هل هنالك عودة للدور المصري في شؤون المشرق بعد غيابٍ طويل، وبمواجهة التمدّد الإيراني والتحرّكات السورية؟
فقد انتقدت مصر ايران يوم الاثنين لقولها انها “دولة نووية” وحذرت من أن ذلك قد يدفع الى سباق تسلح نووي “محموم” في الشرق الاوسط.وقال وزير الخارجية أحمد أبو الغيط في بيان انه طالع “ببالغ الاهتمام” تصريحات الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد التي قال فيها ان الدول الغربية مدعوة لقبول ايران “كدولة نووية”.
وأضاف أبو الغيط أن “استحواذ بعض الدول على التكنولوجيا النووية السلمية… لا يعني بأي حال أن تدعي أنها دولة نووية اذ أن الدول النووية هي التي لها قدرات عسكرية.”
وتابع أن “التحدث عن القدرات النووية في الشرق الاوسط يمثل المزيد من التعقيد للوضع الراهن في المنطقة ويدفع دولها الى الدخول في سباق محموم للتسلح النووي وغيره وهو أمر مرفوض لما يرتبه ذلك من اخلال بالسلم والامن الدولي والاقليمي.”
وطالب وزير الخارجية المصري “بعض القوى الغربية” بإنهاء ازدواجية المعايير التي سمحت لدول بحيازة أسلحة نووية وتحاول منع دول أخرى. وطالب بالعمل بنفس الحماس والجدية “للضغط على اسرائيل لحثها على الانضمام لمعاهدة منع الانتشار النووي.”
وفي إطار الأزمة اللبنانية، عاد مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني من مصر، حيث التقى الرئيس مبارك والمسؤولين الدينيين في البلاد، وأمل اثر عودته “إنهاء الاعتصام الذي لا يجوز أن يفرض الحل في الشارع فضلا عن التهديد بتصعيده، الأمر الذي يقلق من لجوء طرف آخر إلى عمل مماثل يزيد من تفاقم الأزمة اللبنانية وتعقيدها، لذلك يجب على الجميع العودة إلى المؤسسات الدستورية، المكان الطبيعي للعمل السياسي الديموقراطي كما تقرر الدساتير وأنظمة العالم كله وانتظار الانتخابات النيابية في موعدها القانوني وكلمة الشعب فيها ونتائجها التي ستكون الحكم الفصل في كل هذه النزاعات”.
وصرح مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو بما يأتي:
“أنقذوا لبنان من المافيا. انقذوا لبنان من الذين يعملون على خطف لبنان ووضعه تحت السيطرة والنفوذ الايراني – السوري. انقذوا لبنان من الذين يخدمون اميركا واسرائيل، ونشر الفوضى البناءة على ارض لبنان.
منذ خطف الجنديين الاسرائيليين، ولبنان كله مخطوف لصالح القوى الايرانية – السورية التي أشاعت الخراب والدمار والانهيار الاقتصادي والضياع الاجتماعي والسياسي والاخلاقي على ارض لبنان.
النفوذ السوري يمثله رأس الدولة الذي ما زال يعطل مؤسسات الدولة كما يعطل مجلس النواب ويعمل على تعطيل الحكومة واصابتها بالشلل الكامل. أليس هذا اسلوب المافيا؟
تحت شعار الوحدة الوطنية ضربوا هذه الوحدة باستغلالها مذهبيا كما ضربوا الوحدة الاسلامية باستغلالها كشعار يغطون بها ممارستهم المذهبية. تحت شعار حكومة وحدة وطنية ضربوا الوحدة الوطنية وقسموا الشارع اللبناني ومزقوا الشعب اللبناني وأثاروا الفتنة الطائفية والمذهبية. يريدون نسف المحكمة ذات الطابع الدولي بافراغها من مضمونها القانوني والحقوقي لانقاذ بعض الرؤوس الكبيرة التي ارتكبت جريمة اغتيال الرئيس الحريري بجناحيها اللبناني والسوري.
انقذوا لبنان من المافيا. فقد تحول حزب الله الى اسلوب المافيا لفرض ارادته على الشعب اللبناني، فهو الذي كان شريكا اساسيا في الحكومة لمدة سنة ونصف السنة، والتي كانت نتيجة توافق وطني ووحدة وطنية. انقلب على هذه الحكومة وأثار مشكلة كبيرة في البلد تحت شعار حكومة وحدة وطنية جديدة.
يرفعون اليوم شعار التهديد باللجوء الى إغلاق طريق المطار وطريق الميناء والعصيان المدني، وهنا تتجاوز القضية القوانين التي تسمح بالتظاهرات الى ضرب لبنان والقيام بانقلاب ضد الدولة.
وهنا لا بد من أن تكون الدولة دولة بكل معنى الكلمة وان يقوم الجيش بدوره لمنع الانقلاب الذي تدبره المافيا في لبنان”.