المقال الذي نشرته “إيلاف” يوم السبت بعنوان “مصادر في الرياض تنفي أي متغيّر سعودي تجاه المحكمة الدولية“، بتوقيع يوسف الهزاع يدعو للتساؤل. فهو، أولاً، ينقل عن
“مصادر سعودية نافذة اتصلت بها إيلاف من الرياض ونيويورك نفيها ما أشيع من أنباء حول وجود متغيرات سعودية فيما يخص المحكمة الدولية الخاصة في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، مشيرة إلى أن ما يتم تناقله في هذا السياق هو محض خيال تقوده تمنيات بعض الأطراف للضغط على الرياض.”
وجاء في المقال (من دبي؟): قالت مصادر سعودية نافذة اتصلت بها “إيلاف” من الرياض ونيويورك إن ما يتردد لبنانياً وإسرائيلياً من متغيرات سعودية فيما يخص المحكمة الدولية الخاصة برئيس الوزراء اللبناني الأسبق الراحل رفيق الحريري هو “محض خيال وتوقعات”.
“وأكدت المصادر ذاتها “أن هذه الخيالات تقودها أطراف تعلم مسبقاً أن مواقف السعودية المتعاقبة لم تشهد لها أن ماطلت في قرار دولي منذ إنشاء منظمة الأمم المتحدة حتى هذه اللحظة”، وأضافت المصادر “أنه ليس في وارد المملكة إعاقة أي قرار دولي تم إبرامه ما لم ينقضه قرار آخر ومن ذات الجهة التي أصدرته”.
“وأوضحت المصادر “أن ما يتردد هو محض خيال تقوده تمنيات بعض الأطراف للضغط على السعودية، فلم يبحث العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز المغادر هذا الأسبوع نيويورك لمزيد من الراحة بعد عملية جراحية أجراها قبل نحو شهر، لم يبحث مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري هذا الملف، وأن مجيء الأخير كان للسلام على الملك عبدالله حتى وإن كان التقى ببعض المرافقين للملك من أمراء ووزراء”.
كل ما سبق يشكّل، بالتأكيد، تراجعاً سعودياً عن المواقف التي روّج لها الأمير عبد العزيز بن عبدالله في الآونة الأخيرة. وهذه المواقف ليست “محض خيال وتوقّعات”، كما تزعم “إيلاف”.
وإذا كان هنالك تراجع، فلماذا تسعى “إيلاف” لتصوير الموضوع بأنه “محض خيال”؟ ولا يفيد كثيراً، هنا، الإختباء وراء الردّ على “هأرتس” الإسرائيلية! هل المعلومات الدقيقة المنتشرة في بيروت والرياض ونيويورك هي كلها “مؤامرة إسرائيلية”؟!
وبعد ذلك:
كيف “تستطيع إيلاف التأكيد”؟؟
ثم يضيف مقال “إيلاف” تأكيداً حاسماً قاطعاً (على الطريقة العربية) بدون أن يبيّن مصدراً:
“وتستطيع إيلاف التأكيد أن روزنامة الاهتمامات السعودية مكتظة بملفات كبرى قد لا تكون لبنان أولها أو ثانيها بل ولا حتى رابعها، إذ أن الشأن الداخلي في المملكة هو بؤرة التفكير السعودي الآن، فساعة السنوات الأربع على التشكيل الوزاري أوشكت أن تدق، والسوق السعودية مليئة بالتوقعات والتخمينات حول المدى الذي سيصل العاهل السعودي الملك عبدالله في التغيير والتطوير، فهل يعيد صياغة المجلس؟، أو يملأ شواغره وينهي خدمات وزراء أبدوا رغبتهم في الإبتعاد عن العمل الحكومي؟، أو وزراء تجاوزتهم عربة التغيير، والبعض لأدائه الضعيف في وزارته.”
والسؤال طبعاً هو: بإسم من تستطيع “إيلاف” تأكيد أن لبنان قد لا يكون حتى في المرتبة الرابعة من إهتمامات السعودية.. إلخ.؟
من هو المسؤول السعودي الذي “خوّل” إيلاف، أو طلب منها، نشر هذا التأكيد العجيب الغريب؟
قليلاً من الإحترام لعقل القارئ!