انعدام البعد الأنساني في حماس يجعلها تسير في ركاب الصهيونية عمليا وطوعا بكامل وعيها
*
عندما يطرح موضوع الشرق الأوسط الجديد، فان الحديث ينصرف الى ما يخططه الغرب لهذه المنطقة من مشروع جهنمي، ونتغافل عن مشروعنا نحن الموغل في التخلف، والذي نعدّه للمنطقة بوعي او بلا وعي منا ، اذا ما تجنبنا سوء الظن.
للغرب مخططه الذي يخدم مصلحة اسرائيل، بما هي جزء من مصلحته، وهذا سلوك طبيعي، في زمن تبادل المصالح وتقاطعها. ولكن ماذا اعددنا نحن، من مشروع مقابل يخدم مصالحنا؟
ففي أكثر من من منطقة عربية، يتم تهجير المسيحيين العرب، سواء بالتهديد المباشر او بالمضايقات والازعاجات لحملهم على الرحيل، ويقابله تسهيلات من الدول الغربية!!
ولنبدأ بمصيبة المصائب فلسطين! وكيف يتم “أسلمة” القضية الفلسطينية، وتحويل مسارها الوطني، الذي يعني الشعب الفلسطيني بكل أطيافه الدينية، فلم تعد القضية “وطنية” بمعنى ان هناك ارضا مغتصبة، وشعبا مطرودا من ارضه التاريخية، بل تحول الى قضية دينية، وصراع حول السماء. ويتغافل الطرفان اليهودي والاسلامي عن قضية مهمة وهي ، ان المعتقد الديني لأي طرف لا يعني الآخر ولا يلزمه، فنحن غير ملزمين بوعد يهوه لليهود باعطائهم “أرض الفلسطنيين” كما ورد في العهد القديم. ولا هم معنيّون بالمعتقد الاسلامي حول قداسة مدينة القدس أو أورشليم وهو الاسم الكنعاني القديم للمدينة، لكن التاريخ وحده، وأسبقية وجود الشعب هما من يقرران، نوع الصراع الذي يعني شعبنا بكل طوائفه.
ما يؤسف له حقا، هو بعض التجاوزات والفتن الطائفية التي تطل برأسها بين الحين والآخر، بالتعدي على المقدسات المسيحية، او تهديد المسيحيين، وهذا أمر لا يمكن انكاره، وأن “وأن نكنس تحت السجادة” لئلا نوقظ الفتنة، فهذا أمر لا يجب التهاون فيه أبدا!
اما الطامة الكبرى فقد جاءت في حديث للسيد/الامام اسماعيل هنية، رئيس وزراء امارة غزة، ويبشرنا فيها باقتراب موعد فتح روما، في وقت لا يستطيع معه فتح معبر رفح/العربي، في وجه لعبة طفل او رغيف خبز او حبة دواء! ومقتبسا بعض العبارات التي جاءت في دراسة “الجهاد الفريضة الغائبة” لمحمد عبد السلام فرج، الذي أعدم على خلفية اغتيال انور السادات، وقد نقل حديثا عن الرسول الكريم، يبشر فيه بفتح القسطنطينية ورومية، وهي روما عاصمة ايطاليا، فتحقق حلم الفتح الأول على يد محمد الفاتح العثماني، بعد أكثر من ثمانمائة سنة من اخبار الرسول.
والآن جاءتنا البشارة بقرب موعد الفتح الثاني، أي روما. علما ان ايطاليين كانوا ضمن مراكب فك الحصار عن غزة!!! وبعد ذلك اطلق السيد هنية تصريحا، ليصبح بذلك الناطق الرسمي باسم الله والرسول العظيم، مبينا ان عقابهما الالهي قد نزل بأمريكا، طبعا بسبب الأزمة الاقتصادية. لكنه لم يذكر لنا كيف تبلغ الرسالة، عن طريق الوحي ام بالايميل!
