لنتجرد من كل الاعتبارات، لنلتزم الواقع الذي أمامنا. سبق أن كتبت تحت عنوان (وماذا لو اعترفنا بإسرائيل) وبرهنت على قولي بتجرد كامل وقلت أن إسرائيل أمر واقع لا ينكر وجودها إلا منكر وجود الشمس. أنا لم أتحدث عن أحقية قيام دولة باسم إسرائيل ولكني سقت المبررات التي أدت الى إقامتها وأنا مؤمن إيمانا كليا بقيام دولة واحده تجمع العرب واليهود تمارس فيها كل الديانات دون ان يكون هناك تسلط دين على آخر لا سيما وأن الكنيست الإسرائيلي يضم عربا مسلمين ومسيحيين، وأن المنطقة التي يدعيها كل جانب تضم مقدسا تقدسه جميع الأديان السماوية ولا يلغي حق إلا مكابر أو متجني.
أعود الى ما حدث يوم الغفران اليهودي في عكا. مدينة عكا تحت حكم دولة إسرائيل والعالم أجمعه معترف بذلك حتى دول عربية، والدول التي لا تعترف صراحة تعترف ضمنا. اليهود لا يراعون حرمة شهر الصوم المبارك عند المسلمين لكنهم هم الحكام. اليهود عندهم يوم الغفران يوم مقدس وله طقوسه والمتشددون منهم يعميهم تشددهم عن التسامح مع غيرهم من أصحاب الديانات ويعتبرون كل متجاوز إنما يقصد إهانتهم. هذا يحدث في كثير من الدول الإسلامية. ففي تلك الدول لا يسمح بخرق حرمة شهر رمضان المبارك بل ويصل الأمر في بعض الدول الإسلامية الى عقاب كل من يمارس الأكل أو التدخين نهارا بالجلد.
الحكومة الإسرائيلية لم تصدر تعليمات بعقاب من يخالف المعتقد اليهودي ولكن المتشددون دينيا هم من تأخذهم العزة بالإثم، ما دام الحكم بأيديهم والعالم معترف بذلك رغم أن كثيرا من اليهود يرفضون قيام الدولة اليهودية. ولكن هذا هو الحاصل فلماذا لم يحترم صاحب السيارة الموقف ويوقف فتنة أكثر من تضرر فيها العرب المسلمون.
هل كان اليهودي يستطيع المجاهرة بالفطر في رمضان في عهد الحكومات الإسلامية في فلسطين؟ العاقل من أنصف من نفسه، ثم علام العجلة، فالنهاية على أبوابها.
أعود الى حرب “النت” بين السنة والشيعة. أنا لست سني ولا شيعي. أنا مسلم. سبيلي كتاب الله عز وجل وما صح من حديث رسوله بما يتوافق والكتاب ولا أهتم لمذهب فلان ولا قول فلتان فالإسلام سهل يفهمه الأمي والعالم. إن تقسيم المسلمين الى فرق لم يكن وراءه إلا مصالح اقتصادية، ولو تمعنت فتجد كل مذهب ينافح أن أصحابه على حق حتى يكون الأمر والنهي بأيديهم ويسوقوا الخير حيث يريدون. السنة ذاتهم فرق متناحرة والشيعة كذلك فرق متناحرة. هناك عقلاء من جميع الأفرقاء ولكن صوتهم ضائع بين صراخ أصحاب المصالح الخاصة.
كل صباح تجد موقعا سنيا ضرب، ثم تجد بعد ثوان موقعا شيعيا ضرب، وكل فريق يسم الآخر بأنه معتدي وأنه عدو للإسلام والمسلمين. أعجب ما في الأمر أن يقوم من تحسبهم من عقلاء القوم ومن خيار مفكريها وعلمائها من كلى الفريقين بتكفير الآخر دون تحديد للمتجاوز من كل فريق بل تجد التعميم هو السائد وكأنما هم يجمعون الحطب على ظهورهم ليزيدوا في اشتعال النار. كل يرى إسلامه هو الحق، ولكنها حكمة الله!!أيدي تلعب يمينا وشمالا تلعب بالعالم كما يلعب المتمكن من اللعب (بالكتشينة) وتحويل المكاسب الى ناديه والآخرون (يقزون) على أسنانهم
العاقل من ينتحي جانبا ويتفرج على هذه المباريات التي لا يديرها حكم نزيه.
allehbi@gmail.com
* كاتب مستقل من جده
سيارة يوم الغفران وحرب “النت”
لا استطيع أن افهم أنت من ؟ إسرائيلي أو سعودي .
وأنا مؤمن إيمانا كليا بقيام دولة واحده تجمع العرب واليهود.( تتكلم باسم الشعب الفلسطيني من جدة أمر غريب), اتركوا الفلسطينيين يقرروا مصيرهم بدونكم , ففي تلك الدول لا يسمح بخرق حرمة شهر رمضان……… – السعودية على رأسهم – إلى عقاب كل من يمارس الأكل أو التدخين نهارا بالجلد. كان يفترض أضاقت بلدك لا تخجل, أنت من الناس التي لا تخجل أيدا. مثلا( أنا مسلم يهودي من جدة ).