The Ghosts of Martyr’s Square: An Eyewitness Account of Lebanon’s Life Struggle
أشباح ساحة الشهداء: رواية شاهد عيان عن نضال لبنان من أجل البقاء
مايكل يونغ
(سايمون آند شوستر، 295 صفحة، 26 دولارا)
*
في شباط/فبراير المنصرم، نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية تقريراً مفصلاً مفاده أن «حزب الله» شارك عام 2005 في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. إن هذه القصة خبر قديم، لأن مجلة “دير شبيجل” الألمانية كانت قد نشرت قصة مماثلة في العام الماضي، ولكن تكرارها ثانية في صحيفة “لوموند” زاد من مصداقية هذه المزاعم. واليوم، لا تزال تتردد في بيروت، أصداء تداعيات الزعم بأن الميليشيات الشيعية كانت قد ساعدت في قتل زعيم الطائفة السنية المسلمة في لبنان. وبعد مرور عقدين من نهاية الحرب الأهلية التي أودت بحياة 150,000 شخص، تهدد التوترات الطائفية الناجمة عن اغتيال رفيق الحريري، بإغراق لبنان مرة أخرى في نزاع جديد.
وتوفر هذه التوترات خلفية لكتاب جديد ممتاز حول لبنان صدر مؤخراً، وهو من تأليف مايكل يونغ، محرر صفحة الرأي في الصحيفة اللبنانية الرائدة “ديلي ستار” التي تصدر باللغة الإنكليزية. وتبدأ هذه الخلفية باغتيال الحريري في وسط بيروت. إن يونغ، مثله مثل الكثير من اللبنانيين، يُحمِّل سوريا مسؤولية الإنفجار الضخم للسيارة المفخخة الذي تسبب بمقتل الحريري و 21 آخرين في ذلك اليوم. وقد كان الدافع: اعتقاد نظام الأسد في سوريا بأن الحريري كان قد تحالف مع الرئيس الفرنسي في ذلك الحين جاك شيراك، وأيد قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 الذي طالب بإنهاء الإحتلال السوري للبنان الذي دام عقودا طويلة. والأسوأ من ذلك، كانت دمشق تخشى من احتمال استعداد الحريري للتحالف مع ائتلاف متنامي يتكون من سياسيين لبنانيين مناهضين لسوريا. ووفقاً ليونغ، كانت تلك “لعبة مصالح كبيرة حيث أن نجاحات الحريري كانت تهدد حكم سوريا للبنان الذي دام 29 عاماً فضلاً عن تهديدها لسلطة الأسد في داخل بلاده.
بعد حدوث الإنفجار مباشرة، تجمع العديد من المواطنين الذين يمثلون قطاعاً عريضاً من الشعب اللبناني في “ساحة الشهداء” في بيروت، وهي ساحة واسعة مفتوحة تقع في موقع مركزي بالقرب من ضريح الحريري المؤقت (الذي أصبح الآن دائماً)، للمطالبة بمعرفة الحقيقة عن حادث القتل. إن تلك الساحة، التي سميت ” ساحة الشهداء” في أعقاب قيام الوالي العثماني بإعدام رجال وطنيين في أوائل القرن العشرين، كانت خلال الحرب الأهلية خط جبهة في القتال الذي دار بين الميليشيات المسيحية والمسلمة، وأصبحت بعد ذلك مقراً لمدينة من الخيام شملت “قوى متباينة سعت في وقت لاحق للإرتكاز إلى اغتيال الحريري من أجل إخراج السوريين من لبنان.
وقد سعى نظام الأسد وأنصاره المحليون اللبنانيون، وعلى رأسهم «حزب الله» الشيعي، إلى الرد على “انتفاضة الإستقلال” وإلى صدّ تيار اللبنانيين المعادين لسوريا. وفي 8 آذار/مارس من ذلك العام، نظم «حزب الله» مظاهرة خاصة به لتقديم “الشكر” إلى سوريا. وفي حين كانت نسبة المشاركين كبيرة جداً، فسرعان ما غطّت عليها مظاهرة 14 آذار/مارس، حيث تجمع ما يقرب من 1.5 مليون لبناني — أو واحد من كل ثلاثة لبنانيين — في “ساحة الشهداء” للإشتراك في المسيرة المناوئة للإحتلال السوري. وبحلول نهاية نيسان/أبريل، كانت القوات السورية قد غادرت لبنان، وبدأ تحقيق دولي تحت رعاية الأمم المتحدة، لتحديد الجهة المذنبة التي وقفت وراء عملية اغتيال الحريري.
