كلام مصطفى عبد الجليل خطير. فهل يريد بعض ممثلي “الشيعية السياسية” أن تبقى قضية الإمام الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين على حالها، وأن يبقى الإمام الصدر “مُغيِّباً”؟ أي أن تبقى قضية الإمام بمثابة “قميص عثمان” للإستخدام السياسي؟
أم أن هنالك حقائق مزعجة عن اختفاء الإمام موسى الصدر في ذروة خلافه مع ممثلي الخميني، كما زعمت مصادر “شيعية” مراراً؟
كشف مصير الإمام الصدر ورفيقيه موضوع يهم كل اللبنانيين. وأيضاً، كشف الأسباب التي دعت القذافي لتصفيتهم، أو “الجهات” (إذا وُجِدت) التي طلبت منه استدراج الصدر لقتله!
في ردّها على عبد الجليل، تقول لجنةاللبنانية أن المطلوب “هو تحرير الإمام الصدر ورفيقيه”! فهل يصدّق آحد أن الإمام الصدر ورفيقيه ما زالوا على قيد الحياة حتى الآن، أي بعد سقوط نظام القذافي؟
أين الحقيقة؟
في تغطية لجريدة “المستقبل” اللبنانية، سلّط الرئيس السابق للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبدالجليل أضواء جديدة على ملف الإمام موسى الصدر، حيث أبدى استغرابه لـ”عدم إعلان النتائج النهائية عن مصير الإمام الصدر ورفيقيه”. وأكد عبدالجليل للزميل يوسف دياب على هامش مشاركته في مؤتمر “القانون الدولي وتطبيقاته على الأزمة السورية” الذي انعقد في اسطنبول، أنه “بعد إلقاء القبض على عبدالله السنوسي الذي كان رئيس المخابرات الليبية السابقة، كشف النقاب عن معلومات أفادت لجنة التحقيق اللبنانية بنتائج مهمة، وقد أخذت اللجنة اللبنانية عينات من جثث مشتبه بأنّها للإمام الصدر وزميليه، ولكن لم تعلن النتائج. هناك سؤال هل أنّ البعض في لبنان حريص على أن يبقى الإمام مغيباً؟، وهل هو حريص على إثبات وفاته؟”.
وعمّا يقصده من أنّ البعض في لبنان لا يريد معرفة حقيقة مصير الإمام الصدر ورفيقيه، أجاب: “عندما كنت رئيساً للمجلس الانتقالي الليبي، كنت مشرفاً على الملف، وقد ساورتني بعض الشكوك بأنّ بعض اللبنانيين لا يريد أن يُعلن مصير الإمام الصدر، أو لا يرى إعلان النتيجة التي تفضي إلى أنّ الإمام استشهد، إنّ الفريق الليبي الذي كان يتولى التحقيق بالملف، أسرّ لي بأنّ الجانب اللبناني لا يتعاون معنا بالشكل المطلوب، وهو متقاعس وربما لا يريد معرفة النتيجة، بل إبقاء الأمر على ما هو عليه الآن، إضافة إلى معلومات أخرى”.
وعندما سألته “المستقبل” عن مضمون هذه المعلومات وطبيعتها، اكتفى عبدالجليل بالقول: “كنت أمتلك هذه المعلومات بحكم موقعي السياسي، والآن تركت هذا الموقع وليس من حقي أن أفشي أسراراً الآن في عهدة مسؤولين غيري”.
ولجنة المتابعة تنفي: الليبيون أجروا فحصوصاً على جثة منصور الكيخيا!
نفت اللجنة اللبنانية الرسمية لمتابعة قضية اختفاء الإمام موسى الصدر ورفيقيه، صحة ما ورد في تصريحات الرئيس السابق للمجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، من أن هناك بعض اللبنانيين لا يريدون معرفة مصير الصدر وأن اللجنة اللبنانية المعنية لم ترد على الأدلة التي قدمها الليبيون.
وقالت اللجنة إن الأقوال المنسوبة إلى عبد الجليل في المقابلة المذكورة عارية عن الصحة من ألفها إلى يائها، إذ أن عبد الله السنوسي لم يفد اللجنة اللبنانية بشيء، ولم يتم اخذ عينات من ثلاث جثث بل إن الجانب الليبي هو من اخذ عينة جثة واحدة اشتبه البعض عن سوء نية أو خفة أنها تعود للإمام الصدر، لكن ثبت عدم صحة ذلك عبر فحص الـدي أن أيه الذي جرى في سراييفو في يوليو 2012 من قبل اللجنة الدولية التي اختارها الليبيون.
ولفتت اللجنة في تعميم إعلامي نشر اليوم إلى أن “الجانب اللبناني هو الذي اشتكى دائما من تباطؤ الليبيين غير المبرر، وقد وصلت الشكوى إلى عبد الجليل نفسه، عبر رسالة خطية من مرجعية لبنانية رفيعة معنية بالقضية، سلمه إياها القائم بالأعمال اللبناني آنذاك. وقد قام على أثرها عبد الجليل بإصدار تعليمات للقضاة الليبيين بالتجاوب مع مطالبنا، والكف عن المماطلة، و التوجه إلى سراييفو لملاقاة الوفد اللبناني هناك وقد أظهرت نتائج الفحص لاحقاً أن الجثة تعود لوزير الخارجية الليبي الأسبق منصور الكيخيا”.
وقالت:”لقد سبق لعبد الجليل أن أطلق تصريحات بخصوص هذه القضية ثم عاد عنها، لذا من المستغرب أن يوقع نفسه في الالتباس مجدداً، ومجرد العودة إلى أرشيف تصريحاته يبين حجم التخبط”.
ولفتت إلى أن السلطات الليبية الحالية مطالبة، على ضوء هذه التصريحات أن تعمل على تنظيم وتفعيل التعاون مع اللجنة اللبنانية الرسمية، بالسرعة اللازمة، لإثبات كل الأمور ودحض الأكاذيب والشائعات المغرضة.
وأكدت لجميع المعنيين في لبنان والعالم أن الجهات اللبنانية ذات الصلة توجه دائما بإتباع الأصول والتفرغ للقضية لإنجاز المطلوب، ألا وهو تحرير الإمام الصدر ورفيقيه، والتصدي لكل محاولات التزوير والتسوية.