في مقال الأسبوع الماضي ارتكبت خطأ وجب علي اليوم تصحيحه، فقد ذكرت أن الشيخ عبدالله بن حميد قام بإقناع الملك خالد بتعيين ابنه صالح بن حميد -رئيس مجلس الشورى الحالي- إماماً وخطيباً في المسجد الحرام، وقد كان ذلك مني خطأ فادحاً لأنني اعتمدت فيه على ذاكرتي ولم أتأكد من التاريخ إلا بعد أن قرأت تعليق أحد القراء.
وكنت أعتقد أن صالح بن حميد تولى الإمامة في حياة والده وفي عهد الملك خالد وأنه من المستبعد جداً في هذه الحال أن يجري ترشيحه من دون أي تأثير من والده الذي كان أحد أكبر علماء الدين في السعودية، وكان رئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيساً سابقاً لشؤون الحرمين: الحرم المكي والحرم المدني، وكان هذا خطأ آخر أعتذر عنه، فقد أصبح إماماً في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز بعد توليه الحكم بسنتين العام 1983 (1404هـ).
لكن هذا لايغير من حقيقة أن بعضاً من أئمة المسجد الحرام إنما وجدوا في عامل القرابة لا غير العامل الحاسم والرئيس في وصولهم إلى المنبر. إن أحد الأئمة العظام وهو الشيخ عبدالله خياط (1994/1415هـ) الذي قام بترشيحه للإمامة والخطابة في المسجد الحرام رئيس قضاة الحجاز عبدالله بن حسن آل الشيخ عام .1955 وكان عبدالله خياط صهراً لمحمد عبدالرزاق حمزة إمام وخطيب المسجد النبوي، ثم مساعد خطيب الحرم المكي، وقد توفي حمزة العام 1965[1]، ولكن من منا لا يصغي سمعه وتضطرب شغاف قلبه حين يستمع للقرآن بصوت الخياط؟ وإذا صح أن بعضاً من مؤذني المسجد الحرام أو المسجد النبوي إنما ورثوها أباً عن جد، وهذا مالا أعرفه وليس مستبعداً، فليس من أحد يشكك بأن مؤذناً لا يبلغ من السمو والصفاء وكأنما يحكي قصة عشق البشرية لخالقها مثل علي الملا حينما يرفل متبختراً بصوته ليلة السابع والعشرين من رمضان.
كيف لنا أن نقارن بين الخليفي وهو يتلو سورة البلد أوالتين، في صلاة المغرب عقب الإفطار في رمضان، وبين أئمة تشبثوا لسنوات طوالاً، أو آخرين رحلوا عن الدنيا ولا تكاد تجد رغم قرب عهدهم من يستذكر أسماءهم، أو يمتلك من الصبر والجلد ما يحمله على الإنصات خمس دقائق إلى قراءتهم، ولمن يصرون على أن الجميع من دون استثناء يتمتعون بأصوات فائقة العذوبة والجمال أن يقوموا بزيارة خاطفة لمراكز التسجيلات الإسلامية ويسألوا.
إن أسلافنا الأوائل قد انخرطوا في صراعات كلامية حول القرآن وهل اللفظ به مخلوق أم قديم، وإذا لم يكن مخلوقاً فهل الحبر الذي كتب به والصوت الذي ينطق به مخلوق أم لا، ويبدو اليوم أن البعض قد التبس عليه الأمر حينما خلطوا بين قدسية المكان وبين من يؤم الناس في هذه البقاع، ظناً منهم أن الأصوات والأعيان والأشخاص مقدسة أو أن حرمتها من حرمة المكان.