مع ذلك، فقد ثبت بأن انتصار «تحالف 14 آذار» كان مؤقتاً معرضاً للخطر. فقد بدأ الهجوم المضاد من قبل سوريا وحلفائها على الفور تقريباً، وكان مصحوباً بعواقب دموية متوقعة: فخلال الفترة بين 2005-2009 اغتيل ما يقرب من اثني عشر سياسياً لبنانياً موالين للغرب، وكذلك اثنين من كبار ضباط الجيش اللبناني الذين كانوا يساعدون في التحقيق الذي تجريه الأمم المتحدة في حادث الإغتيال. ومع تباطؤ التقدم في التحقيق في عملية اغتيال الحريري، فقدت «ثورة الأرز» زخمها وبلغت ذروة تراجعها في الغزو الذي قام به «حزب الله» لبيروت في أيار/مايو عام 2008، واستسلام «تحالف 14 آذار»، والعودة الزاحفة للنفوذ السوري في لبنان.
لقد رجع لبنان إلى نقطة البداية. فبسبب عدم قدرته على إنجاح وعود «ثورة الأرز»، عاد لبنان إلى حالته الطبيعية المتمثلة بالهيمنة السورية، في الوقت الذي اصطف فيه سياسيو «تحالف 14 آذار» للقيام بزيارة دمشق. وقد بلغت ذروة التوتر الطائفي — وخطر وقوع حرب أهلية — أوجههما في أعقاب المقالة التي نشرتها مجلة “دير شبيجل” في 2009 والتي ورطت فيها «حزب الله» في حادث اغتيال الحريري. إن هذا الكشف، كما قال الزعيم الدرزي الغامض وليد جنبلاط، “سيفتح باب الفتنة بين السنة والشيعة”.
إن يونغ، هو لبناني وطني ذو معرفة وثيقة بالعالم المعقد للسياسة اللبنانية، ينسج حكايته حول صعود وهبوط «ثورة الأرز» بمهارة فائقة واطلاع واسع. كما أنه يسهل الوصول إلى التاريخ والدسائس المعقدة للغاية ويعرِّف القارئ على الشخصيات الحيوية النابضة. ففي صباح إحدى أيام السبت، [يكتب يونغ] على سبيل المثال، يأخذنا مايكل يونغ لزيارة جنبلاط في قصر أجداده في “المختار” ونشهد معه عملية تقديم الخدمات للجمهور الجنبلاطي في ما يذكّر بشخصية زعيم “المافيا” فيتو كورليوني في فيلم “العرّاب”. ثم نسافر إلى باريس للقاء العماد ميشال عون، الذي تحالف مع «حزب الله» ودمشق لدى عودته إلى لبنان في عام 2005. ويضيف يونغ [وهو يصف ميشال عون]، “لقد كان شخصا أحاط نفسه بأنصار يراعون رغباته”، “ولكنه لا يتعاطف معهم بصورة مرئية. لقد كان [عون] قارئاً ذكياً لما كان ينتاب المسيحيين من مخاوف، وكان مطلعاً أيضاً عن المرارة التي يشعر بها الناس الأشد ضعفاً اجتماعياً، من بين هؤلاء المسيحيين”.
إن ملاحظات يونغ عن سوريا مثيرة للإهتمام بدورها. فهو يؤكد بأنه قد تم إخراج سوريا من لبنان لأن نظام الأسد “اعتبر لبنان أمراً مفروغاً منه”، مضيفاً على سبيل الشرح والإسهاب بأن “لبنان يمكن أن لا يرحم أولئك الذين يعتقدون أن الخوف وحده يمكن أن يحافظ على النظام”. وقد فهم هذا المبدأ والد بشار الأسد، الرئيس السابق حافظ الأسد: “بإمكان معظم السياسيين قضاء سنوات يقوم خلالها ضباط المخابرات السورية بالحط من قدراتهم، ولكن في الوقت نفسه يقبلون بهذا الإنتقاص لأن السوريين عملوا من خلال واجهة من الإعتبارات والمراعاة المزيفة”.
