يبدو لنا أن بيان السيد زيد الأطرش يأتي بعد خبر نشرته وكالة “سانا” السورية الرسمية، يوم السبت، حول زيارة الأمير طلال أرسلان ووفد من مشايخ الموحّدين الدروز إلى “السويداء”. ويمكن للقارئ الإطلاع عليه بعد قراءة بيان السيد زيد الأطرش؟
أما صاحب “الخطاب الرذيل والبذاءة الموصوفة” الذي الذي يظهر في سوريا “ليؤسس ميليشيا طائفية على غرار ما يفعل في لبنان” فهو.. “غني” عن التعريف!
الشفاف
*
بيان
لقد درج نفر من أبناء الطائفة الدرزية في لبنان على حشر أنفسهم في الشأن السوري، يدفعهم الى ذلك منافع شخصية ضيقة، فهؤلاء كما يحاولون شق الطائفة في لبنان، خدمة لأجندات إقليمية‘ فهم يحاولون نقل ذلك إلى الطائفة في سورية. نريد أن نقول لهم إن بضاعتكم فاسدة ولن تجد من يشتريها من الشعب السوري الذي ينشد حريته وكرامته، وهي مردودة على صانعيها ومسوقيها في آن معاً.
إن توريط مشايخ من طائفة الموحدين الدروز في لبنان في زواريب السياسة ومستنقعاتها أمر غير محمود وغير مسبوق، ولم يعوّدنا أصحاب العمائم البيضاء الظهور على عتبات السلطان وذلك حفاظاً على نقاوة وطهرية عمائمهم ومواقفهم، وليبقوا على مسافة تمكنهم من القيام بدورهم كـ”مصلاح خير” عند اللزوم.
ولكن زيارة المشايخ الأفاضل إلى سورية فعلت غير ذلك، فقد أريد لهم أن يحشروا في لعبة التكاذب، ما ينسف أول ركن في العقيدة: الصدق، ويصب الزيت على النار المشتعلة في سورية، والتي يراد لها أن تكون طائفية ليستقيم لمشعليها استمرار القتل، ويحرّض على الشحن الطائفي، في لعبة دنيئة مستمرة منذ عدة عقود، يحتقرها الشعب السوري وينبذها.
نريد أن نذكّر أهلنا في لبنان أن اللعبة الطائفية لم تكن من مفردات طائفة الموحدين الدروز في سورية يوماً من الأيام، لا بل كانت الطائفة رائدة في جمع الكلمة حول وحدة الأرض السورية ووحدة الشعب السوري وتعايش طوائفه ودياناته وقومياته بعيداً عن الأغراض الصغيرة والمرامي الكيدية للبعض، وكان شعار “الدين لله والوطن للجميع” الذي رفعته الثورة السورية1925 الراية التي انضوى تحتها جميع السوريين وما زالوا. وإذا أبطن البعض غير ذلك وما زال يذكي الفتنة الطائفية ويؤججها إلى اليوم، فالطائفة الدرزية في سورية لا ولن تربط مصيرها بمصيرهم.
إننا لا نبتغي تعليم أحد ما يجب أن يفعله ببلده، ولا نريد ان ننوه عن عدم النضوج السياسي للبعض من إخوتنا في لبنان وعدم تحررهم من التبعية؛ ولكننا نؤكد أننا لا نرغب بتلقي دروس فيما علينا أن نفعله ببلدنا، فنحن ناضجون كفاية لتدبر أمورنا، أما للذي يظهر علينا بين حين وآخر ليؤسس ميليشيا طائفية على غرار ما يقوم به في لبنان خدمة لشياطين الطائفية عبر وسائل رخيصة وخطاب رذيل وبذاءة موصوفة، فلا بد له من أن يسقط في شر أعماله.
إننا نهيب بمشايخنا الأفاضل وهيآتنا الروحية أن ينأوا بأنفسهم عن المزالق التي يحاول أن يوقعهم بها المشتغلون على الصغائر. وأن يشفقوا على نزاهة العقيدة من ارتكاب الخطأ أو التحريض على الفتنة والقتل، فهذه العمائم يجب أن تبقى بيضاء نقية كنقاء عقيدتهم وبياض قلوبهم. وليتحمل أصحاب المآرب وحدهم عواقب أفعالهم.