ألا يحق لنا أن نتساءل أين محمد أيوب؟ وعبدالودود حنيف؟
أنا ليس عندي طموح بأن أكون يوماً إماماً أو خطيباً في أي من المسجدين، لأنني لست متديناً، ولأنني قد أنسيت القرآن، ولأن صوتي لا يليق بقدسية المكانين، ولأنني قبل ذلك لست ممن يحق لهم هذا الطموح لأسباب ذاتية تعود إلى قناعاتي الفكرية، ولكن ماذا لو أن ابني الصغير لم يشأ أن يكون في مستقبله عالم كيمياء مثل أحمد زويل، ولا لاعب تنس عالمياً، ولا ممثلاً مثل مارلون براندو، ولا جراحاً مثل مجدي يعقوب، ولا موسيقاراً كبيراً مثل محمد عبدالوهاب، أو روائياً كبيراً مثل نجيب محفوظ؟
ماذا لو أن قدره انساق وفقاً لما تتمنى جدتاه من أبيه وأمه أن يكون أحد أئمة المسجد الحرام؟ ماذا لو أنه تنسك من صغره وحفظ القرآن في سن مبكرة، وكان له صوت يفوق جمال حنجرة ماهر المعيقلي إمام المسجد النبوي فضلاً عن صالح بن حميد وأسامة خياط والراحل عمر السبيل، ماذا لو أنه نذر نفسه لهذا الهدف وأضاع زهرة عمره سعياً وراءه، وانضاف إلى كل ذلك أنه أخضع نفسه لدورات مضنية لتعلم الخطابة ونال أعلى الشهادات في الشريعة؟.
أيرضى الله والعادلون من خلقه والحكماء منهم أن يجد أمامه طابوراً طويلاً لأشخاص، إنما العامل الرئيس لترشيحهم هو صلة القربى بإمام او خطيب؟ هذا آخر ماعندي والسلام.
الهوامش:
[1] راجع: كتاب ‘’لمحات من الماضي’’، عبدالله خياط ص233
– كاتب سعودي
للتواصل والحوار مع النقيدان:alngidan@yahoo.com
(عن جريدة “الوقت” البحرينية)
عن أئمة المسجد الحرام
رجال دعوة الشيخ هم فقط على الإسلام الصحيح ومن حاد قيد أنملة فقد هلك لذلك ليس
من المعقول أن تترك إمامة الحرمين الشريفين لغيرهم أومن سلك طريقهم وأقتنع به
شيوخهم ولقد كانت جميع المساجد لهم ولكن بعد أن تأصلت دعوة الشيخ منذ إ،شاء
دار التوحيد في الطائف وكلية الشريعة بمكة المكرمة ومعاهد آل الشيخ والتي توجت
بجامعة الإمام محمد بن سعود فرسخت رسوخ الطود سمح بعدها لبقية الفئات بالإمامة
إلا الحرمين الشريفين ولو توجت بمؤذن من مؤذني جامع الديرة لكملت الصورة
فهو أذان أقرب مايكون للأذان في عهد سيدي رسول الله والله الموفق .
عن أئمة المسجد الحرام
تمنيت وأنا أقرأ مقالك المنشور في صحيفة غير(سعودية)…أن تتطرق لموضوع حرمان أهل الحجازمن إمامة المسجدين(الحرام والنبوي)…وإقتصار هذا الشرف علي منطقة بعينها…وهذا بنظري المتواضع…(تنطع) لامبرر له…
فهل تفعلها؟؟؟
أتمني ذلك…وسأترقب مواضيعك…علك تلقي الضوء علي هذا الجانب المظلم بفعل فاعل!!!!
عن أئمة المسجد الحرام
عثرت عثرة في مقالتك السابقة لا تقيلك منها مقالتك هذه …..
أنا أعرف جيدا أنك تبني مقالاتك على انطباعاتك وظنونك…
وأعرف جيدا أنه إذا نصحك زميل لك نصيحة سياسية تكتب عنها مباشرة وتزعم أنه كان مدفوعا من الحكام والشيوخ وكأنك مالئ الدنيا وشاغل أوقات (الشيوخ)
وأعلم أنك تحاول أن تصنع لنفسك هالة عبر سجنك مرتين وكأنه لم يكن بسبب التفجير والقذف والتشهير
يا سيدي نصيحة لوجه الله :
إذا كنت حريصا جدا على أن تكون مفكرا وفيلسوفا ووووو فإن أول خطوة هي : الحقيقة
الحقيقة الحقيقة