ويمتد سوء السلوك السوري أيضاً إلى السلك الدبلوماسي السوري. ويصف يونغ كيف أن وزير الخارجية وليد المعلم، “رجل مكور البدن مع مدرّجات متتالية من الدهون”، كان قد هدد السفير الأمريكي في بيروت جيفري فيلتمان في عام 2007، بقوله للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنه ينبغي أن يُطلب من فيلتمان مغادرة البلاد، مضيفاً بأنه “على استعداد لمنحه عطلة في هاواي” — وهو عرض لا يمكن أن يرفضه السفير!
إن «حزب الله» المدعوم من قبل إيران وسوريا هو “حركة شمولية في لبنان، المجتمع العربي الأقل شمولية”، وفي سياق سعيه لترسيخ هدفه المعلن المتمثل بـ “المقاومة” — ضد إسرائيل وضد خصومه المحليين — قام «حزب الله» “بتحويل النظام السياسي اللبناني إلى هدف للسخرية والإزدراء”. ويدعي مسؤولو «الحزب» بأن المقاومة هي “رؤيا ومنهجية”، وأن أسلحته الوفيرة هي بمثابة بوليصة تأمين ضد إعادة تهميش الطائفة الشيعية المحرومة تاريخياً، والممثلة تمثيلاً ناقصاً، والضعيفة سياسياً. وبطبيعة الحال، أدى امتلاك «حزب الله» لترسانة أسلحة متنوعة وكبيرة جداً إلى إثارة مخاوف بين الطوائف اللبنانية الأخرى أو الأقليات ذات العقائد المختلفة، التي تنظر إلى الميليشيا بأنها تمثل تهديداً وجودياً.
المعضلة واضحة ومباشرة. إما أن يقوم «حزب الله» بنزع سلاحه … وعندها سيتنازل عن سبب وجوده؛ أو يرفض أن يفعل ذلك، وبذلك يضع اللبنانيين في حالة شبه دائمة من التنافر المدني.
ويتطرق يونغ إلى هذا التوتر، الذي وُلد من داخل مجتمع لبنان الطائفي والليبرالي، في كل ما كتبه. وبتفكيره حول مسارات مختلفة للمستقبل، يسأل يونغ سؤالا مهما: هل ستصبح لبنان هانوي أو هونغ كونغ، “رمزاً للتشدد والكفاح المسلح، كما يتمثل في «حزب الله»، أم سيختار المسار الذي حدده رفيق الحريري، الذي سعى إلى جعل البلاد مركزاً للرأسمالية الليبرالية والتسامح المسكوني الذي يعنى بتعزيز الوحدة بين الكنائس والأديان؟ ”
ديفيد شينكر مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وقد شغل منصب مستشار وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد لشؤون لبنان وسوريا خلال الفترة بين 2002-2006.
ويكلي ستاندرد, 31 أيار/مايو 2010
طريق دمشق: لبنان يظل معلّقاً بين الماضي والحاضر
مايكل يونغ
بعد قراءة تعليق الصديق فاروق عيتاني وجب التوضيح أني لم أقابل الرئيس الحريري ولا الاستاذ فاروق عيتاني قبل شهر شباط ٢٠٠٩ بالرغم من الخطأ الوارد في الكتاب والذي يشير إلى سنة ٢٠٠٨ ولذلك لست الصحافي المذكور في بداية رسالة الاستاذ فاروق
طريق دمشق: لبنان يظل معلّقاً بين الماضي والحاضر فاروق عيتاني — farouk_itani@live.com في 5شباط2006، نقلت مايكل يونغ و معه صحافية من قريطم الى مرفأ بيروت بسيارة الاجرة(تاكسي) التي اعمل عليها. كان يونغ قد انهى لتوه مقابلة مع الرئيس الحريري، و راح يتحدث بالانكليذية التي ظن انني لا افهما عن رأيه باجوبة الحريري التي لم يكن يونغ مقتنع بها.( كان الموضوع حول ما سمي بغزوة الاشرفية، على خلفية الرسوم الكاريكاتوريةالمعادية) في سنة 2009 وفي صحيفة النهار البيروتية،في مكتب الزميل و الصديق محمد ابي سمرا، كان لي لقاء مع مايكل يونغ.استمر اللقاء ساعتين، وكان المطلوب مني ان أجيبه على سؤال محدد :هل… قراءة المزيد ..