إذا تعذّر على إسرائيل توجيه ضربة لمرافق إيران النووية، فإن فائض القوة، والأسلحة القادرة على بلوغ المرافق المطمورة (التي وفّرتها أميركا للجيش الإسرائيلي خلال العامين الماضيين)، يمكن أن تُستَخدم لتوجيه ضربة قاصمة لحزب الله. ويمكن أن تشكل “الطائرات بدون طيّار” ذريعة مناسبة لشن حرب جديدة ضد حزب الله.
والأهم ربما، وعلى المستوى الإستراتيجي، فإذا ما قرّرت المؤسسة السياسية-العسكرية في إسرائيل أن نظام الأسد ساقط لا محالة، وهذا ما توحي به تصريحات عدد من المسؤولين السابقين في الجيش والإستخبارات، فسيكون الإغراء كبيراً لإسقاط حزب الله بعد سقوط الأسد.
والسبب واضح: إيران تقع على بعد أكثر من ٢٠٠٠ كيلومتر من إسرائيل. وإذا ما تم إخراجها من “منطقة النزاع العربي-الإسرائيلي”، بمعناها الضيّق (أي المنطقة المحاذية مباشرة لإسرائيل)، عبر التخلّص من نظام الأسد ومن حزب الله التابع لإيران، فسيعني ذلك، عملياً، خروج إيران من التعاطي بالموضوع الإسرائيلي.
المشكلة في هذا التحليل “الصائب” نظرياً، هي أن لبنان، وشعب لبنان، وليس حسن نصرالله، هو الذي سيدفع ثمن عجز “الدولة الفاشلة” عن قمع حزب الله!
الشفاف
*
المركزية- حذر ضابط كبير في قسم العمليات في الجيش الاسرائيلي من المخاطر المتصاعدة على الجبهة الشمالية، وتحديداً تجاه لبنان، مشيراً إلى أن التهديد من قبل “حزب الله” يتصاعد وينذر باحتمال تدهور سريع، وهو ما يدفع الجيش إلى تكثيف مناوراته العسكرية.
ولفت الضابط الاسرائيلي إلى أن “حزب الله” أنشأ أنفاقاً وممرات، تحت القرى والمناطق المسكونة في لبنان، من أجل جر قوات الجيش للقتال هناك، مضيفا أن التهديد من تحت الأرض في المنطقة أو القاطع اللبناني تطور بشكل كبير في السنوات الأخيرة”. ونقل الموقع الاسرائيلي الاخباري اسرائيل ديفينس، عن الضابط الاسرائيلي قوله: “إن الوضع الحالي في جنوب لبنان يشير إلى وجود فرق كبير وهائل بين حجم البناء تحت الأرض، الذي واجهه الجيش خلال حرب لبنان الثانية، وهذا الذي سنواجهه في المعركة المقبلة، التي ستكون أكبر بكثير”.
ووفق ما جاء على لسان الضابط الإسرائيلي فإن الجيش استخلص العبر من حرب لبنان الثانية، مدعياً أن تجهيزات الجيش والاستعداد في الوقت الراهن أفضل بكثير من تلك التجهيزات التي كانت في السابق.