ماذا تبقّى من مبادرة الجامعة العربية؟ 15 قتيلاً اليوم الجمعة، أو 18 حسب “العربية”، والنظام يعرض عدم توقيف “المسلحين الذين يسلّمون أنفسهم”، وهذا في حين طلبت مبادرة الجامعة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، الذين تتراوح تقديرات أعدادهم بين 25 ألفاً و100 ألف معتقل!
أما عن سحب القوات العسكرية من المدن، فما يحدث في “حمص” اليوم يشير إلى أنها قد تصبح “حماه” ثانية.
المؤكد أن أحداً لا يراهن على المبادرة: لا النظام، الذي يرفض تقديم أدنى تنازل (أي أنه يسير على خطى القذافي) والشعب الثائر، الذي بات، الآن، يرفع شعار “إعدام الرئيس” بدلاً من شعار “إسقاط الرئيس”! (أنظر فيديو مظاهرة “خربة غزالة”) النظام يدفع الشعب إلى العنف، وإلى مزيد من العنف..
(بالفيديو: مظاهرة في دمشق اليوم الجمعة)
*
مقتل خمسة عشر شخصا في سوريا في جمعة التظاهر ضد “الطغاة”
وكالة الصحافة الفرنسية-
قتل خمسة عشر شخصا الجمعة برصاص قوات الامن في سوريا حيث انطلقت تظاهرات ضد “الطغاة” تلبية لدعوة المعارضين السوريين الذين يشككون في ان تلتزم دمشق تنفيذ خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة.
وتلحظ هذه الخطة وقفا كاملا للعنف والافراج عن جميع المعتقلين وانسحاب الجيش من المدن والسماح بحرية التنقل للمراقبين ومراسلي وسائل الاعلام الدولية، وذلك قبل البدء بحوار بين النظام والمعارضة.
وتعهدت السلطات السورية العفو عن حملة السلاح الذين يسلمون انفسهم اليها في مهلة ثمانية ايام، وفق ما اورد التلفزيون السوري الرسمي الجمعة.
وقال التلفزيون السوري ووكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) “تدعو وزارة الداخلية المواطنين ممن حملوا السلاح او باعوه او قاموا بتوزيعه او نقله او شرائه او تمويل شرائه ولم يرتكبوا جرائم القتل الى تسليم انفسهم واسلحتهم الى اقرب مركز شرطة في منطقتهم وسيصار الى تركهم فورا وذلك خلال الفترة الممتدة من الخامس الى الثاني عشر من تشرين الثاني/نوفمبر”.
واضافت المصادر نفسها ان هذا العفو ياتي لمناسبة حلول عيد الاضحى الذي يبدأ الاحد “بهدف حفظ الامن والنظام العام”.
ولم تتراجع اعمال القمع في سوريا التي خلفت اكثر من ثلاثة الاف قتيل منذ منتصف اذار/مارس وفق الامم المتحدة، وذلك رغم قرار نظام الرئيس بشار الاسد الموافقة على خطة للجامعة العربية لتجاوز الازمة.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان ستة مدنيين قتلوا الجمعة في حمص (وسط)، وفي حماة، شمال حمص، قتل مدنيان برصاص قناصة. وفي محافظة درعا، قتلت قوات الامن اربعة متظاهرين في كناكر وآخر في الحمورية.
وقتل مدنيان، احدهما مدني والاخر جندي فر صباحا برصاص قوات الامن في منطقة تل شهاب على الحدود مع الاردن، بينما كانا يحاولان مغادرة البلاد.
وقامت قوات الامن بتطويق مسجد ابو بكر الصديق في مدينة بانياس الساحلية. واكد المرصد ان مصلين تعرضوا للضرب لدى خروجهم من المسجد. كما تم اعتقال عشرات الاشخاص في هذه المدينة بينهم اربعة اطفال ينتمون الى عائلة رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن.
واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة ان فرنسا تشكك في صدق النظام السوري في تنفيذ خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة في هذا البلد، وذلك بسبب استمرار القمع الدامي في سوريا.
وقال رومان نادال مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية في مؤتمر صحافي ان “استمرار القمع يعزز شكوك المجتمع الدولي في صدق النظام السوري بتنفيذ خطة الجامعة العربية”.
واضاف “في حين اعلن النظام السوري لتوه انه يقبل من دون تحفظ بخطة الخروج من الازمة التي اقترحتها الجامعة العربية، نلاحظ ان عشرين متظاهرا مسالما على الاقل قتلوا امس (الخميس) في سوريا برصاص قوات الامن”.
واكد ان “استمرار القمع يناقض تماما الالتزامات التي طالبت الجامعة العربية النظام السوري” بان يفي بها.
والخميس، قتل عشرون مدنيا برصاص قوات الامن واعتقل عشرات اخرون.
ورغم اعمال القمع، لم يتراجع عزم الناشطين الذين دعوا السوريين الى التظاهر اليوم تحت شعار “الله اكبر، ضد الطغاة”.
واظهر شريط مصور بث على موقع يوتيوب عشرات من الاشخاص يتظاهرون صباح الجمعة في حي الميدان التاريخي في دمشق مطلقين شعارات مناهضة للاسد.
وسجلت تظاهرة اخرى في حرستا بريف دمشق طالب المشاركون فيها بحماية دولية. ووفق شريط اخر بث على يوتيوب حمل احد المتظاهرين لافتة كتب عليها “الى متى تصغي الجامعة العربية الى هذا الكاذب؟ لقد قبل الخطة العربية (…) والدبابات لا تزال في الشوارع”.
