هل ما زال في لبنان دستور وقوانين تحمي المواطن اللبناني من القتل، أم أن “حقن دماء” اللبنانيين (السنّة والشيعة..) بات مرهوناً بوثيقة يوقّعها شيخ سلفي مع حزب شمولي كان قبل يومين ينكر علاقته بالإعتداءات على مدينة طرابلس؟
بالمناسبة، “جمعية إحياء التراث” الكويتي كانت معروفة بعلاقتها بجماعة الجهاد المصرية (قضية العائدون من ألبانيا). وقد تعرّضت مؤخراً لاتهامات أميركية بأنها تدعم “القاعدة”.
*
لحظة اصطدام بين سلفيّتين
بدأت مفاجئة وانتهت غريبة تلك الخطوة التي أقدمت عليها فصائل منتمية للتيار السلفي السني في لبنان، فبعد يوم واحد من توقيع وثيقة التفاهم بين هذه الفصائل التي مثلها رئيس “جمعية العدل والإحسان” الشيخ حسن الشهال وبين حزب الله الشيعي الذي مثله رئيس المجلس السياسي للحزب إبرهيم أمين السيد، تم الإعلان من قبل الشهال عن تجميد الوثيقة “بغية لم شمل أهل السنة في لبنان وتوسيع دائرة التشاور”، حيث جاء ذلك بعدما صدرت انتقادات حادة من قبل أطراف سلفية فاعلة على رأسها زعيم التيار ونجل مؤسسه الشيخ داعي الإسلام الشهال، وهو ما ترك أكثر من تساؤل بشأن حقيقة ومستقبل العلاقة بين قادة السلفيين اللبنانيين، ومدى تداخل الملفات السياسية والعسكرية بالملف الديني، وأثر العامل الاجتماعي – الذي برز مع صراع العائلات حول الهيمنة على التيارات الفكرية والدينية – على مشاكل لبنان.
ففي تصريح خاص لـ (إسلام أونلاين) أوضح الدكتور حسن الشهال أنه دعا لمؤتمر سني – سني في مدينة طرابلس اجتمع فيه بالمعترضين من قادة التيار السلفي، قائلاً: “اتفقنا على حل الخلاف، ووقف السجال الإعلامي، ونزع فتيل الأزمة… إذ نحن حريصون على وحدة صفنا وترتيب بيتنا من الداخل، فلا يجوز أن نصلح الحال مع الآخر ونترك بيتنا تمزقه الخلافات”. وحول دوافعه للتفاهم منفرداً مع حزب الله بعيداً عن إجماع الطائفة السنية ثم تراجعه عن ذلك سريعاً، قال الشهال: وقعنا الوثيقة من أجل وأد الفتنة في لبنان، إلا أن شارعنا السني، المصدوم مما فعله حزب الله في شوارع بيروت، لم يتقبلها، وصارت له اعتراضات عليها دفعتنا إلى أن نجمدها طواعية إلى أن تطمئن القلوب، وترتاح النفوس، وحتى يتسنى لنا دراسة الوثيقة من جديد وأثرها على الشارع السني، حتى تكون نقطة التقاء بيننا وليست نقطة اختلاف وتفرق.
وكان توقيع وثيقة للتفاهم مع حزب الله قد أحدث صدمة داخل الطائفة السنية في لبنان، دفعت الشيخ داعي الإسلام الشهال إلى عقد مؤتمر صحافي عاجل، قال فيه: إن “التيار السلفي بجمهوره العريض على امتداد الجغرافيا اللبنانية غير معني بهذه الوثيقة ومن وقّعها (أعني جمعية وقف التراث) وهي جمعية اجتماعية خدماتية ليس لديها أي تمثيل أو تأثير”، معتبراً “أن الهدف منها طي صفحات سوداء للحزب في بيروت واختراق الساحة السنية والإساءة إلى التيار السلفي الذي هو براء من كل ذلك”.
وفي قراءة لخلفيات الحدث رأى الباحث اللبناني المتابع لملف الحركة السنية عبد الغني عماد أن الأمر لم يخرج عن كونه تفرد له علاقة مباشرة بشخصية (حسن الشهال) الذي لم يكن ينطق إلا باسمه واسم مجموعة صغيرة يمثلها من بين التيار السلفي، حيث تطوع لتوقيع هذه الوثيقة مع حزب الله دون العودة إلى قادة التيار السلفي وممثليه وبعيداً عن المرجعية السياسية والدينية للسنة، مضيفاً أن ما جرى يمثل استدراجاً من قبل شخص معروف باندفاعه السريع ورجوعه السريع أيضاً، وقد حصل ذلك أكثر من مرة من قبل حسن الشهال في الماضي.. وبمجرد عودته إلى مدينة طرابلس ودعوته للاجتماع الذي حضره غالبية التيار السلفي قدم الشهال مبررات وحججاً وتعرض لنقاش حاد وإحراج حتى انتهى الأمر بخضوعه وإعلانه تجميد هذه الوثيقة.
