لم يعد مثيرا للإستغراب تغريب العماد عون! فهو يلمس يوما بعد يوم حجم الخسائر التي يمنى بها نتيجة خياراته السياسية التي تجافي منطق الدولة اولا وقبل اي شيء، وتجافي الخيارات الرئيسية للمسيحيين.
والخسائر المتنامية عونيا تجد ترجمتها الشعبية خصوصا في الجامعات والنقابات، التي ما زالت تثبت يوميا ولدى كل استحقاق ولاءها لمبادئ ثورة الارز، وقوى الرابع عشر من آذار. كما انها تثبت ان هذه القوى عصية على القهر والكسر .
وللتدليل على التراجع الدراماتيكي المستمر في شعبية العماد عون نستعرض في ما يلي نتائج الانتخابات الطلابية في جامعة اللويزة التي منى بها العونيون بهزيمة كاسحة فخرجوا من جميع اللجان الطلابية وفازت طالبة واحدة من حزب الطاشناق بالتزكية .
1 – كلية إدارة الاعمال وهي الاكبر في جامعة اللويزة وتضم 1700 طالب في فروعها كافة:
كانت الفروقات بين آخر الناجحين من طلاب قوى الرابع عشر من آذار واول الراسبين من العونيين وحلفائهم للسنة الماضية 139 صوتا في حين انها بلغت العام الحالي 205 أصوات.
2 – كلية الهندسة، وهي ثاني اكبر كلية في جامعة اللويزة وتضم 1350 طالبا:
شهدت الكلية فوزا لقوى الرابع عشر من آذار وإن بتراجع طفيف عن العام الماضي، حيث كان الفارق للعام الماضي 149 صوتا لصالح قوى الرابع عشر من آذار وسجل تراجعا للعام الحالي الى 135 صوتا.
3 – كلية الهندسة المدنية والتي تضم 750 طالبا: كانت الفروقات للعام الماضي 31 صوتا لصالح قوى الرابع عشر من آذار في حين انها سجلت ارتفاعا بخمسين صوتا لتصل الى 81 صوتا لصالح هذه القوى.
4 – كلية العلوم الانسانية وتضم 650 طالبا:
سجلت قوى الرابع عشر من آذار إنتصارا في هذه الكلية ايضا وارتفعت فروقات التصويت من 130 صوتا للعام الماضي لصالح قوى الرابع عشر من آذار الى 174 صوتا للانتخابات التي جرت العام الجاري.
5 – كلية العلوم التي تضم 450 طالبا:
ارتفعت فيها الفروقات من 37 صوتا للانتخابات الماضية في مقابل 108 أصوات للعام الحالي لصالح قوى الرابع عشر من آذار.
6 – كلية التغذية والتمريض وتضم 100 طالب: كانت في يد التيار العوني العام الماضي بفارق 15 صوتا وخسرها العونيون العام الحالي بفارق 20 صوتا لصالح قوى الرابع عشر من آذار.
7 – كلية العلوم السياسية وهي الاقل عددا في الجامعة تضم 80 طالبا: هذه الكلية ايضا كانت في يد العونيين وحلفائهم بقارق 12 صوتا لصالحهم في انتخابات العام الماضي، وتحولت الى الطاشناق وقوى الرابع عشر من آذار للسنة الحالية، بحيث تم تقاسم المقعدين بينهما وخسرت مرشحة التيار العوني بفارق صوت عن مرشحة الطاشناق في حين ان مرشح قوى الرابع عشر من آذار الذي خاض الانتخابات منفردا سجل الرقم الاعلى بين المرشحين بفارق 12 صوتا عن مرشحة الطاشناق.
إن قراءة الارقام السابقة تشير الى ان شعبية عون الى مزيد من التراجع في حين ان شعبية قوى الرابع عشر من آذار ارتفعت بنسبة 32% عن العام الماضي وفي المقابل فان مجموع الطلاب الموالين لقوى الرابع عشر من آذار في الجامعة ارتفع هذه السنة الى ما يقارب 65 في المئة من مجموع الطلاب في الفروع والكليات كافة .
ومع الاخذ في الاعتبار ان جامعة اللويزة تقع في قلب منطقة كسروان المسيحية ذات الطابع الماروني الغالب، وان أكثرية الطلاب هم من المسيحيين وان قرابة نصفهم من اهالي المنطقة والجوار، يمكن عندها فهم اسباب توتر العماد عون.
وعبثا يحاول الجنرال تحميل الطلاب وزر الخسارة وتدني شعبيته. فما يعرفه الجنرال ولا يريد الإقرار به هو ان سياساته هي التي أدت الى تراجع شعبيته لا أكثر ولا أقل. فليرحم الطلاب من نوبات غيظه فهم بذلوا ما في وسعهم، خصوصا ان نوبات الغضب التي تجتاح الرابية لدى خسارة اي استحقاق تتسبب بتخلي مزيد من العونيين عن انتمائهم الذي بات يشكل عبئا على معظمهم من دون تحمل سباب وشتائم فكيف إذا إجتمع الامران معا.