أشعر بالذنب.. فأنا مستاءة وغاضبة من نفسي، بعد أن تبين لي أنني ظلمت ابنتي، وأنني أخطأت في حقها.. ولا أعرف كيف أحل هذا الإشكال الذي يعذب ضمير أمومتي. فقد أفتى الشيخ السعودي عبدالعزيز آل الشيخ بـ «أن الأنثى إذا تجاوزت العاشرة من العمر، أو الـ 12 فهي قابلة للزواج، ومن يعتقد أنها صغيرة فقد أخطأ وظلمها».
يا لطيف..! والعياذ بالله من الجهل والجهلاء، ها أنا بجهالتي أقع في الخطأ، إذ لطالما ظننت أن ابنتي ما زالت صغيرة على الزواج، لكن الواضح من كلام الشيخ «العليم بعلمه» أني ـ إضافة إلى خطئي ـ أصبحت ظالمة..!
ابنتي.. يا عالم، يا ناس، في الثانية عشرة من عمرها، وما زالت تلعب بالدمى، تهدهدها وتغطيها كي لا يصيبها المغص، وهي أيضا تحفظ الأناشيد وترقص بجسدها الصغير البريء، تنط فوق السرير، وتحاول أن تلبس أحذيتي ذات الكعب العالي، أعرف أنها تريد أن تكبر بأسرع وقت ممكن، بينما قلبي الضعيف يتمنى لو تبقى صغيرتي المدللة..!
يا شيخ.. عمر طفلتي 12 عاماً وهي متفوقة، تحب الحساب والعلوم، وتعشق الموسيقى وتعزف على البيانو. تحب البالونات والبوظة بطعم الفانيللا، ومولعة باللعب مع صديقاتها إلى الأبد، إن كان ذلك ممكنا..! طفلتي لا تفهم في أمور الحياة والدنيا ولا تفقه في أمور الزواج غير لعبة «عروس وعريس» والفستان الأبيض «الكبير» الذي تحلم بلبسه يوما ما.
يا شيخنا.. ابنتي ذات الـ 12ربيعا تحب الحيوانات، وتلاعب كلبها الصغير، تتابع قنوات الأطفال وتحب أن تقف معي في المطبخ لتخبز الكعك. طفلتي ما زالت تتشاجر مع أختها وتبكي، وتأتي لتشكوها، ثم ترتمي في حضني لأمسح دموعها، وهي تدفعني كي أقتص لها منها. فهل يعقل أن طفلتي هذه قد تعتبر عانساً؟!
قال الشيخ الجليل: «نسمع كثيراً في وسائل الإعلام عن زواج القاصرات، ويجب أن نعلم أن الشرع ما جاء بظلم للمرأة، فإن يقال إنه لا يجوز تزويج من بلغت سن الـ 15 أو دونها، فهذا خطأ». أما في قانون الأحوال الشخصية، فالإنسان لا يعتبر راشدا عاقلا حتى سن الثامنة عشرة، (وفي 21 في بعض الدول)، وقبل بلوغه هذا العمر لا يمكن له حتى أن يقود سيارة ولا أن يتصرف في أمواله، ولا أن يقرر ما يريده لنفسه، بل عليه أن يتبع ولي أمره.. فكيف إذاً نطلب من طفلة في العاشرة أن تقبل بزواج، أو أن ترفضه..؟! كيف لها أن تفقه في أمور الزواج والجنس وتربية الأطفال وإدارة بيت وتنشئة أسرة، وهي ما زالت طفلة؟!
كي لا نظلم الشيخ الجليل، فهو لم يُفت. بوجوب «إجبار» البنت على الزواج في هذا العمر، لكنه ـ لا فُضَّ فوه ـ «أجاز» الفكرة، بل خطَّأ من ينكرها، وهو يعلم حق العلم أن هناك من ض.عاف النفوس والمتهتكين نفسيا من هم على استعداد لاستغلال فتواه لبيع بناتهم أو إجبارهن على الزواج في سن صغيرة لمصالح مالية أو قبلية أو عائلية، خاصة أننا ما زلنا نعوم في بحر الجهل، والمصالح، والانقياد الأعمى.
dalaa@fasttelco.com
* كاتبة كويتية
القبس
طفلتي العانس!الطفولة :هي عمر يتم تحديده حسب المجتمع وتركيبته النفسية وحسب البيئة وامكاناتها المادية والعلمية , ولكن بالمفهوم العالمي له زمن معين ومواصفات حضارية. كيف نريد لمجتمع يركض لاهثا باحثا وراء فتاوي باعتقاده انها ستوصله الى الجنة ( الكم اللي رح ياكلوه اذا ما طلع فيه جنة ونار – وهذا ليس معتقدي اطلاقا). اذا كنت سيدة “دلع” تفكرين بابنتك كيف تلعب وكيف تتصرف ببراءة , امااصحاب الفتاوي ومن يدفع لهم والمستفيد من فتاويهم وهم كثر .. يرون انه لا يوجد اعلى واسمى وارقى من التفكير بعمل العضو الذكري الذي سيوصلهم عبر انتصابه الى الجنة كيف لا وفيها الحوريات الموعودات!!!!!!!!!! التمسك… قراءة المزيد ..