مراسل “الفيغارو” جورج مالبرونو في “الهفوف
يندر أن تشاهد سيارة كاديلاك في شوارع الهفوف، والإضاءة العامة تكون شبه منعدمة بعد حلول الظلام. إن التناقض صارخ مع رخاء الرياض. ويقول مهندس فضّل ألا نذكر إسمه: “النفط تحت أقدامنا، ولكننا لا نستفيد منه. كان شيعة كثيرون يحتلّون مراكز مسؤولة في أرامكو، ولكن الإنتماء الشيعي بات خطّاً أحمر في السعودية منذ عمليات التطهير التي جرت في سنوات الثمانينات”. إن منطقة الإحساء التي يبلغ عدد سكانها 1،2 مليون نسمة تستفيد من ميزانية إستثمارات بقيمة 180 مليون ريال (300 ميون أورو)، في حين أن “القصيم”، أي “قلب المملكة”، تحصل على 12 ضعف هذه الميزانية… مع أن عدد سكّانها هو 700 ألف نسمة. ولا ينحصر التمييز ضد الشيعة في الدعم الحكومي. فلا وجود لهم تقريباً في الجيش، والحرس الوطني، وهم يشغلون وظائف دنيا في الإدارات العامة. وليس هنالك وزير شيعي واحد، أو حاكم منطقة شيعي، أو سفير شيعي. وفي مجلس الشيورى، هنالك 4 أعضاء شيعة فقط من أصل 150.
“يدفعوننا دفعاً لأن نكرههم”
وللمرة الأولى، في مطلع السنة، قام عاهل سعودي بجولة في المناطق الشيعية. ولكن رجل الأعمال صادق الرمضان يأسف لأنه “منذ الزيارة لم يتغير شيء. أعطونا وعوداً، هذا كل شيء”. ولكن توفيق السيف يقول: “حقاً أن هنالك الكثير مما ينبغي القيام به، ولكن الأمور تتقدّم، ولو ببطء”. وكلام توفيق السيف له قيمته: فمنذ 15 سنة يسعى هذا المحامي لانتزاع إعتراف من السلطات بالماكم الشيعية، التي لا تتجاوز صلاحياتها شؤون الزواج والإرث. والإهانة الكبرى هو أن إحكام هذه المحاكم ينبغي أن تُعرض مجدداً، وبكلفة مالية باهظة، أمام المحاكم السّنية.
إن جداراً غير مرئي يفصل بين السنّة والشيعة. ولكل طائفة أحياؤها الخاصة. ولا يتلقّى الأولاد الشيعة تعليماً دينياً في المدرسة. ويقول أحد الآباء: “حتى البكالوريا، ينبغي على أطفالنا أن يبتلعوا الأكاذيب أثناء دروس الدين، حيث يتم الحديث عنهم ككفّار….إنهم يدفعوننا دفعاً لأن نكرههم”. وتبعاً لذلك، فتلقين المذهب الشيعي يتمّ في المنزل.
حتى العام الماضي، كان الشيعة محرومين من حق بناء “قبو” لمنازلهم، على الأقل في القطيف. ويقول محمد الجبران: “كانت السلطات تخشى أن ننظّم إجتماعات سرّية”. ومع أنه تمّ رفع هذا الحظر قبل أشهر، فقد اعتقلت السلطات عدداً من رجال الدين الشيعة بتهمة “نشاطات غير مشروعة في الحسينيات”. وقد أحرز الشيعة نصراً في الدمّام: فقد أبصر النور أول مسجد جديد لهم. بالمقابل، فليست هنالك مقبرة يدفن فيها شيعة الدمّام، البالغ عددهم 250 ألف نسمة (من أصل مليون نسمة)، موتاهم. إن المرجع الذي يتّبعه معظم شيعة السعودية هو آية الله السيستاني في العراق، المعروف بمعارضته لولاية الفقيه. ويقول ديبلوماسي غربي، بعد أن يلفت النظر إلى النشاط الداعم للشيعة الذي تقوم به القنصلية الأميركية في الخُبَر، أن “هدف الشيعة ليس الإنفصال عن المملكة بل الحصول على مزيد من الحقوق ضمن مجتمع أكثر إنفتاحاً”.
مواضيع ذات صلة:
شيعة السعودية: مواطنون من الدرجة الثانية والنفط تحت أقدامهم
الحقيقة ان السنة يعيشون في ايران مواطنون من الدرجة الخامسة و يريدون الشيعة ان يكونوا من الدرجة الاولى في لبنان وسوريا ، فأن يعيشوا في المملكة مواطنين درجة ثانية “انجاز كبير لخادم الحرمين الشريفين اطال الله بعمره”
شيعة السعودية: مواطنون من الدرجة الثانية والنفط تحت أقدامهم
أنا مع الحق الشيعي في أن تنالهم التنمية سواء بسواء مع المناطق الأخرى وألا يضغط عليهم بقوانين غير مكتوبة
ولكن يجب التنبه إلى نقطتين :
1 ـ الشيعة ضروا أنفسهم بأنفسهم حين ارتبطوا بدولة خارجية في الثمانينات ولا توجد دولة في العالم تقبل من مواطنيها هذ الصنيع // ومن حقنا أن نحذر من مثل هذا
2 ـ أكثر التنمية في المدن قامت بجهود القطاع الخاص خصوصا في القصيم فهذه مسؤولية المواطنين أنفسهم
إبراهيم ـ السعودية
كلام صحيحماذكر في المقالين صحيح100% وليعلم الأخوة الشيعة ان اللادينيين و المتدينين غير المتعصبين معهم حتى ينالوا مطالبهم المشروعة مع عدم الإخلال بامن الوطن اوالولاء لإيران لأن ذلك من شأنه ان يزيد من محنتهم و يعرض الوطن للتفكك. يدعي البعض ان الأديان رحمة ولاكن عندما تختلط بالمفاهيم المتحجرة او المتعالية ينتج اضطهاد لبعض فئات المجتمع ولا نرى حلا لهذه الإشكالية الا بجعل الدين شأنا شخصيا ولا يقحم في الحياة العامة لاكن الى حين يقتنع العموم بهذه النظرية قد نكون خسرنا الكثير مما كان ينبغي الا يخسر. محمد ابوعزيز – السعودية الرفيق المنعزل بموسكو / لم استطع نشر ردي تحت الموضوع… قراءة المزيد ..