“الشهيد” و”العميل”: صورة تذكارية
*
من لم يٌخل بورقة التفاهم ابان زعامته لن يتخلى عنها في رئاسته
المركزية- اعتبر منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد ان الاهم من انتخاب رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، هو مصير لبنان في ما لو وصل الى قصر بعبدا بشروط حزب الله التي فرضت على اللبنانيين، وأدت الى قبول كل القوى السياسية، بمن فيها قوى 14 آذار بالتسليم بترشيح عون، ما يعني عمليا تكريس مبدأ غلبة فريق على آخر فهل يؤدي ذلك الى الاستقرار وانقاذ البلد؟
وقال لـ”المركزية” : جلّ ما نصبو اليه رئاسيا انقاذ الدولة والجمهورية. فليقنعنا أحد ان اي رئيس بشروط حزب الله سينقذ لبنان. نحن على قناعة تامة بأن كل انجازات فريق 14 آذار الوطنية منذ العام 2005 ستكون على المحك، في ما لو وصل عون الى سدة الرئاسة الاولى بشروط حزب الله، خلافا لما ستكون عليه الحال لو انه يصل عبر ورقة تفاهم لبنانية – لبنانية مع كل الافرقاء السياسيين. ولو كانت لدينا قناعة بنسبة واحد في المئة ان عون يمكن ان ينقذ لبنان لانتخبناه فورا، بعد وضع كل حساسياتنا الخاصة جانبا، لكن للاسف قناعة الحد الادنى غير متوافرة.
ما هي خطتكم لمواجهة المستجد، يؤكد سعيد انها ترتكز الى المراقبة وقراءة المعطيات، الاعتراض على دعم ترشيح عون مع تسجيل هذا الاعتراض علنا والتمايز. واللافت وجود حالات اعتراضية على هذا الترشيح بالذات من اهل البيت، قبل من هم في الخارج. مضيفا ، اذا كان عون سينفذ شروط الحزب ومطالبه ان لجهة الغاء المحكمة الدولية او قانون العقوبات المالية على المصارف التي تتعامل معه او الغاء سفارتي سوريا في لبنان ولبنان في سوريا للعودة الى المجلس الاعلى للتنسيق وغيرها ، فلمَ لا ينتخبه؟ كل ما نسمع راهنا عن اتفاقات جانبية يبقى مبهما، بيد ان الاتفاق الضمني، الاشد وضوحا والذي التزمه عون بحذافيره ولم يخلّ بأي من بنوده طوال السنوات العشر منذ 6 شباط 2006 ، هو ورقة التفاهم مع حزب الله من لاسا الى خرمشهر المحررة، وهو يقدم يوما بعد يوم الادلة الى انه سيخضع لشروط وينفذ كل رغبات الحزب انطلاقا من موقعه كرئيس جمهورية، فهو في الزعامة لم يخلّ بالتزامه تجاهه فلمَ يخل به في الرئاسة، وهو الذي اوصله اليها؟
وأضاف: هناك وصاية ايرانية حلّت مكان الوصاية السورية في لبنان، ثمة من رضي بالتعامل معها وتجد لنفسها الذرائع والمبررات. أنا شخصيا من اللبنانيين الذين يرفضون بالمطلق التعامل مع هذه الوصاية مهما قدمت من مغريات. لطالما رفضنا الرؤساء الذين فرضتهم الوصاية السورية، فما الذي تبدّل لنقبل اليوم برئيس الوصاية الايرانية وشروط حزب الله؟
وختم: بات لكل طرف اليوم حساباته الخاصة، اما حساباتي فترتكز الى استمرار الدفاع عن فكرة التزمتها منذ العام 2005 وتقضي بتنفيذ اتفاق الطائف والعيش المشترك وتطبيق شروط الدستور اللبناني على الجميع وليس شروط فريق من اللبنانيين.