باتريك هاني الباحث السويسري المتخصص في الشؤون اللبنانية والذي عمل لدى مجموعة الأزمات الدولية في بيروت، أحال جوهر المشكلة إلى قضية أخرى تتعلق بالصراع الدائر بين المدرسة السلفية السعودية ممثلة في الشيخ (داعي الإسلام الشهال) والمدرسة السلفية الكويتية ممثلة في الشيخ (صفوان الزعبي)، فمنذ نشأتها والسلفية في طرابلس تحت قيادة أسرة الشهال الذين يمثلون الطرف التاريخي للسلفية في لبنان، إلا أنه حصل مؤخراً ظهور جيل سلفي جديد تزعمه الشاب صفوان الزعبي (35 عاماً) ممثل جمعية “إحياء التراث الإسلامي” وهي جمعية كويتية بذل من خلالها صفوان جهوداً كبيرة لحمل السلفيين على العمل الاجتماعي في لبنان، حتى أصبح قطباً كبيراً – رغم صغر سنه – بين أقطاب السلفية هناك، وأصبح بما يحظى به من احترام وقبول يمثل منافسة وتحدياً حقيقياً للشيخ داعي الإسلام الشهال ومدرسته.
وتابع باتريك: ظهر صفوان بصورة المستقل عن الأموال السعودية وتيار المستقبل – الذي صار ميله أقوى للجماعة الإسلامية والتيار الأزهري – حيث لم يدعم (آل الزعبي) تيار المستقبل بزعامة سعد الحريري في الانتخابات الأخيرة، وقد ظهر دور صفوان الزعبي قوياً خاصة في ظل الخلاف الشخصي بين الشيخ داعي الإسلام الشهال وزوج شقيقته وابن عمه حسن الشهال، الذي بدا فقط يريد أن يسجل لنفسه ظهوراً إعلامياً ووجوداً سياسياً لا يملك مؤهلاته. وقال باتريك: إن هذه الخطوة جاءت بينما كان يسعى حزب الله ومنذ شهور في محاولة للتفاوض مع أي من أطراف الطائفة السنية وخاصة السلفية منها، خاصة بعد أحداث بيروت الأخيرة وما أحدثته من احتقان مذهبي وعداء مع السنة.
وحول مستقبل العلاقة بين المجموعات السلفية في لبنان على خلفية ما جرى من تجاذبات بشأن هذه الوثيقة، اعتبر الدكتور رضوان السيد – أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة اللبنانية – أن كل ما في الأمر كان أشبه باختراق كويتي، وقد ردم هذا الاختراق، الذي سعى له الكويتيون – داعمين وممولين – على خلفية الخلافات الجارية بين السلفيين والشيعة في بلادهم. وأضاف أن المجموعة التي تحدث باسمها حسن الشهال – مجموعة آل الزعبي – تراجعت عما همت به وجمدت هذه الوثيقة، وأقرت بأن مثل هذا الأمر لن يتم مستقبلاً إلا إذا قبله الشيخ داعي الإسلام الشهال وباقي قادة التيار السلفي.
واستطرد رضوان السيد بأن هذه المجموعة أخطأت حينما اعتبرت الخلاف القائم في لبنان خلافا دينيا بين السنة والشيعة، في حين أنه لم يكن كذلك، بل هو خلاف سياسي عسكري في الأساس، بالنظر إلى أن حزب الله تنظيم عسكري مسلح المشكلة معه تتمثل في تفرده بقرارات السلم والحرب بعيداً عن مؤسسات الدولة اللبنانية، ولعل هذه المجموعة لم تدرك ذلك نظراً لكونها جمعية خيرية سلمية لا مشكلة لها مع الحزب أصلاً، وجاء الأمر أشبه بحيلة من قبل حزب الله سعى خلالها إلى شق الصف السني، وإظهار أن من بين السلفيين من يتفاوضون معه، دون أن يفكر قادة الحزب في مراجعة أنفسهم أو أن يصححوا الأخطاء التي وقعت بحق أهل بيروت.
وفي تصريحه لم ينس حسن الشهال أن يؤكد على توافق السلفيين بشأن أهمية الحوار مع حزب الله، من حيث المبدأ، قائلاً: لعلنا نحاوره مجتمعين في المستقبل أفضل من أن نحاوره فرادى، مضيفاً: إلا أن الحوار بات يتوقف الآن على أمرين: الانتهاء من دراسة الوثيقة، واقتناع الشارع السني بها. وذهب الشهال إلى أن حزب الله أوقع نفسه في مشكلة كبيرة مع أهل بيروت، حيث بقي الشارع السني متأذيا مما فعله.
ومن جهته استنكر الناطق الإعلامي باسم حزب الله الدكتور حسين رحال، ما يقال من أن مجموعة حسن الشهال لا تمثل إلا نفسها من بين الطائفة السنية، معتبراً أنها قوى لها وزنها واعتبارها في لبنان، وأن الدكتور حسن الشهال رجل معروف، ويرأس مجموعة من الجمعيات الخيرية الإسلامية التي تعمل في الدعوة والإرشاد داخل لبنان منذ أكثر من 40 عاماً، وتابع: نحن لا ننظر إلى القوى الإسلامية باعتبارها صغيرة أو كبيرة بل ننظر إليها باعتبارها جزءاً من لبنان، ولا يحق لأحد أن يحتكر الشارع السني في لبنان.