ونظمت تظاهرات اخرى في العديد من احياء مدينة حمص وكذلك في قرى المحافظة مثل حولا والقصير وتلبيسة وتدمر بحسب المرصد السوري.
وفي دير الزور (شرق)، اطلقت قوات الامن النار لتفريق تجمعات وفق المرصد الذي اشار ايضا الى تظاهرة حاشدة في الصنمين بمحافظة درعا (جنوب) تطالب باسقاط النظام.
واكدت صفحة “الثورة السورية 2011” على موقع فيسبوك تصميم المعارضين على التظاهر وعدم امكان صمود النظام بدعم من روسيا والصين ولا بفضل قرارات الجامعة العربية.
واكد الناشطون السوريون ان “النظام سقط منذ اليوم الاول الذي طالبنا فيه بالحرية ومنذ اول نقطة دم اهرقت بسبب الرصاص الذي يطلقه الطغاة”.
وحذرت الولايات المتحدة الخميس النظام السوري من انه اذا لم يطبق التزاماته الواردة في الخطة العربية للخروج من الازمة فان عزلته ستزداد على الساحة الدولية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند “نحن لم نر مؤشرات على ان نظام (الرئيس السوري بشار) لديه النية باحترام التعهدات التي قطعها”.
وفي لبنان، اقر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في حديث الى محطة “بي بي سي” التلفزيونية البريطانية تم بثه مساء الخميس، بحصول عمليات خطف لمعارضين سوريين في لبنان قبل اشهر، مشيرا الى ان القضاء يتعامل معها.
أعلام كردية وأثورية (سريانية) في مظاهرة القامشلي اليوم
*
السلطات السورية تمهل حاملي السلاح اسبوعا لتسليم انفسهم في اطار عفو
بيروت (رويترز) – قال التلفزيون السوري ان وزارة الداخلية السورية اعلنت يوم الجمعة انها امهلت حاملي السلاح اسبوعا اعتبارا من يوم السبت لتسليم انفسهم واسلحتهم في اطار عفو.
وجاء في بيان لوزارة الداخلية بثه التلفزيون السوري ان الوزارة “تدعو المواطنين ممن حملوا السلاح او باعوه او قاموا بتوزيعه او نقله او شرائه او تمويل شرائه ولم يرتكبوا جرم القتل الى تسليم انفسهم واسلحتهم الى اقرب مركز للشرطة في منطقتهم وسيصار الى تركهم فورا وذلك خلال الفترة من السبت 5 نوفمبر تشرين الثاني ولغاية 12 نوفمبر تشرين الثاني وسيعتبر ذلك بمثابة عفو عام عنهم.”
وتواجه سوريا احتجاجات منذ اكثر من سبعة اشهر ضد حكم الرئيس بشار الاسد المستمر منذ 11 عاما.
*
القوات السورية تفتح النار على محتجين ومقتل ثلاثة
عمان (رويترز) – قال نشطون ان قوات الامن السورية فتحت النار على محتجين في عدد من البلدات السورية يوم الجمعة وقتلت ثلاثة على الاقل.
وقتل محتج في بلدة كناكر على بعد 30 كيلومترا جنوب غربي العاصمة دمشق كما قتل محتجان في مدينة حمص. وقال نشطون ان قوات الامن استخدمت ايضا الذخيرة الحية لمنع حشد ضم بضعة الاف من تنظيم مسيرة في مدينة حماة على بعد 240 كيلومترا شمالي دمشق.
وقال محمد وهو من سكان كناكر “سقط الكثير من الناس على الارض بعدما اصيبوا برصاص ونخشى أن بعضهم لن ينجوا.”
وأضافوا ان محتجين في دمشق وحولها تعرضوا لاطلاق النار وأن ثلاثة محتجين أصيبوا أثناء خروجهم من المسجد الرئيسي في مدينة درعا الجنوبية.
وفي مدينة اللاذقية الساحلية قال نشط انه رصد 13 شاحنة تابعة للقوات الامنية تحيط بجامع ارسلان. وأضاف أن ثلاثة محتجين على الاقل أصيبوا عندما أطلقت قوات الامن النار أمام جامع البازار في وسط المدينة.
وقال “تعرضوا للضرب وأخذتهم القوات الامنية. وهناك عدة مئات من أفراد الامن أمام كل مسجد في اللاذقية يفتشون المارة بحثا عن أي هراوات أو مسدسات أو بنادق الية.”
وفي معرة النعمان وهي بلدة رئيسية تقع على الطريق السريع بين دمشق وحلب قال ساكن ان الجنود انتشروا عند الحواجز وأخذ القناصة مواقعهم على أسطح المنازل.
وردد الاف المحتجين في البلدة شعاراات تنادي بالحرية.
وأظهرت لقطات بثت على موقع يوتيوب الالكتروني حشدا لمحتجين في بلدة دير بعلبة على مشارف حمص وكانوا يرددون هتاف “الشعب يريد اعدام الاسد.”
صفعة للجامعة ومبادرتها: 15 قتيلاً والأسد يعرض عفواً عن غير المعتقلين!
الكل يعلم ان الثورة السورية سلمية وتطالب بالحرية والديمقراطية وانهاء الاستبداد والفساد اما تصريحات الخارجية الأميركية فهي خطيرة وهي دليل على ان واشنطن تريد تحويل الثورة السلمية الى ثورة مسلحة لكي يقضى عليها الا اذا كانت واشنطن تتحدث عن المنشقين من الجيش السوري الذين رفضوا قتل الشعب السوري بعدم تسليم اسلحتهم وهذا فيه خلاف.