تستمر التظاهرات السلمية في سوريا ويستمر معها سقوط الشهداء واختفاء الشبان إما اعتقالاً أو اختفاءاً قسرياً، لكن أبناء المدن السورية الثائرين يصنعون الفرح في تظاهراتهم فيما يتهمهم النظام بالسلفية والتسلح وغيرها من اتهامات بقيت منذ خمسة أشهر حبراً على ورق، فمقابل الاتهام بالتسلح صنع الشبان إلى جانب تظاهراتهم الليلية والنهارية ألعاباً سموها أسلحة للقتال .
ففي مدينة حمص وهي المعروفة تاريخياً بانتاج النكات الساخرة والمواقف المضحكة، والتي يؤلف أهلها النكتة عن أنفسهم ليضحكوا من كل شيء، تميزوا أهل هذه المدينة مع الانتفاضة السورية بعدد من الأعمال الساخرة من النظام و”شبيحته“ الذين يطلقون النار على المدنيين .
ففي آخر ”نكتة“ عرضتها أمس صفحة ”نهفات الحماصنة في الثورة السورية“ أن شبيح يقول لصاحبه ”نفسي يصير معي مصاري قد سالي؛ سأله صاحبه مين سالي؟؛ جاوب : والله ما بعرفها، بس معظم العمارات والسيارات مكتوب عليهم FOR SALE“ .
ولكن قبل هذه النكتة وفي الوقت الذي تستمر فيه التظاهرات في المدن السورية الرد العسكري للقوى الأمنية عليها، استمر ابناء حمص بصناعة الفرح خلال أيام التظاهر، من الشعارات إلى الأغاني وكذلك سلاح الكوسا رداً على سلاح الدبابات . فقد أظهر فيلم عرض على ”يوتيوب“ مجموعة حمصية تحمل عدداً من الأسلحة المصنوعة من أخشاب وخضار، مثل ”آر بي جي“ كوسا، ورشاش متوسط رصاص بامية، وقنابل باذنجان، المجموعة التي صنّعت اللعبة بكثير من الجهد كان همّ أعضائها اظهار مدى سلمية التحرك الشعبي وكذلك اعطاء مسحة من الفرح على عملهم .
http :// www.youtube.com/watch?v=cCsuwycPDfU&playnext=1 & list=PL7C4A8DB92FD000C1
يسخر شبان الثورة السورية من الحديث عن تسلحهم وعن المجموعات المقاتلة التي تقاتل القوى الأمنية، ففي حين استعملوا الكوسا والبامية في بياضة حمص، اتجهوا إلى استعمال الباذنجان والمفرقعات النارية في باب سباع رداً على الرصاص الحي واقتحام الدبابات .
http :// www.youtube.com/watch?v=F3kyEpoMiY8 & feature=related
أهالي مدينة حماه والذين عانوا قبل ثلاثين عاماً من حرب دمرت بيوتهم وشوارعهم أظهروا خلال التحركات التي قاموا بها مدى انفتاحهم وقدرتهم على صناعة الصورة الجميلة للثورة السورية وردوا على اتهامهم بالسلفية والتسلح بعدة تحركات كان أبرزها التظاهرات الكبيرة في ساحة العاصي في مدينتهم والتي كانت أرقام المشاركين بها عالية جداً، إضافة إلى رسمهم العلم السوري من خلال لبس ألوانه، ليكون أكبر علم بشري، كما قاموا بتخييط أطول علم في سوريا رداً على الأعلام الطويلة التي صنعها جماعة ”منحبك“ التابعين للرئيس السوري بشار الأسد .
ولكن النكتة الحموية كانت حين قاموا بعرض سلاح يعمل على الطاقة النووية، وهو غسالة منزلية صغيرة ركبوا عليها رادار تلفزيون ووضعوها في إحدى ساحات مدينتهم، وزيادة في النكتة قالوا إن هذا السلاح النووي جاءهم به السفير الأميركي لدى دمشق هدية لأحد أحيائهم .
http :// www.youtube.com/watch?v=I7C1bTyfQlM
أما اللافتات التي ترفع في التظاهرات فهي تحمل أيضاً الكثير من القصص المضحكة، وهي أيضاً للتعليق على الأحداث الضخمة التي لم تجد لها أغان جديدة، فهم يكتبون عليها ما يخطر ببالهم من سخرية بالشبيحة والنظام كأنهم يصنعون من الحيز الصغير صحيفة متنقلةيكتبون فيها قصصهم .
الشبان السوريون منذ بداية انتفاضتهم كتبوا على جدران مدنهم الشعارات المنادية بالحرية والكرامة وكذلك شعار ”الشعب يريد اسقاط النظام“، فصارت أسماؤهم هي بخاخ مدينة حماه وبخاخ مدينة ادلب وغيرها من البخاخين، بعض هؤلاء اعتقلوا أثناء كتابتهم الحرية على الجدران مثل أحمد الخانجي أو الرجل البخاخ الذي يقال عبر صفحة دعمه بعد اعتقاله التي وضعها رفاقه على فايسبوك، إنه كان يركن سيارته في أحد شوارع دمشق القديمة ويسير في الحواري يكتب على الجدران ويختفي بين المنازل إلى أن كمن له الشبيحة في إحدى الليالي السوداء واعتقلوه ليختفي فترة في سجن انفرادي .
أفلام الفيديو على يوتيوب تنقل أيضاً قصصاً كثيرة عن الأطفال المشاركين في الانتفاضة السورية، وبدل أن يلعبوا ”أبطال وحرامية“ صاروا يلعبون ”متظاهرين وشبيحة“، حيث يهرب الشبيح في كل مرة أو يقتل، والشبيح دائماً هو الدور المكروه من قبلهم فلا يقبل بتمثيله إلا الأصغر سناً لأنهم يحتاجون للعب أي دور مع رفاقهم الأكبر سناً .
تأثيرات هذه الانتفاضة على الأطفال كثيرة، ففي إحدى مدارس حوران عرض الأطفال مسرحية نهاية العام عن حصار مدينة درعا وسقوط الشهداء فيها، والاعتقالات وفقدان أخوتهم الشبان الذين هربوا او اعتقلوا او ذهبوا في الموت إلى الشهادة .