تقفل ابواب الصرح البطريركي في بكركي اعتبارا من مساء الاربعاء المقبل، حيث تبدأ مسيرة انتخاب بطريرك جديد للطائفة المارونية خلفا للبطريرك المستقبل مار نصرالله بطرس صفير.
ومع إقفال الابواب يقف كل من النائب والوزير السابق فريد هيكل الخازن عن عائلة الخازن في بلدة غسطا، وامين الخازن عن الخازنيين في عجلتون، على ابواب الصرح البطريركي للحراسة عملا بالتقليد المتبع منذ إنتقل المقر البطريركي الى بكركي في كسروان.
ومع دخول المطارنة الى ما وراء الابواب الموصدة تبدأ، وعلى مدى 3 ايام متتالية، “رياضة روحية” تستلهم فيها هيئة المطارنة الناخبة، الروح القدس ليهديها الى إختيار بطريرك جديد، على ان تبدأ عمليات الاقتراع في الرابع وعلى دورتين متتاليتين قبل الظهر ودورتين بعد الظهر، الى ان يتوصل المطارنة الى إنتخاب البطريرك الجديد بأغلبية ثلثي اصوات الحضور من الهيئة الناخبة.
الهيئة الناخبة الحالية تتألف من 40 مطرانا، رجحت مصادر كنسية حضور 38 منهم، وتخلف مطرانين بسبب وضعهما الصحي.
المطارنة الذين يحق لهم الاقتراع يشملون الذين أحيلوا الى التقاعد والذين ما زالوا على رأس ابرشياتهم، علما ان المطران يتقاعد بعد بلوغه الخامسة والسبعين من العمر. كمان ان المطران المتقاعد يكمن ان ينتخب بطريركا.
وقد اوجز البطريرك المستقيل مار نصرالله بطرس صفير واقع عملية الانتخاب بالقول: “ندخل القاعة اربعين بطريركا ونخرج منها ببطريرك واحد”!
عملية الاقتراع تتم من دون ترشيحات، ما يعقد سير العملية الانتخابية. خصوصا وان المطارنة وفي دورة الاقتراع الاولى لا يعرفون لمن سيصوتون. ومن دون ان يعني ذلك ان المنافسة قد تنحصر منذ الدورة الاولى بين مطرانين او اكثر، فالاختيار قد يتنوع ليطال تسمية ثلاثة او اربعة او خمسة مطارنة. كما ان الاقتراع ليس سريا، إذ أن المطارنة يكتبون على ورقة الاقتراع أسمائهم ولمن صوتوا.
وفي حال حصل أحد المطارنة على ثلثي اصوات الهيئة الناخبة يتم إحراق اوراق الاقتراع في مدخنة خاصة، فيرتفع منها الدخان الابيض وتقرع الاجراس تهليلا وترحيبا بالبطريرك الدجيد، إذ عندها يكون أصبح للمطارنة بطريرك.
اما في حال لم يحصل أحد المطارنة على ثلثي الاصوات، تعاد عملية الاقتراع مرة جديدة. وقد تشهد الدورة التي تلي استبعاد اسم مطران كان قد حاز نسبة لا بأس بها من اصوات المقترعين ليدخل إسم مطران جديد وهكذا دواليك وعلى اربع دورات يومية وصولا الى اليوم المنشود حيث يتفق المطارنة على إسم واحد من بينهم ليكون بطريركا.
مقاومة شرسة لتعيين البطريرك من.. روما
وفي حال أخفق المطارنة في التوصل الى انتخاب بطريرك، يتدخل الكرسي الرسولي، حيث يتم إستدعاء الهيئة الناخبة الى الفاتيكان، ويتم عزلهم في قاعة ليتوصلوا الى اتفاق، او يعمد البابا الى تعيين احد المطارنة بطريركا كما حصل مع البطريرك بولس المعوشي عام 1954.
ولكن مسألة “التعيين من الفاتيكان” ليست أمراً سهلاً! فدونها مقاومة مارونية شعبية شرسة لمحاولات “روما” وضع يدها على كنسية الموارنة! وفي حالات سابقة، هدّد بعض الموارنة بالصعود “بالسلاح” إلى بكركي دفاعاً عن “إستقلال” كنيستهم!! وهذا يظهر من تفضيل الموارنة لقب “البطرك” على لقب “كاردينال” الذي تضفيه كنيسة روما على البطريرك بعد انتخابه!
الهيئة الناخبة الحالية تتميز وللمرة الاولى بوجود بطريرك ناخب في صفوفها، وهو ما زال يتمتع بكامل قواه العقلية ولياقته البدنية، كما انها تتميز ايضا بوجود قرابة سبعة عشر مطرانا من المتقاعدين مما يضع قواعد جديدة لعملية الاقتراع قد تأخذ في الاعتبار مطالب المطارنة المتقاعدين لاستمالتهم لجانب هذا المطران او ذاك.
هذا الواقع الجديد قد يبعد العوامل السياسية عن التأثير في خيارات المطارنة، او قد تحصل مفاجأة على غرار تلك التي حصلت في الانتخابات الاخيرة حيث كانت المنافسة محصورة بين المطرانين ابراهيم الحلو المدعوم من الفاتيكان ويوسف الخوري المدعوم من الجبهة اللبنانية حينها. وعندما أخفق المطارنة في الاتفاق على تسمية احد المطرانين بطريركا، وفي الدورة الاخيرة، تدخل مطران بيروت مقترحا تسمية المطران نصرالله صفير بطريركا بعد ان استمزج رأي المطران صفير فوافق على التطوع لخدمة الكنيسة من موقع بطريرك. وكان ان انتخب المطران صفير بطريركا من خارج الاصطفافات التي كانت سائدة في مجلس المطارنة حينها.
إقرأ أيضاً:
من يكون بطريرك الموارنة الجديد؟: الأبرز يوسف بشارة وبولس مطر
صفير سيكون ناخباً: معركة سياسية لانتخاب بطريرك جديد للموارنة