اليس من حقنا ان نتساءل، ان كان وضع الأمريكان بعد تلك الأزمة/العقاب الالهي، أسوأ من محنة وأوضاع الفلسطينيين في غزة أو الوطن أو الشتات! وهل هناك من يجادل في معاناة الانسان الفلسطيني تحت الاحتلال وفي دول اشقائه العرب؟ فهل هذا ايضا عقاب الهي جراء خطيئة أو اثم ارتكبه؟؟؟
الواقع ان الله ابتلانا نحن الفلسطينيون بقيادات، ماهرة في كسب الأعداء وخسارة الأصدقاء، قيادات ذكية في في اختيار التصريحات، وانتقاء الكلمات التي تجلب لشعبنا الكوارث! مثل تصريح ان تحرير فلسطين يمر من جونية، وما أعقب ذلك من كارثة حلت بفلسطينيي لبنان.
الى تصريح أحد القادة عام 1982، اثر الاجتياح الاسرائيلي للبنان، حيث صرح اثر انسحابه بأن “م ت ف” قد تركت ثلاثة آلاف مقاتل في لبنان ما تسبب في ارتكاب مجازر بشعة وعمليات دهم طالت الأبرياء.
والآن جاءنا البشير بقرب تحقق نبوءة فتح روما، دون ان نعلم لماذا تحديدا روما، هل لأنها معقل الكاثوليكية في العالم؟
على أثر استشهاد الرنتيسي، دافعت عن الحركة الاسلامية وخاصة حماس، في الاعلام النرويجي حتى اتهمني البعض ب”الأصولية”. والسبب انني وكثيرين غيري نلتقي مع الحركة الاسلامية في الهدف الوطني وحق الدفاع عن أرضنا!
لكن التلويح باقامة دولة اسلامية، ومضايقة المسيحيين لحملهم على الهجرة من موطن المسيح، فهذا أمر يثير المرارة والقلق. فالمسيح لم يعرف وطنا غير تلك الأرض. فبيت لحم مولده، والناصرة منشأه حتى أعطته اسمها الناصري. وشهدت القدس عذابه وآلآمه، على يد من يصلبون شعبنا اليوم.
يعلم كل أولئك المتاجرين بالدين، بأن الفلسطيني سكب دماءه سخية ورخيصة، في سبيل تحقيق حلم العودة، وما احتاج يوما الى “تحميس” حسه الوطني، بوعده بأنهار اللبن واللعسل، والحور العين اللواتي ينتظرنه، حتى يتراكض الى النضال والشهادة. وأن الثورة في مسيرتها قد زرعت آلاف الشهداء ممن كانوا علمانيين ومسيحيين وحتى ملحدين، ولم يستشهدوا في سبيل حياة أفضل في السماء، وانما في سبيل حياة أفضل لشعبهم في أرضه وحقه…..
تدفعني الغيرة والمحبة، لأن أقول لبعض قياداتنا، ان أسلمة القضية، ورفع لواء الاسلام، واستعمال تعابير من عيار فتوحات وغزوات، انما يعزز الاسلامفوبيا في الغرب، ويسيء الى سمعة المسلمين والعرب كافة، في بلاد “الكفر” التي تأوي الملايين من الذين فروا من الظلم والفقر وانعدام العدالة الاجتماعية، والخدمات الانسانية. هل نقول لعائلة الكرد التي طردت من بيتها، انتظروا وآصبروا فان فتح روما لقريب، في وقت يجلسون فيه، في العراء امام بيتهم ولا يجرؤن على “فتح” بابه؟؟؟
هل نقول “صح النوم” لمن استفاقوا من “نومة أهل الكهف” ليجدوا أنفسهم في زمن غير زمانهم؟؟؟؟
وللحديث بقية!
albakir8@hotmail.com
• كاتبة فلسطينية من لبنان تعيش في النروج
شرق اوسط بلا مسيحيينمن يصدق ذئباً يدّعى بطش فريسته؟! بقلم جوزيف بشارة Oct 26, 2008 ارتفعت في الأيام الأخيرة أصوات متطرفة كثيرة تبرر عمليات الاضطهاد الوحشي والتهجير القسري التي يتعرض لها المسيحيون في العراق. وتتوعد الأصوات المتطرفة المسيحيين بالمزيد من العمليات بغرض القضاء نهائياً على كل وجود المسيحية في بلاد الرافدين. تعبر الأصوات المتطرفة هذه عن رؤى مجموعات متأسلمة كبيرة تنفذ بهمة مخطط تفريغ العراق من مسيحييه الذي يعد المرحلة الأولى من المخطط الأوسع الذي يشمل القضاء على الوجود المسيحي في بلاد العالمين العربي والإسلامي. لم تتم مواجهة هذا المخطط المشئوم حتى الآن رغم مضي سنوات على بدء الإرهابيين العمل… قراءة المزيد ..