شبلي زيد الأطرش
عرى – في 12/12/2011
*
المير طلال ارسلان وشيخ عقل الطائفه الكريمه في لبنان يزوروا السويداء
السويداء-سانا
أكد وفد لبناني ضم نحو 70 رجل دين من طائفة الموحدين الموحدون في لبنان وقوفه إلى جانب سورية في مواجهة ما تتعرض له من مؤامرات تستهدف النيل من صمودها واستقرارها وقرارها الوطني المستقل.
وأشار الوفد خلال زيارته إلى محافظة السويداء الى وحدة الشعبين الشقيقين والمصير المشترك الذي يجمع بين سورية ولبنان وثقته بأن سورية ستبقى صامدة قوية في وجه كل التهديدات التي تواجهها.
وقال الامير طلال أرسلان خلال مأدبة غداء أقيمت للوفد.. أتينا من جبل لبنان لنوءكد على الثوابت الوطنية والقومية التي تربى عليها الشعبان السوري واللبناني ولنجدد من المنطلق الوطني والقومي تمسكنا بالوقوف إلى جانب سورية قيادة وشعبا وجيشا ومؤسسات.
وأضاف أرسلان أن زيارة وفد رجال الدين إلى سورية تؤكد اننا حماة للأرض والوطن والسيادة والاستقلال والوحدة الوطنية ويجمعنا عنوان عريض هو الدين لله والوطن للجميع مبينا أن كرامة وضمير واستقلال وسيادة الشعبين السوري واللبناني واحدة وهما معنيان بالدفاع عن أرضهم وصنع قرارهم الوطني الشريف المستقل.
ولفت أرسلان إلى أن أعداء الأمة يريدون النيل من سورية عبر التضليل الإعلامي الكاذب لأنها صامدة في وجه المستعمرين ولم يبق غيرها قلعة ممانعة في الأمة العربية وقال.. إننا في سورية ولبنان صامدون وانتماؤنا واحد وهويتنا واحدة ولا نحتاج لمن يعلمنا كيف نعزز دستورنا ومؤسساتنا ودولتنا.
بدوره عبر الشيخ نصر الدين الغريب شيخ عقل طائفة الموحدين الموحدون في لبنان عن اعتزازه بالمواقف المشرفة لأبناء جبل العرب وتاريخهم النضالي في وجه المستعمرين من اجل عزة وكرامة الوطن مبينا أن المستعمرين الجدد الذين يطلون اليوم من وراء البحار سيهزمون على جميع الأراضي العربية كما هزموا في لبنان.
وقال الشيخ الغريب.. نحن مستعدون لمواجهة المستعمرين مهما قست الظروف وان أرض العرب ستبقى للعرب وكلنا ثقة بأبناء سورية فهم شعب حر يأبى الذل والهوان ونقف صفا واحدا في سبيل نصرة الأمة مؤكدا على تعزيز الوحدة الوطنية في سورية التي ستبقى ملاذا لأحرار الأمة وسندا لهم وداعمة للمقاومة.
من جهته أعرب شبلي جنود أمين فرع السويداء لحزب البعث العربي الاشتراكي عن تقديره لزيارة الوفد اللبناني إلى المحافظة مثمنا موقفه الوطني بالوقوف إلى جانب الشعب العربي السوري في تصديه للمؤامرة التي يتعرض لها.
وأكد جنود ان أبناء المحافظة على عهدهم مع الوطن ووحدته وقائده لافتا إلى وعي الشعب السوري وقدرته على دحض المؤامرة وتقديم الشهداء في سبيل عزة الوطن وأمنه وكرامته لتبقى سورية صامدة منيعة.
من جانبه لفت الشيخ حسين جربوع شيخ عقل طائفة الموحدين الموحدون في سورية إلى أن زيارة الوفد تشكل دليلا واضحا على التزام لبنان وسورية بمصير وكرامة واحدة مؤكدا ان سورية ترفض أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية وستبقى قوية بخطها ونهجها الوطني والقومي.
شارك في اللقاء منصور عزام وزير شؤون رئاسة الجمهورية والدكتور مالك علي محافظ السويداء والشيخ حمود الحناوي شيخ عقل طائفة الموحدين الموحدون في سورية والأب بطرس نائبا عن المطران سابا إسبر مطران حوران والجولان وجبل العرب وعدد من رجال الدين في المحافظة.