مع أنه لا يراودنا الشك في أن طارق عزيز “مجرم” وفقاً لمختلف التعريفات القانونية، و”متواطئ” في جرائم قتل وجرائم ضد الإنسانية، فإن الإكتفاء بمحاكمته في قضايا “تصفية الأحزاب الدينية” وقضية “تصفية رجال الدين” الشيعة يبدو بعيداً عن روح “العدالة” وأقرب إلى روحية الإنتقام. الرجل كان ينبغي أن يحاكم عن كل عهد المجرم صدام حسين، الذي “ساوى” الشيعة والسنة والأكراد والجميع في إجرامه. وليس صحيحاً أنه كان حاكم العراق “السنّي” ضد “الشيعة”، وفقاً لأسطورة تروّج لها الأحزاب الشيعية الحاكمة الآن. صدّام ارتكب “جرائم ضد الإنسانية”، وهذه “الإنسانية” تشمل جميع الناس بغض النظر عن طوائفهم! (حكومة المالكي، مثلاً، لم “تلاحظ” أن بشّار الأسد يرتكب الآن، أمام أنظارها، “جرائم ضد الإنسانية”..!)
النقطة الثانية التي تسترعي الإنتباه هي رفض السيد جلال الطالباني التوقيع على حكم الإعدام. والطالباني على حق. فحكم الإعدام تجاوزته معظم دول العالم، وهو في طريقه إلى الإندثار. وإلغاؤه ضروري في المنطقة العربية خصوصاً لأنه كان، على الدوام، المكوّن الأساسي في “عدة شغل” أنظمة الإستبداد التي حكمت العرب منذ نصف قرن.
نحن ضد إعدام طارق عزيز، ومع تأمين “حقوقه كسجين”، ولكن أيضاً مع محاكمته على جرائم أخرى كثيرة عدا الجرائم ضد “الأحزاب الدينية”!
الشفاف
*
دعا نائب رئيس الوزراء العراقي الاسبق طارق عزيز الاربعاء رئيس الوزراء نوري المالكي الى تنفيذ حكم الاعدام به “في اسرع وقت” بسبب وضعه الصحي “الخطير جدا”، بحسب ما اكد محاميه.
وقال المحامي بديع عارف في تصريح لوكالة فرانس برس ان عزيز “طلب مني اليوم ان اوجه رسالة باسمه الى السيد المالكي يناشده فيها بتنفيذ حكم الاعدام به في اسرع وقت ممكن، وقد الح علي كثيرا لتنفيذ رغبته هذه”.
واضاف ان طلب عزيز هذا ياتي على خلفية “وضعه الصحي الخطير جدا”.
وتابع عارف ان موكله “يشكو من مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وارتباك في معدل ضربات القلب، والتهاب في الجيوب الانفية، وقرحة في المعدة، وبروستات، وهناك ورم في صدره لا يدري سببه”.
كما وجه عزيز عبر محاميه “رسالتين شخصيتين” الى الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، معربا عن شكره لوزير العدل حسن الشمري “جراء معاملته بطريقة جيدة داخل السجن”.
وكانت عائلة عزيز دعت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان في وقت سابق الى الضغط على الحكومة العراقية من اجل اطلاق سراح عزيز “فورا” بسبب تردي حالته الصحية وانعدام العناية الطبية.
واصدرت المحكمة الجنائية العليا في بغداد في 26 تشرين الاول/اكتوبر احكاما بالاعدام “شنقا حتى الموت” على عزيز ومسؤولين سابقين آخرين هما سعدون شاكر وعبد حمود بعد ادانتهم في قضية “تصفية الاحزاب الدينية”.
واوضحت المحكمة ان الاحكام صدرت عليهم لملاحقتهم الشيعة بعد محاولة الاغتيال التي نجا منها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في 1982 في الدجيل.
واصدرت المحكمة نفسها في 16 آذار/مارس الماضي حكما آخر بالسجن مدى الحياة بحق عزيز بعد ادانته في قضية “تصفية رجال الدين”.
وكان عزيز (74 عاما) المسيحي الوحيد في فريق الرئيس العراقي الراحل، الواجهة الدولية للنظام وبذل جهودا كبيرة لدى عواصم اوروبية لمنع اجتياح العراق.
وقام عزيز بتسليم نفسه للقوات الاميركية في 24 نيسان/ابريل 2003 بعد ايام على دخولها بغداد. وتطالب عائلته باستمرار باطلاق سراحه بسبب وضعه الصحي المتدهور.
وكان جلال طالباني صرح في وقت سابق انه “لن يوقع ابدا” قرار اعدام عزيز.
طارق عزيز يناشد المالكي تنفيذ حكم الاعدام به “في اسرع وقت” فهمت سابقا ان روسيا بوصفها بلاد الموسكوب في احدى اوراقها ، تقف ضد تنفيذ حكم الاعدام بطارق عزيز.موضوع العراق موضوع مفتوح،لم يقفل و يقولون ان استرداده قادم بعد الانتهاء من البعث الأسدي.هذه الأيام ، وبعد منتصف كل ليلة ، أتسلى بقراءة حازم صاغية عن عراق صدام حسين. تلك كانت الموضة في زمانهم، و اليوم أختلفت الموضة. في الواقع الأفكار موضة.لكن وقبل هذه “الرجّة العربية الكبرى”كانت الموضة القاتلةعندنا موضة عدم القدرة للتوصل الى حل إشكالية السلطة و تداولها منذ مقتلة عثمان.ويبدوا لي انه في نهاية هذه الرجّة التي قد تستمر… قراءة المزيد ..