شرق اوسط بلا مسيحيينواخيرا مجلس النواب راد ايكحّلها , لكن عماها مجلس 2008-11-10 17:21 واخيرا خذلنا مجلس النواب يوم الأثنين المصادف 3.11.08 كان يوم اسود ووصمة عار في جبين مجلس النواب العراقي الذي وكما تدل تشكيلته وما نتج عنها وما سينتج لاحقا من قرارات وتوجيهات وقوانين وخاصة تلك المتعلقة بحقوق مكونات اصيلة معينة من الشعب العراقي , فانه كما يبدو مجلس انتهازي ومصلحي وفئوي , ولا حاجة لتذكيركم حول طريقة انتخابه والتي حامت حولها الشكوك في شرعيتها ونزاهتها . 6 سنوات ..وغالبية اعضاءه يستلمون مرتبهم الشهري بشكل منتظم ويتمتعون بحصانة وحماية امنية قوية , لا هم لهم ولا غم فكل… قراءة المزيد ..
شرق اوسط بلا مسيحيينالمشكلة ليست في هنية او الاحزاب الارهابية العنصرية الطائفية في العراق كما ليست في البشير او القاعدة او طالبان …..الخ انما المشكلة والطامة الكبرى هي في الفكر العنصري الارهابي الاقصائي الذي قام عليه الاسلام ,,,,,,,من محمد الى بن لادن ,,,,,,, فاصحاب الارض الحقيقيين ,,,الاقباط,السريان الكلدان الاشوريون,,, اصبحوا من ضحايا الاسلام منذ غزوات محمد واتباعه الارهابيين لبلاد الاقباط وبلاد ارام واشور وهذا الارهاب مستمر لغاية اليوم بحق الشعوب الاصلية من ذبح وتهجير السكان الاصليين في العراق (المسيحيين) الى اضطهاد الاقباط والمسيحيين في فلسطين ,,,,,,فالعربي المسلم المقتدي بمعلمه محمد بن امنة هو ارهابي وعنصري واقصائي الى ابعد الحدود والدليل… قراءة المزيد ..
شرق اوسط بلا مسيحيين
يبدو أنّ زكي يوسف يجهل أنّ قناة الجزيرة التي يديرها الأخوان المسلمون لا تذكر الفعل الحمساوي القذر في تهجير المسيحيين بسبب الهجمة الاسلاموية الظلامية والتي يسير في ركابها كل من لا يتخذ موقفا كالسيدة حنان بكير بل يحاول أن ينهي موقفه بموعظة أن الله سيرشد من ذكرتهم في مقالها ليعم الوئام.
أتركوا الله في سمائه. فأنه لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا هم ما بأنفسهم ويتخدوا هم انفسهم موقفا واضحا…
واتمنى على زكي يوسف ان يتخذ موقف من كل الآيات التي يؤولها الاسلاميون على أن المسيحيين كفار أو ضالّين. حينها سنرى في كلامه شيء جديد..
شرق اوسط بلا مسيحيين
(وأن الثورة في مسيرتها قد زرعت آلاف الشهداء ممن كانوا علمانيين ومسيحيين وحتى ملحدين). أسأل السيده بكير ماذا تقصد بِ وحتى ملحدين وهل الملحد شهيد صنف ثاني.
