية كلاما الى صحافي لبناني ينشر في الصفحة الاولى في صحيفة لبنانية وكأنه اختار تبليغ اللبنانيين وجهة نظره على صفحات الصحف وليس عبر القنوات الرسمية التي يجب ان تكون قائمة بين بلدين، فاذا قلبنا المشهد واخذ رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان على عاتقه او رئيس الحكومة سعد الحريري على عاتقهما اعطاء كلام مباشر عن الوضع الداخلي السوري الى احدى الصحف السورية، فهل سيكون هذا الامر ممكنا؟ وفي حال النعم هل ستعتبر سوريا ذلك تدخلا في الشؤون السورية الداخلية؟
اضاف: اما المقلق في كلام الرئيس الاسد فهو الايحاء باعادة تلزيم لبنان الى سوريا من قبل المملكة العربية السعودية ومن قبل مجمل دوائر القرار العربية والدولية.، محاولا من خلال هذا الايحاء بعث رسالة الى اللبنانيين بعودة سوريا ونفوذها الى لبنان وعلى جميع القوى السياسية اللبنانية التكيّف مع هذه العودة ، وكأن الحياة “برمت برمتها” من العام 2004 حتى اليوم كي نعود الى ما قبل التمديد للرئيس اميل لحود حين كانت سوريا تقرر الطقس وحال الطقس والاحوال الجوية في لبنان.
وسأل سعيد: هل الكلام الذي صدر من قبل الرئيس السوري يخدم فعلا المصالح اللبنانية ـ السورية المشتركة ويؤسس لمرحلة جديدة اردناها جميعا ان تكون مرتكزة على اقامة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين، وعلى حل الملفات العالقة من ترسيم الحدود الى ملف المعتقلين الى موقع لبنان وسوريا بموضوع الصراع العربي ـ الاسرائيلي؟ وكنا قد استبشرنا خيرا بحلها خلال زيارة الرئيس سليمان في صيف 2008 وزيارة الرئيس الحريري في 19 -12 -2009.
اضاف: ان ما ينتظره اللبنانيون من الرئيس السوري هو مراجعة نقدية لتجربة جيشه في لبنان وليس محاولة الايحاء بأن هذه التجرية كانت جيدة وبأنه يعود ونفوذه الى لبنان وعلى اللبنانيين ان يعودوا للالتصاق مجددا بالنظام السوري.
واعرب سعيد عن اعتقاده بأن كلام الاسد لا يخدم المصلحة اللبنانية ـ السورية المشتركة ويشكّل عند رأي عام واسع في لبنان “نقزة” وردة فعل طبيعية، آملا من الرئيس السوري في ان تستقيم العلاقات اللبنانيةـ السورية عبر القنوات الرسمية بين البلدين اولا، وعدم بعث الرسائل العلنية وكانه يريد القول بأن سوريا اصبحت قوة في العالم وعلى الجميع التكيف مع هذا المعطى الجديد.
واذ اعتبر سعيد ان كلام الاسد لا يؤسس لشراكة حقيقية، شدد على ان الشراكة الحقيقية كما تراها قوى 14آذار ترتكز اولا على ما ورد في وثيقة الوفاق الوطني في العلاقات اللبنانية ـ السورية، وترتكز ثانيا على فكرة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين والتي أتت بعد نضال طويل خاضه اللبنانيون من اجل تثبيت هذه العلاقات ،وثالثا من خلال حل الملفات العالقة بين البلدين عبر الحكومتين اللبنانية والسورية، ورابعا من خلال عدم تدخل اي من البلدين بشؤون الآخر الداخلية.
ورد سعيد على اتهام الرئيس السوري فريقا من اللبنانيين بأنه يعتبر نفسه فينيقيا وليس عربيا وقال:”تبرّع الرئيس الاسد باعطائنا دروسا في التاريخ عن اصل الفينيقيين، هذا الاتهام الموجه بشكل غير مباشر الى الفريق المسيحي في لبنان نردّ عليه قائلين: ان هذا الفريق نفسه هو الذي ترجم ارسطو وافلاطون وهوميروس في الشام وبغداد وهو الذي رفع راية التحرر فيه امام أول دخيل، وهو الذي يقول بأن فلسطين مفتاح الاستقرار في المنطقة وهو الذي ينخرط في المبادرة العربية للسلام ، والاصرار على اعطائه دروسا في التاريخ والجغرافيا لا يفيد في حل ازمة الثقة بينه وبين الرئيس الاسد.