أكدت الشرطة البرازيلية امتلاكها أدلة دامغة ضد رئيس اللجنة الأولمبية الأرلندية باتريك هيكي، المتهم ببيع تذاكر الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو بطريقة غير شرعية.
وذكر محقق الشرطة ريكاردو باربوزا في مؤتمر صحافي عقده في ريو أن «تحليل الدلائل بما فيها رسائل البريد الإلكتروني يؤكد أن رئيس اللجنة الأولمبية الأرلندية باتريك هيكي كان على تواصل مستمر مع ماركوس إيفانس، الذي يرأس شركة تي إتش جي».
وألقي القبض في الـ15 من الشهر الجاري على هيكي في فندق ينزل فيه كبار مسؤولي اللجنة الأولمبية الدولية في ضواحي بارا دا تيجوكا الكامنة على مقربة من المنشآت الأولمبية، وأصيب بوعكة غداة توقيفه ما استدعى نقله إلى المستشفى، بينما رفضت اللجنة الأولمبية الأرلندية التي يرأسها هيكي التعليق على الموضوع آنذاك، وصرحت في بيان: «سننظر بإسهاب إلى الموضوع قبل إصدار حكمنا». كذلك صدرت مذكرات اعتقال بحق سبعة أشخاص آخرين من بينهم رجل الأعمال البريطاني ماركوس ايفانس (مالك نادي إيبسويتش الإنكليزي)، فيما أودع هيكي خلف القضبان في مجمع السجون في بانغو بضواحي شمال ريو دي جانيرو إلى جانب مواطنه كيفن مالون الذي أوقف في الخامس من آب (أغسطس) الجاري، وهو مدير رفيع المستوى في شركة «تي إتش جي» الإنكليزية المتخصصة بتنظيم الأحداث الرياضية، التي منحت حق بيع تذاكر ألعاب لندن 2012 وسوتشي 2014 الأولمبيتين، بالتهمة ذاتها أسوة بهيكي.
وجاء التوقيف بناءً على معلومات توفرت لدى الشرطة حيال وجود شبكة دولية لبيع التذاكر بطريقة غير قانونية بناءً على سلسلة من الاعتقالات وبعد إصدار الكثير من مذكرات الاعتقال، بينما أكدت الشرطة البرازيلية في وقت سابق أنها صادرت 781 تذكرة فاق سعرها قيمتها الأساسية بأشواط، ومعظمها يعود لأحداث مهمة كحفلة افتتاح الألعاب الأولمبية، فيما كان يحمل بعضها علامة اللجنة الأولمبية الأرلندية، إذ بيعت تذاكر حفلة الافتتاح بـ8 آلاف دولار (7200 يورو)، في حين أن الثمن الرسمي لأغلى تذكرة خاصة بالحفلة هو 1300 دولار (1200 يورو)، إذ بلغت إيرادات هذا البيع غير القانوني «على الأقل 10 ملايين ريال (2.8 مليون يورو)»، بحسب ما أعلنه أخيراً باربوزا الذي يقود التحقيق من وحدة مكافحة الغش في شرطة ريو دي جانير، مشيراً إلى أن «القيمة الأصلية للتذاكر المحتجزة هي 626 ألف ريال، ولكنها بيعت بـ30 مرة ضعف ذلك».
يذكر أن باتريك هيكي (71 عاماً) بين القيادات العليا داخل اللجنة الأولمبية الدولية، فهو رئيس اللجنة الأولمبية الأرلندية وعضو في اللجنة الأولمبية الدولية، ورئيس اللجنة الأولمبية الأوروبية، ونائب رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية «أنوك» الذي يترأسه الشيخ الكويتي أحمد الفهد الصباح، وأعلن استقالته موقتاً من هذه المناصب حتى حل هذه المسألة بشكل كامل.