شرق اوسط بلا مسيحيينالسيدة حنان المحترمة، هل ما اوردته في مقالك بالامر الجديد؟ ما الذي دفع بالمسيحيين في بلاد الشام بأسرها ليكونوا اول المهاجرين الى امريكا في القرن التاسع عشر؟ ألم يكن الحكم العثماني المتعسف وراء تضييق الخناق على ابناء “الملة” المسيحية؟ هذا الحكم الذي يتحسر الكثيرون من الاسلاميين على انتهائه بعد ان جثم فوق صدورنا اربعة قرون كاملة. وما الذي حدث ويحدث في مصر والعراق والجزائر للمسيحيين؟ “الاسلاموفوبيا” في الغرب تتغذى ، وبحق، من كل ما ترتكبه حكومات ومنظمات تعتبر نفسها حامية حمى الاسلام وهي تفسر حسب هواها فريضةالجزية التي ضُرِبت على اهل الذمة والتي توجب عليهم اداءها “وهم… قراءة المزيد ..
شرق اوسط بلا مسيحيين
أكتب هذه الكلمة المقتضبة لأعرب لك عن تقديري الكامل لمقال السيدة حنان بكري العقلاني والرائع (شرق أوسط بلا مسيحيين) وكنت أتمني أن يكون بين الفلسطينيين ألف إنسان مثل السيدة حنان بكري فى مقابل كل نسخة بشرية من الحفرية الغزاوية المسماة إسماعيل هنية … ولكن (وللأسف) فإن الواقع هو نقيض ذلك … لقد سبق وأن طالعت الكثير من كتابات السيدة بكري الرصينة والعقلانية من قبل وهو ما حضني اليوم على الكتابة لأعرب عن إعجابي الموضوعي بمقالها الحديث هذا وبكل ما سبق وأن طالعته من كتاباتها – طارق حجي
شرق اوسط بلا مسيحيين
الدكتور احمد (الجميل قلبا وتعليقا)
هذه مزحة من مزحاتك .. فحي الرمان لا علاقه له بنبوءة الرسول عن فتح القسطنطينية وبعدها روما والتي أكدها مؤمنا بها الشيخ القرضاوي وتعتبر من ضمن استراتيجية الأخوان المسلمين في العالم.
أما الاستاذ طارق حجي فأنا أتفق معه على أن كتابات السيدة حنان بكير رائعة لا تحتضنها غير الشفاف الصادقة والرائعة بأفقها الشفاف والواسع والمنفتح والصادق…
شرق اوسط بلا مسيحيينالسيد “الإمام” هنية الناطق الرسمي باسم الله والرسول، حسب الوحي الذي نزل عليه، أن الأزمة الإقتصادية الأمريكية ما هي إلا غضبا من الله وعقابا منهه على أمريكا. سؤالي : ما يحصل في فلسطين حتى الآن من مصائب، هل هي أيضا عقابا من الله أم من شياطينه الصهاينة الذين يمشون على نهج كتابهم المقدس والذي يحث عن القتل والذبح والسطو والإغتصاب. كفى وحيا يا هنية سواء من أيميل أو من السماء وانظر أنت واتباعك لما يحصل وسيحصل مادمتم تسهلون على العدو تصفية بعضكم. عيبا عليكم يا جماعة حماس ، حسبناكم رجال الله ، تمشون على سراط مستقيم وكنا… قراءة المزيد ..
شرق اوسط بلا مسيحيين
ربما الامام الشيخ اسماعيل هنية لم يفهم قصد محمد بتعبير رومية . بالتأكيد ليس روما .. انما الحصول على رومية … امرأة من روما . وقد يكون هو الآخر يقصد نكح رومية .. ليش لأ الايطاليات على كيفك !!
أسأت الفهم
الموضوع جيد ومهم للحالة الفلسطينية والعربية المعاشة، حيث جرت العديد من الهجمات ضد مسيحيي قطاع غزة تحديدا، والآن بالجملة مسيحيي الموصل في العراق، ولكن بالنسبة لتصريح الملا إسماعيل هنية فقد أسأت الفهم ، فهو لا يقصد روما عاصمة إيطاليا، وأغلب الظن رغم احتمال كونه إثما، فهو يقصد حي الرمان في مدينة غزة…والله أعلم .