غزة (رويترز) – يتطلع سكان غزة الذين انهكهم قلة النوم والقنابل العديدة التي تسقط عليهم وكثرة القتلى بين احبائهم الى وقف لاطلاق النار بين اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) ولو حتى لفترة لاستجماع شتات حياتهم.
وقال على حسن (43 عاما) وهو والد خمسة اطفال لجأ الى منزل اخيه في وسط غزة “نحن نريد وقفا لاطلاق النار ولايعنينا كيف يتم ذلك. اطفالنا بحاجة الى العودة الى النوم في فراشهم”.
وقال “كفانا هذا” واوضح كيف انه نقل اسرته من شمال غزة الى وسط المدينة من اسبوعين فرارا من القصف الاسرائيلي على الحي الذي يقيم فيه.
وقال “كانت اذننا ستنفجر من القصف المستمر. نحن محظوظون اننا مازلنا احياء.”
وعلى الرغم من تكثيف الانشطة الدبلوماسية والمؤشرات على ان وقفا لاطلاق النار قد يعلن قريبا الا ان اسرائيل استمرت في هجومها الذي استمر ثلاثة اسابيع من الجو وباستخدام الدبابات والمدفعية في مسعى لتوجيه ضربة قوية لحماس وصواريخها قبل ان تبدأ الهدنة.
وفي مواجهة الهجوم الذي يقول اطباء فلسطينيون إنه اودى بحياة 1200 فلسطيني بينهم 410 من الاطفال واصلت حماس اطلاق الصواريخ على اسرائيل وان كان اقل من السابق حيث اطلقت سبعة صواريخ يوم السبت وفقا لما ذكره الجيش الاسرائيلي.
وقتل عشرة جنود اسرائيليين منذ بدء الهجوم اضافة الى ثلاثة مدنيين قتلوا بنيران صواريخ أطلقت من غزة.
ومع مقتل الكثير من الاقارب وتضاؤل تأثير صواريخ حماس على اسرائيل اشار حسن الى ان الوقت حان لكي تأخذ اسرائيل زمام المبادرة وتوقف اطلاق النار.
وقال “وقف اطلاق النار من جانب واحد من طرف اسرائيل سيكون ضربة لحماس..هزيمة سياسية.”
وقال في اشارة الى مقتل سعيد صيام المسؤول الامني بحماس الذي قتل في ضربة جوية اسرائيلية يوم الخميس “يمكن لاسرائيل ان تزعم انها دخلت الى قلب غزة ودمرت الاماكن وقتلت صيام ويمكنها ان تأتي ثانية في أي وقت.”
غير ان اخرين لم يكونوا مقتنعين حيث قالوا إن حماس يتعين عليها ان تبرم اتفاقا لوقف مفتوح لاطلاق النار مع اسرائيل.
وقال عزيز وهو سائق سيارة اجرة “بهذه الطريقة يمكنهم الزعم انه ليس دائما ويمكنهم ان يخرقوه بمجرد ان تكون لهم القدرة على ذلك.”
واضاف “حماس حققت نجاحا فهي لم تنهار بل تواصل اطلاق الصواريخ عندما تريد واينما تريد. ولكن عليهم ان يفكروا بحكمة في المكاسب والخسائر.”
ومكاسب وخسائر حماس هي نقطة بارزة في النقاش بين سكان غزة الذين يدعم كثيرون منهم تلقائيا المقاومة الفلسطينية ضد اسرائيل ولكنهم يتساءلون عن الخسائر في الارواح والدمار الذي لحق بهم خلال الاسابيع الثلاثة المنصرمة.
وقالت لمى وهي سكرتيرة في شركة بغزة رفضت ان تعطي اسمها بالكامل ” الصواريخ يجب ان تتوقف. ما الذي كسبناه منها..”.
وتساءلت “الان تتفاوض حماس حول هدنة. قدم لهم عرض لكي يجددوها في ديسمبر ولكنهم رفضوا. والان بعد الاف القتلى والجرحى كيف يمكن لحماس ان تفسر ذلك..”.
واطلقت حماس نحو ثمانية الاف صاروخ وقذيفة مورتر على اسرائيل منذ عام 2001 لتقتل 21 شخصا وتتسبب في تعطيل كبير في بلدات جنوب اسرائيل. وقالت اسرائيل ان وقف اطلاق الصواريخ هو الهدف الرئيسي من هجومها.
وبالنسبة لحماس فان القدرة على اطلاق صواريخ يصل مداها الى 40 كليومترا على اسرائيل هو تقدم في التكتيك من الهجمات الانتحارية التي كانت علامة مميزة لها في الجزء المبكر من الانتفاضة الثانية ضد اسرائيل والتي بدأت في عام 2000.
ولكن بالنظر الى عدد القتلى والدمار الذي الحقته اسرائيل بحماس وغزة نتيجة لاطلاق الصواريخ فحتى اولئك الذن دعموا هذا التكتيك في البداية يشككون فيه الان.
وقال عزيز سائق السيارة الاجرة “كنت على الدوام داعما لاطلاق الصواريخ وكل اشكال المقاومة. ولكن ربما كانت حماس بحاجة الى العودة الى العمليات الاستشهادية بدلا من ذلك.”
وقال حسن الذي له خمسة ابناء ان اطلاق الصواريخ لا جدوى منه مالم تكن فعالة.
وقال “الصواريخ..اعتقد ان هذه القضية بحاجة الى وقفها لبعض الوقت ودراستها. وعندما يكون لدينا صاروخ يمكن ان يصل الى قلب تل ابيب ويمكنه ان يفجر مبنى ربما يمكننا عندئذ استئناف اطلاق الصواريخ.”
من نضال المغربي