وأضاف الرحال قائلاً: نحن نتفهم موقف الدكتور حسن الشهال والقوى التي وقعت معنا الوثيقة، كما نتفهم أيضاً تراجعهم الذي جاء في ظل ضغوط شديدة مورست عليهم. وتساءل: لماذا هذا التعامل بطريقة الاستنفار السياسي من قبل الأطراف الأخرى، خاصة وأن عدداً كبيراً من القيادات المعتبرة في لبنان أيدت هذه الوثيقة.
“إسلام أونلاين”
علي عبدالعال
(صحافي مصري)
النهار
http://annahar.com/content.php?priority=3&table=kadaya&type=kadaya&day=Mon
صراع بين سلفيّتينتدمير التراث! د. خالص جلبي – أصابني الذعر حين مررت بدار التوليد في دمشق، وهي ترمم، وقد انكشف قبر ابن تيمية، وبجواره مدفن تلميذه ابن قيم الجوزية. وأنا رجل لا أعظم قبرا وميتا لكني أهتم بالتراث. وإلا فالكل عظام وهي رميم.. ولكن خصوم ابن تيمية كثيرون، والرجل أصبح ذكرى، وكتبه مازالت تطبع، قلت: قد يقع بعض خصومه الحاليين في حماقة تدمير تراثه وقبره أيضاً، والمهم كنت يومها مع أستاذي جودت سعيد ونحن نتأمل الموقع، وقلت في نفسي سبحان الله قبر ابن تيمية مقابل جامعة دمشق بعد جهاد طويل ترقد عظامه هنا بسلام، بعد أن استراح منه خصومه؛ فجعلوه… قراءة المزيد ..
صراع بين سلفيّتينصراعاتنا الداخلية أسوأ من صراعنا مع الغرب خليل العناني جماعة سلفية لبنانية توقّع وثيقة للتفاهم مع «حزب الله»، وسورية تتناغم مع روسيا، وإيران تتحالف مع «حماس» و«حزب الله» (وربما قريباً مع كل القوى والتيارات المعادية للغرب سياسياً وحضارياً)، فى حين تتحزّب نخبتنا الثقافية والإعلامية لصالح روسيا فى حربها ضد جورجيا من دون سبب سوى نكاية بالغرب وأميركا. صراعاتنا وتحالفاتنا ليست طائفية أو دينية، وكان أولى لها ذلك، ولكنها تبدو حضارية تصل إلى أعماق خياراتنا وبدائلنا، وهو ما قد يفسر ذلك التلاقي «العجيب» بين أقطاب متنافرة على غرار ما هو حادث حالياً. بل هو ما يجعل المسافة بين إيران… قراءة المزيد ..
صراع بين سلفيّتين اذا اردنا ان نحلل ظاهرة بروز الملالي والمشايخ في السياسة وايضا استخدام المليشيات الطائفية الارهابية لتنفيذ مخطاطاتهم وماربهم علينا دراسة تاريخ المنطقة ولمذا النظام الايراني المليشي باسم الدين يريد السيطرة ليس فقط على العراق وانما على العالم. ايران حاولت عدة مرات اعادة مجدها الفارسي العرقي بخلطه بافكار دينية وذلك باستخدام القوة والعنف(الصفويون والفاطميون..) ولهذا فنيت هذه الحركات كلها والسنة ايضا بواسطة القبلية والعرقية (الامويين..) دمروا المنطقة. ان النظام الايراني المليشي بزعمائه السيستاني والخميني والخامئني ونجاد وموسى الصدر ومقتدر الصدر والحكيم لم يستفيدوا من التاريخ ولن يستفيدوا مع الاسف ولا يعلموا ان العالم اصبح قرية ولا يمكن قبول… قراءة المزيد ..
صراع بين سلفيّتين
http://www.asharqalawsat.com/sections.asp?section=27&issueno=10863
صراع بين سلفيّتين
الكل يعلم ان الانظمة الشمولية المتبقية والتي يسميها العالم ببلاد الخوف والرعب والفقر والتهجير والقتل فان نهايتها يجب ان لا تتم بايدي خارجية وانما بيد الشعوب التي ستقول وباعلى صوت لا للمافيات لا للمليشيات لا للطواغيت لا للعنف لا للفقر لا للنهب لان هذه النظم تعتمد في استمرارها على العنف والمافيات المخابراتية والمسرحيات الخارجية والقاء مشاكلها الداخلية ووسخها على الخارج اي التطبيل والتزميرضد الصهيونية -والامريكية…ان هذه النظم مريضة لا تعلم ولا تريد ان تعلم ان العالم اختلف ويعشق الديمقراطية واحترام الانسان وضد الحروب والمليشيات الطائفية والعرقية والقومية.